|
صراخ انثى رافد سمير ارتفع صراخها بينما كنت اتناول افطاري ... فتظاهرت بعدم الاكتراث ، ازداد صراخها حتى خال لي ان ذئبا يتجه نحوها ليمزقها ولكن حاولت ان اتناسى الامر واكمل طعامي لاهرب الى عملي واضع قضايا المرأة جانبا لان مشاكلي تكفيني، هنا بدأ صوتها يتغير وكأن الذئب اقترب منها ولا يوجد من ينقذها من انيابه التي لا ترحم ، يبدو اني شكوكي كانت في محلها فها اني اسمع ضربات على جسد طري بأدات بلاستيكية (قد تكون حذاء او ما شابه ) ، كانت قوة الضربات كافية ليخترق صوتها جدار بيتي وجدار جيراني الذي كان ياتي منه مزيج من صرخات انثى تستغيث باحد لينقذها من الذئب الذي امامها وبين الضربات التي يتلقاها جسدها . هل انا بجانب غرفة تعذيب ... ربما هل هناك سجن بجانب بيتي ... نعم انه سجن للنساء فالعديد من بيوتنا ما هي الا سجون للنساء يديرها رجال ويشرفون على ان تعمل المرأة كالعبدة وان لا تهرب من سجنها ولو لتتنفس القليل من الهواء بل يجب ان تكون جاهزة دائما لامتاع السجان ... عفوا اقصد الرجل وخدمته والا لن يختلف مصيرها عن مصير هذه تلك المسكينة . سألتني امرأة كانت بجانبي الا يوجد قانون يحمي امثالها فقلت لها وانا الملم اغراضي للخروج : لا لا يوجد قانون في بلدنا يخول المرأة طلب المساعدة في حال تعرضت الى العنف المنزلي فالقانون هو للاحرار وليس للعبيد والمرأة محسوبة على ممتلكات الرجل لذا يحق له ان يضربها كما يشاء . خرجت من المنزل وشعور بداخلي اني اشتركت بجريمة تعذيب انسانة لا تختلف عني او عن اي شخص اخر سوى انها ولدت انثى في مجتمع يحتقر الانثى او على الاقل يعتبره كائن من الدرجة الثانية .اثناء العمل كان صدى صرخاتها ما يزال يرن في اذني وكأنها تقول انقذوني لانكم بسكوتكم على جريمة الوحش تشاركونه في فعلته فتحول صداها الى صراخ جمع غفير من نساء بلدي وهم يقولون حررونا من العبودية حتى الحيوانات لها من يدافع عن حقوقها اما نحن فلا احد . بالفعل لا احد يدافع عنكم لان الاسياد يتفقون دائما ضد العبيد وهذا الامر يجب ان تفهمه النساء فالاسياد يوظفون التقاليد والدين لاخضاع النساء ويحرصون على ان لا يصلهم صوت ثائر او ثائرة ليبشّروا بالحرية.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |