|
أقتل الأفعى من رأسها محمود الوندي أنتهى الزرقاوي كما كان متوقعاً ، ترى هل تتراجع الأعمال الأرهابية في العراق ؟ طبعاً جواب يصعب علينا البت به ، ورغم الأنتكاسة الخطيرة التي منيت بها الزمرالأرهابية الناشطة في مدن العراقية المتمثلة بمقتل الأرهابي أبو مصعب الزرقاوي وسبعة من كبار مساعديه او من مستشاريه في ناحية هبهب ( 12 كم شمال مدينة بعقوبة )، لكن الأرهاب لا يزال روافده كثيرة وأهمها رافد البعث وروافد أخرىلا تزال تتدفق من دول الجوار التي تتغذى بها عصابات البعث والأجهزة الأمنية للنظام السابق والمتعاونين معهم للأستمرار بعمليات الأرهاب في الأراضي العراقية ، بعد أن تسللوا الى صفوف الأحزاب والتيارات الدينية ذات الهويات الطائفية ، والتي تستهدف المواطنين الأبرياء وقتلهم على الهوية ، وأستغلال ضعف الحكومة العراقية ، لزرع الفرقة والفتنة بين أبناء شعبنا ، وهناك رافد مهم وأخطر ضمن السياق الأعلامي ، لابد هنا ، الأشارة الى دور بعض الفضائيات العربية وغيرالعربية في تغذية الأرهاب من خلال نشر بيانات الأرهابيين بكل تفاصيلها ، وحيث تصعد من حملتها المسعورة بدعم الأرهابيين ضد الشعب العراقي ، وأستخدام أفضل الطرق للخداع وتحريض المواطن العراقي البسيط ، وتسخين الساحة العراقية وبكل الوسائل المسمومة المناطة بها . إذن قتل الزرقاوي ومساعديه ليس له أثراً على الوضع الأمني وربما سيكون بالدرجة القليلة ، إلا أن ذلك لم يمنع بقاياهم وأذنابهم من مواصلة مشوارهم الأرهابي في العراق ضد شعبنا وحكومتنا المنتخبة ، وبالأضافة الى ذلك لأنه ليس عنصراً وحيداً في عمليات العنف على أرض الواقع في العراق ، لأن هناك رؤوس أخرى متطرفة يجب سحقها سواء من مخلفات النظام البائد الذين يحاولون أسترجاع هيبتهم والوثوب الى السلطة من جديد ، وأنتهاء بالقوى الشريرة الداخلة من دول الجوار وبدعم من مخابرات تلك الدول التي تمارس القتل وتشريد أبناء شعبنا بحجة المقاومة الهلامية للمحتل ، وهناك الجهات الأخرى الداعمة الأرهاب التي تختفي خلف الأقنعة ومسميات المختلفة ، ويتواجدون بشكل هيئات تحمل أسماء الخير والشرف ولا تعمل بها أو سبيلها . نعم مقتل الزرقاوي وقد كان حدثاً مهماً ولكن لا تتخفف أعمال الأرهابيين في العراق بل ستستمر في جميع مدن العراقية ، إلا أن تقتل الأفعى من رأسها أي أتخاذ الأجراءات الصارمة بحق من يقف ورائهم ويؤيدهم ويقدم لهم المساعدات ويتحالف معهم ، ويجب أستئصالهم من الجذور من قبل الحكومة ، لأن هولاء يتحملون المسؤولية كاملاً عن عملية الأرهاب في العراق ولتأكيد أن الأرهابيون هم عصابات البعث ، لأن طابعهم ، المرسوم على ضحاياهم في أيام حكمهم هو أختراع أبشع الطرق الأجرامية في التعذيب والترهيب ، وكذلك تحجرت قلوبهم ولم يعودوا يفهمون الحياة سوى ما يرونه أمامهم مثل السرطان ينهش جسد المجتمع العراقي ، والقضاء على الأحزاب والمنظمات المشبوهه التي اسسها فلول البعث ، والوقوف بصلابة في وجه الطائفيين والظلاميين الذين لا خيار لديهم سوى تأجيج الصراعات وتعبئة الناس البسطاء على الفتنة الطائفية والعرقية في العراق ، وتطهير المحافظات من العصابات الأجرامية التي أطلقت صراحهم قبل الحرب من قبل الطاغية صدام حسين ، وتنظيف الأحزاب والتيارات من العصابات والمرتزقة وطرد البعثيون من تنظيماتهم ، إلا أن الأرهاب والمآسي تتوالى على رؤوسنا وسيستمرالى أن يتم القضاء على أسبابه وعوامله ومن يقوده من خلف الكواليس ، وتدميرالمعاقل الأرهابيين من الغزاة والقتلة ، وسحق رأس الأفعى التي هي سبب جميع المأساة في العراق . تريد الحكومة العراقية أن تقضي على الإرهاب بهدف أن تؤمن تعاطف الشعب ويسهر على راحة المواطنيين عليها أن تترك منطقة الخضراء وكسر جدار الخوف والعازل ، وبناء جسر الثقة بين الحكومة والشعب والتعاون فيما بينهم ، وتجعل الجماهير تحبها وتحترمها وتثق بيها لكي تتمكن من بسط سيطرتها على الشارع العراقي بتعاون الشعب معها لقضاء على المجرمين والخارجين عن القانون ، وفي هذه الحالة تتراجع أعمال العنف التي تجعل العراق أمناُ بلا أرهاب . وتشيد الحكومة العراقية بتجربة أقليم كوردستان ، ومواقف المشرفة لحكومة أقليم كوردستان التي تتدعي الى الحب والتأخي بين مكونات وشرائح مجتمع كوردستان وكيف تتقارب وتتعاون مع الشعب داخل الأقليم ، بل تعاون الشعب مع الجهاز الأمني لمحاربة هولاء المنبوذين من بقايا البعثيين والمتسلليين عبر الحدود ، لذلك لم تتمكن الأرهابيين من دخول الى أقليم كوردستان لقيام بأعمالهم الأجرامية ، بسبب وجود التلاحم الأخوي فيما بينهم والثقة والتعاون بين الجهاز الأمني الكوردستانية وأبناء وبنات المنطقة ، لكشف الخلايا الأرهابية المجرمة القتلة والسراق في أول وهلة عند دخولهم الى أقليم كوردستان من قبل الشعب ، لذلك يتمتع الشعب الكوردي مع قوميات أخرى بنسيم الحرية والديمقراطية في كوردستان بعيداً عن الأرهاب ، والتحرك التام داخل كوردستان دون خوف من أرهاب .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |