بنت الرافدين

الوضع العراقي وتعقيداته

علي الحسون / رئيس جمعية الصحفيين والكتاب العراقيين

ان تشابك الاوضاع وتعقيدها في الوضع العراقي الى درجة من التداخل وخصوصا بعد الاحتلال وسقوط الديكتاتورية البغيضة يصعب فيها الفرز والتوصيف والتصنيف الدقيق ؛ التخبط والعشوائية والاشكالات المتعددة الوافدة التي تشكل على منظومتنا بكافة عناوينها وتراكيبها المفصلية التي تحدد هويتنا وخصوصيتنا ووجودنا وحضورنا ومحاولة ايجاد مكاننا المناسب في الركب المتسارع على كافة الاصعدة المجتمعية والحياتية في العالم0000ولكن دون جدوى والفضل يعود الى من كان ينتظره المواطن زمنا طويلا بعد المعاناةوالالم والمرارة والظلم ونزيف الهموم المزمن00 من تولى الامر00 فكان التخندق والفصل والعزل مقاصد سعى اليها وتمزقت وتتناثرت صورة العراق وتتشظت مع تطاير الاجساد والظفائر والعباءات والمسبحات والكتب على الارصفة المصبوغة دوما بدم العراقيين ؛ خطاب دعائي واعلامي وسياسي وثقافي 000يمتلكه اللهاث لعجزه وضعفة ان يكون بمستوى المسوؤلية الشرعية والوطنية 000 دعايات واعلانات ممزوجة بالعويل والصراخات الدائمة 00 كان الفشل سوال واستفام كبيرمن يقوم بواجباته الملقاة على عاتقه؟ مثلا الاعلام 00الصوت المعبر عن ضمير الناس ومهمته نقل الحقيقة بصدق ونزاهة بموضوعية ومهنية ووفق المعايير الاخلاقية الواجب الالتزام بها ولكن في زمن الابادة والقتل المتعمد00 وتكالب من في صدره الاحقاد السوداء000 ومن عاثوا في حضرة ساحات السلطة الرابعة فسادامن خلال الاعلام الموجه المركزي وباستخدام اساليب التضليل والتزييف والخداع ومصادرة اراء الاخرين لخدمة السلطان وزبانيته في العهد السابق00و اليوم لايختلف الحال بل على العكس اصبح اكثر نفاقا وتزويرا ومغالطة و مكرا في غرس كل عوامل الكراهية والعداء والطائفية وتعميق وتجذير الهويات الفرعية والثانوية المذهبية والعرقية والناطقية وحتى العائلية في ذهنية ووعي المواطن العراقي دون وجل اوخجل 00لان من يمول تلك الوسائل الاعلامية من جهات سياسية اومؤسساتية لها اغراضها ونوايها الخاصة البعيدة عن روح المواطنة في اغلب الاحوا ل و بدلا ان تكون منظومتها الادائية ورسالتها الاعلامية في رص الصفوف ونبذ الطائفية والعنصرية00وعليها فقدت ثقة المواطن العراقي بها واصبحت بعيدة كل البعد عن معاناته وهمومه العظيمة والجسيمة في مواجهة كل الوان الموت وبكافة الالته في كل لحظه من زمن القسوة والعنف والدم والمراهنات وعنجهية الاحتلال وجبروته وبراثن الارهاب الممتدة الى الروح والجسدالعراقي و من كل الجهات.

العودة الى الصفحة الرئيسية