|
بغداديات .. الغربان السود بهلول الكظماوي / أمستردام
يتطيّر العرب من الغراب، وخاصّة النساء تتشائم منه كثيراً، ويعتبر نعيقه نذير شؤم وخراب ودمار، كما انّ الكثير من الفرق الدينيّة تحرّم أكله لأنّه من الكواسر وآكلي الجيف. و قصّتنا البغدادية اليوم مختصرة بمثل عراقي يقول : غراب يكول لغراب وجهك اسود. و يضرب هذا المثل للذي لا يعترف بمعاءب نفسه، بل يفتّش عن معايب غيره ليغطّي بها النقص الموجود في داخله، ولربّما يسقط ما في نفسه على الآخرين لكي يشغل الناس عن نقصه والهائهم بنقص غيره. وغالباً ما يفتّش من يحسّ بهذه الضعة في النفس عن نقص حاصل، ويفتعله إن لم يوجد في الذين هم أحسن حالاً منه لينتقصهم، فيكون بذلك متابعاً ومتسقّطاً وصائداً لعثرات الكرام، بل حتى يقوده استغراقه في نورجسيته ان ينعت حتى الحمامات البيضاء بالغربان. أقول مع احترامي لشعوبنا العربية والاسلاميّة، أرى الكثير ممّن فشلوا في أن ينزلوا العلم الاسرائيلي الذي يرفرف على مبنى السفارات الاسرائيلية في عمان والقاهرة ونواكشوط وفشلوا في أن يضعوا حدّاً ( ولا أقول أن يغلقوا ) المكاتب والممثليّات الاسرائيلية في الدوحة والدار البيضاء وتونس العاصمة، إضافة للذين فشلوا في الوصول إلى قاعدتي العديّد والسيلية ( تلك القاعدتين الّتين تحتمي بهما قناة الجزيرة _ قناة اليهودي ديفيد كمحي _ في قطر ) وغيرها من القواعد المنتشرة في خليجنا العربي أقول لجميع هؤلاء : من كان بيته من زجاج فلا يرمي الآخرين بحجر.....! يا أبناء عمومتنا وأبناء خؤولتنا : الاستعمار تتعدد صوره...! فطيلة عمر الاستعمار لم يكن احتلالاً عسكرياً فقط، قد يكون الاحتلال العسكري في كثير من الأحيان، قد يكون أهون أنواع الاستعمار البغيظ، وذلك لأنّه واضح المعالم وجليّ للعيان مثل الشمس في رابعة النهار! و لكن الويل كلّ الويل للاستعمار الخفي. الاستعمار الخفي مثل حرامي الليل الذي يستغفل أصحاب الدار وهم ( يغطّون في سابع نومة كما يقول المثل العراقي ) يغطّون في سبات عميق. اوجّه كلامي هذا للذين استقطبهم الاحتلال الانكلو أمريكي وأستدرجهم من كلّ حدب وصوب بأسم السلفية الجهادية ليصفّي معهم ومع العراقيين حسابه على أرض العراق، وعلى حساب راحة وطمأنينة الشعب العراقي، أقولها لهؤلاء الغربان السود وقد طالت عملياتهم في قتل البسطاء والفقراء من أبناء شعبنا المسالمين المدنيين لتبلغ من هؤلاء أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من نسبة ضحاياهم، ولو كانت الغالبية من ضحاياهم من قوات الاحتلال لكانت لهم بعض اعذاراً عندنا! أقولها لهم ( لهؤلاء الغربان السود ) وقد نصبوا العداء لكل شعبنا العراقي المظلوم، فالشيعة عندهم روافض، والأكراد خونة والسنّة مرتدّين! فيا ترى من ستنتصرون له من الشعب العراقي الذي ادّعيتم أنكم قد قدمتم لنجدته ونصرته ؟ أقولها لهم، ( وهم المليئين بالفشل والاخفاقات والنقص والعيوب والضعة ) مذكّراً إياهم بالحديث الشريف : طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس! مردّداً لهم البيت القائل : لو نظر الناس الى عيبهم....ما عاب إنسان على الناس! أقولها لهم : نحن أصحاب الديار، ونحن أعلم بما هو موجود في شعاب ديارنا. فنحن نعلم علم اليقين إن أرضنا محتلّة من قبل قوّات أجنبية ونرفض هذا الاحتلال... ولكن نحن نعلم وأنتم لا تعلمون إن بذور هذا الاحتلال قد وضعت وغرست في أرضنا صبيحة يوم 8 شباط 1963 المشؤوم، ولولا ذلك اليوم الأسود التي غرست فيه تلك البذور القذرة لما كان اليوم أي احتلال لأرضنا واراقة لدماء شعبنا واستنزاف وابتلاع لثرواتنا. و كما دخلتم أنتم أيّها الغربان السود، أيها الغرباء الناقصون مع قوات الاحتلال، سبق أن دخل إلينا قبلكم الأغراب الناقصون : ميشيل عفلق، أكرم الحوراني، صلاح البيطار، محمد محجوب، عبد المجيد الرافعي، قاسم سلاّم، علي غنّام، منيف الرزّاز، زيد حيدر، شبلي العيسمي،.... الخ من الماسونيين المستعربين ( ولا أقول عرب ) لأنّ العروبة أسمى وأعظم من أن يوصف بها هؤلاء. و كما اقتلعناهم ورمينا بهم في مزابل التأريخ، كذلك سنقتلعكم والاحتلال الذي أتى بكم إلى عراقنا الحبيب والى أبد الآبدين بقوّة الله العزيز الجبّار وبوحدة صف شعبنا العراقي العظيم، سنة وشيعة، عرباً وأكراداً وتركمانا، مسلمين وصابئة ومسيحيين.... الخ. ودمتم لأخيكم
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |