|
إنهم يقتلون حتى الخبز العراقي حمزة الشمخي ينهضون في الصباح الباكر كعادتهم ، ويودعون عوائلهم ويذهبون الى عملهم ، لكي يقدموا الخبز العراقي اللذيذ الى الناس ، وبعد لحظات من البدء في العمل ، تقترب من محل عملهم عدد من السيارات وبها زمر من الملثمين يحملون الأسلحة ويوجهونها نحو العمال الذين يعملون في فرن الخبز ، وبعد ذلك يخطفونهم الى جهة مجهولة هكذا تذكر نشرات الأخبار مثل هذا الخبر دون تعليق ، وكأن أفران الخبز في العراق والعاملين فيها أصبحت قواعد عسكرية أو دوائر أمنية أو معسكرات أمريكية يجب محاربتها من قبل الذين يدعون المقاومة والجهاد ضد المحتل ومن يتعاون معه من العراقيين ، هكذا تبدو الصورة للذين لا يفهمون إلا لغة الشعارات الجوفاء والصراخ الأهوج أن ما يحدث في العراق اليوم قد تجاوز الكثير من أفعال الإرهاب والإرهابيين في أي مكان من العالم ، لأن القتل شمل الجميع دون تمييز من قبل زمر الإرهاب والجريمة ، مهما إختلفت مسمياتهم وتلونت أقنعتهم وتعددت أصواتهم ، إنهم من القتلة المحترفين الذين يقتلون الإنسان والحياة وتدمير كل ما حولها وتخريبه وإلا ما معنى أن يهاجموا حتى أفران الخبز ويقتلوا و يخطفوا كل ما فيها من العمال والزبائن ، وبماذا يفسر لنا دعاة المقاومة ومن يؤيدهم ويدعمهم من العراقيين والعرب ، والذين يعتبرون أن كل هذه الأفعال الإرهابية هي من أجل مقاومة المحتل ، وإنها مشروعة وفق مفاهيمهم ومراجعهم التي لا تميز بين المقاومة المشروعة والإرهاب والجريمة كما يحدث في العراق اليوم ؟ إنها جرائم ترتكب بحق الإنسان العراقي ، ولكن سكوت البعض من العرب وصراخ البعض الآخر المتضامن مع القتلة ، ما هو إلا مساهمة فعلية في هذه الجرائم ضد الإنسانية في العراق ، لأنه لا يمكن السكوت أبدا عن قتل العراقيين الأبرياء بالجملة تحت يافطة مقاومة المحتل وتحرير العراق هل يجوز أن يقتل الطفل والشيخ والمرأة والطبيب والمعلم والإستاذ الجامعي ورجل الشرطة والجيش والموظف وغيرهم من العراقيين ، بإسم الجهاد ضد المحتل الأجنبي ، ولماذا لا يتوجهون هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالمقاومين الى القواعد والمعسكرات الأمريكية والبريطانية وغيرها المنتشرة في كل العراق ، ويوجهون أسلحتهم لها بدلا من خطف الأبرياء وقتلهم أو إستخدام سيارات الموت والعبوات القاتلة في شوارع وساحات العراق لقتل المزيد من العراقيين ؟ هل هذه هي المقاومة الشريفة المشروعة ؟ ، أم إنها أعمال إجرامية تستهدف الإنسان وحاضره ومستقبله ؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |