فتيات المقاومة والعرض المغري

الدكتور طالب الرمَّاحي

info@thenewiraq.com

ورد مركز العراق الجديد للإعلام مقالاً للكاتب العراقي سيف الله علي ذكر فيه ( أن فتيات عراقيات من محافظات الموصل وتكريت عرضن الزواج على العرب القادمين الى العراق إذا كان الهدف من المجيء هو الإنخراط في صفوف (المقاومة الشريفة) ، وقد قارن أنفسهن بنساء الأنصار اللاتي تزوجن من المهاجرين في صدر الإسلام ) ... لقد ترددت في نشر المقال إذ لم استطع أن استوعب ما جاء فيه وقد ظننت أن الكاتب سيف الله علي ربما اعتمد على مصادر غير موثوقة ، فقررت التأكد من صحة ما ورد في المقال وطلبت منه أن يزودني بمصدر تلك المعلومات ، وفعلاً وردني منه مقال كان قد نشر في (جريدة القدس العربي ليوم 17/06/2006) ، وفية معلومات دقيقة عن عروض لفتيات من محافظات المنطقة الغربية يعلنَّ استعدادهن للزواج من الإرهابيين على أن يكون ثمن هذا الزواج هو المشاركة الفعالة في القيام بأعمال إرهابية يخطط لها البعثيون وينفذها القادمون العرب ...إن ما ورد في خبر جريدة القدس والذي أعده لها (ضياء السامرائي) من تكريت له مؤشرات في غاية الخطورة على مستقبل العراق ومستقبل القيم والأخلاق التي تتبجح بها العشائر السنية في المنطقة الغربية ، وإلا ماذا يعني هذا التوجه الغريب من قبل الفتيات السنيات من تلك المناطق للإقتران بالصيِّع من العرب القادمين الى العراق ، ومن أجل من ؟؟!! بالتأكيد وحسبما شهدته الساحة العراقية طيلة السنوات الثلاث الماضية أن قدومهم هو من أجل تعطيل العملية السياسية وإثارة الرعب والهلع في نفوس الأبرياء في محافظات الوسط والجنوب من خلال تفجير اجسادهم النتنة في المساجد والحسينيات ودور العبادة أو مراكز تجمع العمال الفقراء ، بل إن جرائم هؤلاء ( العرسان ) قد طالت في الآونة الأخيرة كل مرافق الحياة في العراق ولم تستثن فئة من الناس حتى بلغت في جرائمها حدود اللامعقول عندما استهدفت الخبازين والجزارين والحلاقين ومن يسير في الطرقات كائناً من كان قادما لعياله أو مغادرا لمحل عمله.

الغريب في هذا الخبر أن العشائر العراقية ذات الشرف والعفة والأعراف لم تستنكر الخبر هذا ولم تكذبه ولم يعلق عليه أحد من كتابهم ومثقفيهم ، وهذا يعني أن المعلومات التي أوردها (ضياء السامرائي) لجريدة عبد الباري عطوان في تقريره قد بلغت اليقين وأن صداما وكما كنا نكرر أنه استطاع وخلال فترة حكمه أن يمسخ فئات كبيرة من المجتمع العراقي وأن يؤثر به وبهذا الشكل المرعب حتى على القيم الأخلاقية والأعراف العشائرية الى الدرجة التي طفقت معها فتيات تلك المناطق تدعوا الإرهابيين الى العراق والثمن هو أجسادهن ، وتحت ذريعة المقاومة وإشاعة الفوضى وسلب الأمان من أبناء الشعب العراقي .

لقد قارنت تلك الفتيات الفاجرات أنفسهن بفتيات الأنصار المؤمنات  في بداية الدعوة الإسلامية ، وهذا أمر يدعوا الى الغرابة إذا ما أدركنا أن فتيات الأنصار قد تزوجن من المهاجرين بأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أما فتيات ( العفة والشرف ) الإرهابي ممن أخذن أوامر رمي أجسادهن في أحضان الإرهابيين أو الزواج منهم ؟؟ من خليفة الزرقاوي أبو أيوب المصري أم من هيئة علماء السنة والتي ما زالت تبارك عمليات القتل في العراق ، بالطبع أن كلا الطرفين يعتبران أن دعوة تلك الفتيات تخدم ( اجندتهم) الإرهابية في العراق ، وإذا كنا ندرك جيدا أن ( الغاية تبرر الوسيلة ) عند هؤلاء  فلا عجب أن تبارك هيئة علماء السنة هذه الخطوة ( اللاإخلاقية ) ولا تعلن عن إعتراضها فقد كان حزب البعث يفعلها في العراق طيلة ثلاث عقود من الزمن . كما أن زواج الإنصاريات من المهاجرين كان خطوة على طريق استقرار المجتمع الإسلامي في المدينة بل كان سبباً في تقوية ومتانة ذلك المجتمع وهو في طور التأسيس والإستعداد لمواجهة قريش والمشركين في الجزيرة . أما هذه الخطوة ( الشاذة ) فهي تؤدي الى سلب الإستقرار من خلال استمالة الإرهابيين الى العراق ، وهي أيضا لا تؤدي قطعا الى تقوية الشعب العراقي فهي تمنع بناء العراق اقتصاديا واجتماعياً إذا ما أدركنا أن هؤلاء العرسان القادمين همهم الوحيد هو تخريب البنية التحتية وتخريب البلاد وقتل العباد بالتنسيق مع بقايا مجرمي حزب البعث المهزوم.

حقيقة أخرى قد استطعنا أن نكتشفها من خلال خبر ضياء العبيدي وهو أن لتلك الفتيات دور كبير في تكالب الإرهابيين على العراق ومحاولتهم الوصول الى (جنة حور) المنطقة الغربية وخاصة إذا ما أدركنا أن غالبية القادمين هم من المراهقين ، وبذلك نكون قد أدركنا أحد أسرار مجيء هذه الأفواج وتحملهم أعباء السفر والمخاطر ، إذ أن قدومهم لم يكن من أجل الجهاد والمقاومة بل أن ذلك كان نتيجة لدوافع جنسية مغرية كانت قد أطلقتها أمثال مروة الدليمي ذات الـ 17 ربيعاً  وثناء العبيدي ذات الـ 18 ربيعاً وعروبة الحمداني ذات الـ 19 ربيعاً وبتول السامرائي ذات الـ 20 ربيعاً . لقد أصبحت تلك الفتيات ممراً جنسياً للمراهقين الإرهابيين، وأصبح الجنس وسيلة جذب واسقطاب لهم ، وإلا أيُّ زواج هذا الذي يتم بين تلك الفتيات إذا كان مصير الزوج هو القتل أو الأسر ، وأي جهاد هذا يكون فيه الدافع الأساسي هو ممارسة الرذيلة مع فتاة مجندة من حزب البعث لتكون جسراً جنسيا لمجاهدي الأعراب من القاعدة .

أنا أنصح أهلنا في المنطقة الغربية والذين نعرف عنهم تمسكهم بمباديء الشرف والكرامة أن يتحركوا سريعاً لمعالجة هذا الأمر الخطير الذي يعتبر ثلمة كبيرة وتاريخية في حياتهم المعاصرة ، وأنا أذ أكبر فيهم أعرافهم العشائرية وخلقهم الإسلامي الذي يأبى أن يتنازل عن شرفه وكرامته لمجرم مجهول جاء من وراء الحدود ، مع علمنا أن الفتيات التي اطلقت مثل تلك الدعوات أو تلك اللواتي سبق وأن منحن أجسادهن من قبل لمجرمي القاعدة وأمثالهم لا يمثلن الفتاة العراقية من عشائر المنطقة الغربية وإنما هن نماذج صارخة لمخلفات حزب البعث وما خلَّفه في المنطقة من انحراف عن جادة الحق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com