|
تحية الى جيزال خوري وإيلاف والعربية د. جرجيس كوليزادة / اربيل ـ العراق من المواقف الجميلة المتسمة بالمهنية والموضوعية والمسؤولية والشعور الإنساني هي الكلمات الطيبة التي بدرت من قبل الإعلامية اللبنانية جيزال خوري معدة ومقدمة البرنامج السياسي بالعربي على شاشة الفضائية "العربية" في حلقة يوم الثامن من يونيو، والتمنيات الصادقة بالخير والطيبة التي عبرت عنها بعفوية ومسؤولية تجاه العراق وتجاه العراقيين في اللقاء الأخير لها مع مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي والتي منحت البرنامج والفضائية لمسة رائعة وحيوية ومعبرة عن رسالة إعلامية تحمل هموما وأهدافا إنسانية نبيلة لنقل الحقيقة والحدث بمصداقية وحيادية وطرحها بإيجابية أمام الرأي العام والمشاهد الكريم من منطلق تحقيق رسالة نابعة عن القيم والمباديء الإنسانية التي تناضل من أجلها الأمم والشعوب والمجتمعات الديمقراطية في عالمنا المعاصر والتي أصبحت فيها لغة الحوار هي البديل للغة العنف والسلاح التي رافقت تاريخ البشرية حتى القرون الماضية في المجتمعات الشرقية والغربية. وحيال هذا الموقف الذي يحمل رسالة إعلامية إنسانية مع الاحتفاظ بالمقومات الأساسية والرئيسية للمسائل والأمور الإعلامية بمهنية عالية وموضوعية مجردة، فان الموقف يسجل بتقدير عالي للإعلامية جيزال خوري ولقناة فضائية "العربية" التي بدأت تستولي على قلوب المشاهدين بنسب عالية وكبيرة كما أشارت اليها استطلاعات الرأي في مناسبة الذكرى الثالثة للفضائية، بسبب مصداقيتها في تناول وتقديم الخبر والحدث، وبسبب تجردها من أهداف ونيات مسبوقة تخفي نفسها وراء الرسالة الإعلامية لاستغلالها لأهداف وأفكار خاصة لا صلة لها بالهدف الانساني النبيل المتعلق بمعرفة الحقيقة والتعامل معها بمصداقية. وهنا بهذه بالمناسبة لا بد أن نشيد بفضائية "العربية" لجهودها الأمينة في طرح رسالة خبرية وتحليلية صادقة أمينة بعيدة عن الشبهات والتأويلات لمشاهديها، ولا شك ان مثل هذه الرسالة التي تطرحها فضائية خبرية يشكل محور أساسي للتنوير ولبيان المعرفة والحقيقة، وهذا المحور هو ما نحن بأمس الحاجة اليها للتأثير على منهج الأفكار والثقافة السائدة في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة العالم الإسلامي، لأن الثقافة المسيطرة على الساحة غير موضوعية وهي تتسم بالعنف والدماء وهي مستنبطة من منابع دينية وسلطوية خاطئة لا تهدف الى خدمة الشعوب الإسلامية في المنطقة وفق القيم والمباديء الإنسانية النبيلة بل على العكس تهدف الى تدميرها وتخريبها وإعادتها الى قرون الجهل والعبودية والاستبداد، وهذا ما جعل من بعض الفضائيات أن تتخذ من هذه الثقافة هدفا لها للتشجيع عليها وتقديمها بأشكال إعلامية متقنة للجمهور والمشاهد العربي والإسلامي لخدمة الحركات والمنظمات السلفية والتكفيرية التي اتخذت من هذه الثقافة والفكر المتشدد والإصولية الرجعية منابع ومراجع لها لإرجاع عجلة ومسيرة شعوب المنطقة الى عصور التخلف والعبودية، وفضائية الجزيرة تشكل إحدى هذه القنوات الرئيسية التي تيث هذا الإعلام المسموم للمشاهدين بهدف رمي هذه المنطقة في ساحة من نار لا مخرج منها إلا رمادا. ولا شك أن الرسالة التي تحملها وتقدمها جيزال خوري كإعلامية للنطق بالحقيقة بمصداقية ومسؤولية تشكل مبعث أمل وخير للفكر الصادق الذي يخدم الانسان بمنطق وعقلانية وحكمة، وهي نفس الرسالة التي حملته زوجها الراحل كقلم منير للفكر النير الحر والذي استشهد من أجلها، وهي نفس الرسالة التي يحملها الموقع الألكتروني "إيلاف" كمنبر للرأي الحر الصادق الذي التف حوله مجموعة كبيرة من الاقلام المتسمة بالعقلانية والحكمة وجمهور عريض وكبير من المؤمنين بالفكر النير المبني على العقل والمنطق، لتنوير الرأي العام وإبعادها عن الثقافة السلفية المتسلطة السائدة في المنطقة والتي تحمل بذور الفراق والشتات والقتال والعنف وسفك الدماء بكل معنى من معاني هذه الكلمات، والنموذج الإرهابي الذي طرح نفسه على الساحة العراقية خير دليل وبرهان على دموية هذه الثقافة التكفيرية التي تؤمن بها جمهور كبير نسبيا من أبناء الشعوب الإسلامية والعربية خاصة في مناطق الخليج والشام وشمال أفريقيا. لهذا فإن هذه النماذج الخيرة على الساحة الإعلامية، من أمثال "أيلاف" و"جيزال خوري" و"العربية"، وفضائيات عراقية مثل الفيحاء وكوردسات وكوردستان وزاكروس والحرية والشرقية والعراقية ومواقع الكترونية عراقية مثل صوت العراق وعراق الغد وكي ار جي و بيوكي ميديا وكوردستان والاتحاد والعراق الجديد وكوردستان تايمز وغيرها، تشكل منابع حقيقية للكلمة الصادقة للتعبير عن الحقيقة بمصداقية وموضوعية، وهي في نفس الوقت تشكل مصادر حقيقية سليمة وصائبة متسمة بالعقلانية والمنطق لتنوير الرأي العام بالحقيقة المجردة المسنودة الى منطق العقل والحقيقة، فتحبة عالية من التقدير الى إيلاف وجيزال خوري والعربية مع تمنياتنا لهم وللجميع بالتوفيق في تحقيق رسالة الحقيقة لتنوير الإنسان في هذه المنطقة الستراتيجية المهمة على الصعيد الدولي بهذا الهدف الانساني النبيل.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |