|
السفير البريطاني يتكلم الكوردية محسن جوامير ـ كاتب كوردستاني بتأريخ 14/06 أقامت السفارة البريطانية في فندق خانزاد بمدينة هه ولير عاصمة كوردستان، حفلا بمناسبة الذكرى 80 لميلاد ملكة بريطانيا أليزابيث الثانية. وقد حضر الحفل رئيس كوردستان السيد مسعود البارزاني ورئيس الحكومة ونائبه وعدد من الوزراء، وكذلك سفراء بعض الدول وممثل الأمم المتحدة. هذا وقد بدأ الحفل بكلمة من السيد وليم بييتي سفير بريطانيا في بغداد، إستهلها بخطاب موجه الى الحاضرين باللغة الكوردية، مشيرا فيه إلى العلاقات المتينة بين شعب كوردستان وبريطانيا العظمى. بالرغم من ان الكورد حرموا من الحقوق التي تمتع بها من هم دونهم نفوسا وحتى اقل منهم شروطا لتشكيل دولة او كيان، أو قل إن بعضهم لا يملك أصلا شروط تأسيس قضاء ناهيكم عن دولة، فان هناك إشارات تلوح بان في مسيرة الكورد نحو الإنعتاق علائم تبشر بالخير، لو كان ثمة جهود وإصرار، ثم إن هذا التوجه لا يفيد الكورد فقط إنما يعم بفائدته المنطقة ككل، لأنه طالما كانت العقدة الكوردستانية الممزوجة باضطهاد الكورد ومحوهم هي العقبة امام تحقيق الإستقرار في المنطقة خلال قرن من الزمان. كم كان الأولى ان تأتي المبشرات وعوامل التغيير والتقدم نحو الأمام وسيادة الديمقراطية وإشاعة الحرية من رحم دولنا لا بالعمليات القيصرية الخارجية، ولا ان يصبح حالنا كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ ـ والماء فوق ظهورها محمول.. خاصة لأننا أصحاب تراث ومبادئ تحمل في طياتها كل المثل والقيم التي ترفع من قدر الإنسان وتعطي للبشرية كرامتها ( ولقد كرمنا بني آدم ) ، وتجعل من اللسان آية من آيات عظمة الخالق ( ومن آياته خلق السماوات والأرض وإختلاف السنتكم وألوانكم ).. في حين مازال من بيننا أناس بل علماء وعقلاء وحكام يرفضون الإعتراف بالكورد كأمة لها ميزاتها ولغتها كباقي الناس والأجناس، ويؤلفون الكتب ويؤطرون النظريات لمحاربة اصل وفصل الكورد. نظن أنه آن الأوان كي تصبح اللغة الكوردية من اللغات التي يُتكلم بها وكذلك يُهتم بها دراسة وتعلما وتحدثا من لدن غير الكورد كذلك، لأن الواقع الإقليمي والكوردستاني الجديد قد أوجد ظروفا تحتم الإقبال على تعلمها، على الأقل لتسهيل قنوات الإتصال بين الكورد وغيرهم من الشعوب المجاورة.. ولعل موقع كوردستان بين الشعوب العربية والتركية والفارسية، يعطي ميزة خاصة للكورد بحيث أن ايا من تلكم الشعوب يمكنه أن يمر عبر كوردستان ليصل إلى ضفة الشعب الآخر بسهولة وبأقل التكاليف، ناهيكم عن كون كوردستان من جنان الشرق من حيث الجمال والطقس والطبيعة الخلابة، ومرشحة لتكون قبلة السياح ومصدر إلهام شعراء وأدباء وكتاب المنطقة وبكل اللغات، لاسيما بعد أن أصبحت الطائرات صافات ويقبضن فوق مطاراتها في هه ولير والسليمانية، وكركوك ودهوك في الطريق. يبدو أن التأريخ يتحرك لصالح الشعوب المقهورة ولا يتأخر، حيث لا أحد كان يتصور أن يخاطب مام جلال العالم في الأمم المتحدة بجانب اللغة العربية العظيمة، بالكوردية أيضا.. ولا أحد كان يعتقد أن الرئيس بوش يدعو السيد مسعود البارزاني إلى بيته الأبيض خصيصا ليعترف به رئيسا لكوردستان، ورئيس كوردستان يرد على هذا الإعتراف بالتقدير وبلسان كوردي مبين .. ومن ثم يأتي السيد أشرف قاضي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ليوجه كلمته بالكوردية وبلكنته اللطيفة إلى ممثلي الكورد في البرلمان الكوردستاني، وأخيرا وليس آخرا يأتي السيد وليم بييتي سفير بريطانيا ليجعل مسك بداية خطابه باللغة الكوردية، وكأني به يعتذر للشعب الكوردي عن ذلك التقصير وهذا التأخير في نيل الحقوق. والعاقل تكفيه الإشارة!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |