|
من ذاكرة ايام البؤس والشقاء والموت .. اقوى لا واوحدها علي الطائي سنة 1995 تقرر النظام السابق اجراء الاستفتاء الشعبي على بقاء رأس النظام رئيس للعراق في العلن اشبعونا حديثا حتى التخمة عن حرية الرأي وحق المواطن في قول نعم او لا وانة لا يوجد اجبار على حق الاختيار وانها عملية ديمقراطية لقد صدق البعض هذا الكلام وامن بة ولكن ماذا عن الخفاء كان الرفاق الاشاوس يبلغون العوائل بان كل من لا يذهب سيكون عقابة وخيما وشديدا وان من يكتب لا سنعلم بة وسيكون مصيرة مجهولا وفي الجيش قام التنظيم البعثي بعقد لقاءات مع الجنود في وحداتهم وحثوهم على قول نعم لبقاء قائدهم الرمز ( صانع المعجزات ) والويل والثبور لمن لا يدلي بصوتة او يقول لا قبل موعد الاستفتاء الذي حدد لة يوم 15/10/1995 التقى قائد احدى الفرق للقوات الحرس الجمهوري بامري الوحدات وتحدث معهم عن ضرورة ان تكون المشاركة 100% وان يصوت الجميع بنعم والا سيكون عقاب الامرين شديدا بل طلب منهم وامرهم ان يقوموا هم بانفسهم بوضع الاشارة على كلمة نعم لان الجنود على حد تعبيرة ( اغبياء وثول ) لا يعرفون شئ خرج الجنود يوم الاستفتاء او اخرجوا يهتفون بحياة القائد الرمز ويحملون صورة لقد كان يوما حاشدا كانت اغلب ومعظهم الاوراق قد اوشر عليها بنعم فقط كان على الجنود ان يضعوها بالصندوق وهم يهتفون بحياة القائد الرمز كان هو ضابط طبيب برتبة ملازم اول درس وتعب حتى حصل على شهادتة بدون مكارم او هبات كان قد صدق ان العملية هى ديمقراطية ولة حق التعبير بدون أي ضغط او اكراة قرر ان يكتب لا لانة هذا الرجل لا يصلح ان يبقى قائد لهذا البلد فقد سئم من الحروب العبثية والحصار والجوع وبما انة لة حق التعبير كتب ( لا ) على ورقة الاستفتاء ووضعها في الصندوق غير خائف او متردد شاهدة اكثر من واحد من الازلام والمنافقين والحاسبين الانفاس على البشر وهو يفعل ذلك لم يتحدث احد معة ولكن الامر وصل بسرعة البرق الى المسؤولين في الحرس الجمهوري من عسكريين وحزبيين وامنيين بعد ان انتهت عملية التصويت سالة امروحدتة وهو طبيب مثلة عن السبب بذلك قال قالوا انها عملية ديمقراطية وهذا من حقي ان اكتب كما ارى في المساء ظهرت النتائج لقد كانت تلك ل (لا ) هى الوحيدة على مستوى الحرس الجمهوري في نفس الليلة استدعي هو وامر وحدتة الى مقر القيادة حيث اتصل بامر وحدتة قائد الفرقة قائلا (تعال وجيب هذا الجحش معاك ) حسب تعبيرة حرفيا دخلا على القائد وكان يجلس معة كل من امين سر الشعبة الحزبية للفرقة والاستاذ (الذي هو المسؤول الامني في الفرقة التابع للحرس الخاص ) بقوا واقفان في وضعية الاستعداد اكثر من ثلاثة ساعات ليستمعا لمحاضرات عن الطاعة والولاء للقائد الرمز وحب الوطن والشعب والقائد وكان الثلاثة يتبادلون الادوار في القاء الكلمات والتوبيخ والزجر باقدح الالفاظ على هذا المسكين البذي صدق ان هناك في هذا البلد حرية وان من حقة ان يقول ما يريد بعد يومان جاءت الى وحدتة ثلاثة سيارات لندكروز مظللة من تلك التي يستخدمها افراد الحرس الخاص دخلوا على امرة وقدموا انفسهم بان هذا هو الاستاذ فلان وذاك الاستاذ علان الى اخرة طلبوا ان ياتي ذلك الضابط معهم لبعض الوقت رفض الامر تسليمة وانة يجب ان يكون معهم كتاب وان يعرف الى اين سوف يذهبون بة زجروا وقالوا لة لا نريد ان نسمع الكثير من اللغوا والا سناخذك معة طلب منهم ان يسمحوا لة بالاتصال بمراجعة العليا اتصل بامرة المباشر عندما اخبرة بالامر صاح بة لا اعرف شئ ولا علاقة لي وقطع الاتصال بعدها اتصل برئيس اركان الفرقة الذي كان ردة نفس الرد السابق اخيرا اتصل بالقائد ( قائد الفرقة )الذي قال لة ( انتم اصحاب مشاكل دعهم ياخذوا لدية علم بالامر ) ابلغة ان الحرس الخاص يطلبة وعلية ان يذهب معهم فوض امرة الى الله في موقف ذرفت فية الدموع عند البعض وانحبست العبرات عند اخرين طلب منهم ايصال حقيبة فيها اغراضة الشخصية الى عائلتة وسلم عليهم بحرارة قائلا لهم قد لا نلتقي بعد الان ذهب الى المجهول مع ( ابطال الحرس الخاص ) بدون جريرة سوى انة صدق ما سمع من ابواق النظام كان امرة في حيرة من امرة ما هو الموقف القانوني لهذا الضابط لان عليملية اعتقالة لم تكن بكتاب او تخويل من جهة قانونية اتصل باكثر من جهة مستفسرا منها عن الموقف كان الرد انهم لا علاقة لهم بالامر ولا يريدون ان تكون لهم صلة بالموضوع قرر الذهاب الى قائد الفرقة دخل علية وادى التحية العسكرية تجهم وجة القائد وبانت علية تكشيرة اشمئزاز سالة سيدي ماذا افعل بموضوع الضابط المعتقل وما يكون موقفة نظر الية بعيون تقدح شررا وغضبا وصاح بة لاتفعل شئ دعة كأن شئ لم يكن مضت الايام والشهر وكما يقال لاحس ولا خبر لهذا الطبيب الضابط بعد مضي سنة او اكثر كان امر وحدتة قد نقل الى احدى المستشفيات العسكرية جاءت برقية مستعجلة تطلب حضورة الى المحكمة العسكرية الخاصة التابعة للحرس الجمهوري ذهل عندما اخبر بالامر فلا يوجد لدية مخالفة تتطلب ان يمثل امام هذة المحكمة العتيدة ذهب باليوم المحدد الى المحكمة بعد ان قطع اكثر من مئة كلو متر عند دخولة المحكمة ذهل ووقف غير مصدق فقد شاهد صديقة القديم الضابط الذي اعتقل قبل اكثر من سنة في المحكمة بعد قليل وقبل ان يستطيع ان يتحدث معة قام رئيس المحكمة وهو برتبة عميد حقوقي يستدعية وشاهد اخر الى غرفتة وقال لهما ان هذا الضابط قد تقرر الافراج عنة ولكي تاخذ الامور شكلها القانوني سوف تقفان امام المحكمة وسنوجة لكما هذة الاسئلة وعلى كل واحد منكما ان يكون جوابة وفق الصيغة المحددة واعطي كل واحد الاسئلة والاجوبة المطلوبة دخلا الى قاعة المحكمة ( صالة المسرح ) وادلى كل منهما بدلوة كما اريد لة ان يمثل دورة ليصدر الحكم على المتهم بحجز داخل وحدتة لمدة اسبوع ( سبعة ايام ) وهو الذي قضى اكثر من عام في دهاليز الامن الخاص وكان يمكن ان يستمر الى ما لا يعلمة الا الله لو لا الصدفة التي اخرجتة من تلك الدهاليز فقد حضر المدعو ( قصي صدام حسين 9 رئيس الجهاز الى المعتقل عندما شاهدة الضابط اخذ يصيح باعلى صوتة مناديا على السيد مدير الجهاز سيدي اني ضابط طبيب ومظلوم عندما سالة مرافقية عن امرة فقيل لة انة هو الذي كتب لا في الاستفتاء فقال مستفهما هل سجنتموة قالوا نعم سيدي هذا جزاء عملة الارعن لكي يكون عبرة للاخرين قال لهم دعوة يخرج ولكن كيف يخرج بعد سنة فتم تاليف هذة المسرحية التي كان على المحكمة والشهود ان يمثلوا فيها الادوار لكي يخرج من سجنة بعدها باسبوع صدر امر نقلة خارج وحدات الحرس الجمهوري واحيل الى مديرية الامور الطبية التي كان مديرها انذاك اللواء الطبيب غالب التكريتي عندما التقى بة قال لة مخاطبا عليك ان تدعوا لكي اخرج من الجيش سالة لماذا اجاب لاني ما دمت في هذا المكان لا تحلم ان تنقل الى محافظتك ( كركوك ) ابدا تكتب لا سوف اعلمك اخذوا بنقلة بين محافظات الجنوب كل سنة في مكان في عملية يراد منها ارهاقة والانتقام منة ولم يرقى الى رتبة اعلى حتى سقوط الصنم في تلك الظهيرة الربيعية هذا هو حرية الراي والتعبير ( والان قد تكون الامور اسوء من قبل ) هذة القصة رويناها كما سمعناها من ابطالها الحقيقيين
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |