|
المقاومة المشروعة .. واستهداف المواطن العراقي كريم البيضاني مفهوم المقاومة في كل الشرائع السماوية والدنيوية مفهوم معروف ومشروع لكل انسان يود الدفاع عن نفسه ويطالب بحقوق اغتصبت منه كانت حق له....وهدف المقاومة هو الغاء الظلم وتصحيح الوضع الشاذ الذي قد يكون حدث لاسباب كثيرة منها اعتداء جهة خارجية او مقاومة نظام مستبد .. وقد نشأ هذا المفهوم مع بداية ظهور القوى العظمى الحديثة التي نشأت بعد الثورة الصناعية في الغرب وتوفر وسائل الانتاج والاختراعات التي ساعدت على تقوية الترسانة الحربية والبشرية للجيوش التي تمتلكها بعض الدول والامبراطوريات ومحاولاتها البحث عن المواد المغذية لتلك الصناعات....وقد تغير مفهوم المقاومة بعد ذلك, حين اصبح دخول جيوش دول الى اراضي دول اخرى بقصد فرض ايديولوجيا معينة هدفها ظاهرا هو مساعدة الشعوب على النهوض وتحقيق الاستقلال ...كما هو العهد الشيوعي ..وقد فشل هذا المفهوم للمقاومة الشعبية بسبب ضعف تطبيق هذا الفكر ونشوء التبعية الاقتصادية والفكرية للجهات المساعدة لتطبيق هذا النظام ..وقد خلق هذا تبعية لايمكن ازالتها الا بانهيار النظام نفسه...وهذا ماحصل حين انهيار الاتحاد السوفييتي انهارت كل الانظمة التابعة له....اما الانظمة التي تدور في فلكه وتعتمد على الاتفاقيات المبرمة معه فبقيت ولازالت تقاوم كل المحاولات لازالتها ...فالاتحاد السوفييتي كان يغدى ويحمي كل الانظمة الدكتاتورية في المنطقة العربية...وتحولت هذه المنطقة الى مخزن سلاح سريع النفاذ حيث توفر عوامل استهلاكه... الحروب الجاهزة والطغاة الذين يحلمون برؤية انهار الدم وهي تسيل متوفرون بكثرة...بقي على السوفييت ان يصنعوا السلاح ويرسلونه ..ويقبضون من وراء ذلك المال الجاهز وحتى انهم استطاعوا ان يربطوا مصير الشعوب بالديون الناتجة عن تصدير هذا السلاح...حتى انهم فرضوا بضاعتهم الاستهلاكية الفاسدة الكاسدة على الانظمة المدمنة على سلاحهم..واصبحت سيارات اللادا والمسكوفيج والفولكا تباع ضمن تلك الصفقات ..وباسعار لم يحلم بها مصنعيها ...هكذا كان الحال وبقى في العراق مثلا حتى سقوط النظام البعثي الصدامي..وقد تم توزيع السيارات المتعاقد عليها والمدفوع ثمنها نقدا في وقت قريب وهي سيارات فولكا روسية..والكل يعرف ان هذه السيارات لاتتلائم مع وضع المناخ والارض العراقية...هذا غيض من فيض حول مفهوم التبعية والاستقلالية في فترات الحرب الباردة والتي كانت نتائجها مدمرة على المنطقة باكملها ... الاشكالية الحقيقية بقيت مع مفهوم المقاومة التي يتغنى بها البعض والطريقة التي تتم بها...حيث اصبحت المقاومة الان مفهوم بغيض يرتبط بالارهاب..فبدلا من ان يقاوم الانسان الظلم الواقع على شعبه ...اصبح البعض يستخدم شعار المقاومة لحماية الانظمة الاستبدادية..والدفاع المستميت عنها لاسباب لاتمت للوطنية بشيئ...ففي مفهوم المقاومة الحالية ..يكون الانسان هو المستهدف لتحقيق مكاسب سياسية للمقاومين... اغرب مثال لمفهوم المقاومة هو مايحصل اليوم في العراق...سألني احد الاصدقاء عن من يقتل هذه الاعداد الهائلة من البشر يوميا في العراق ..من يفجر من يختطف الناس من هم هؤلاء الملثمين الذين يظهرون على شاشات الفضائيات وفي الانترنيت ويلقون الخطابات والتهديد بمزيد من الذبح...ومن هو على حق ومن هو على باطل هناك..وهل الدول التي دخلت الى العراق لاسقاط نظامه هي فعلا محتلة ..وماذا تريد هذه الدول ..وهل هناك مقاومة فعلا في العراق هدفها تحرير العراق من الظلم؟؟؟ ..امطرني صديقي بهذا الكم الكبير من الاسئلة ..وهو لايعرف اي جواب يجب ان اقول له اولا..ولكنه في الحقيقة ختم اسئلته بسؤال شامل ..من هو على حق ومن هو على باطل في بلدكم واين موقع المواطن العراقي في ذلك كله.... قد يكون جوابي على اسئلته هي مجرد وجهة نظري حول الامور..او قد اكون انا الرابح على حساب الاخرين في مسألة تغيير النظام في العراق..وقد اكون اعبر عن وجهة نظر خاطئة اعتقد بها لمجرد تبرير رغبتي بنيل حقوقي على حساب بقية العراقيين..وهكذا يجب ان اكون حذرا في جوابي له... اولا حدثت بعض الامور الغريبة الاسبوع الفائت ومنها تفجير مقر دائرة الضمان الاجتماعي في مدينة البصرة عبر شخص انتحاري وقتل المسنين الذين ينتظرون دورهم في الحصول على رواتبهم التقاعدية والمعونات البسيطة التي تقدمها الدولة لهم...قتل قسم من هؤلاء الناس الابرياء وتعوق قسم منهم...فاي مقاومة هذه؟..قلت لصديقي هذا...قال ومن قام بها؟..قلت من وجهة نظري وبسبب عدم تواجدي في المكان ولم اشاهد بعيني... ولكن بسبب تكرار مثل هذه الحوادث واستهدافها فئة معينة من الشعب العراقي قلت هله ان من يرفعون شعار المقاومة هم من فعلها...وحدثت هجوم على عمال مصنع في منطقة في ضواحي بغداد تسمى التاجي وقام المقاومون باختطاف اعداد كبيرة منهم ..ولايتمتع هؤلاء باية حماية لانهم مجرد عمال ولادخل لهم بالسياسة والصراعات وهمهم هو توفير لقمة العيش لعوائلهم ..فكيف يعقل ان يختطف هذا العدد الهائل من المواطنيين ..هل فعلت هذا الدولة ..وهل المختطفون هم من ابناء المنطقة التي يقع فيها المعمل..الجواب طبعا كلا لان الحافلات تنقلهم الى اماكن بعيدة عن موقع المعمل والا ذهب الجميع سيرا على الاقدام او بواسطة وسائط النقل المتوفرة في المنطقة..اذا من قام بذلك هم اناس ملثمون هدفهم ارعاب الشعب وارسال رسالة للحكومة من ان الوضع تحت سيطرتهم وهم يريدون افشال خطط الحكومة في ارساء الامن والامان للشعب..اذا هؤلاء الملثمون هم من المقاومة.....كما علمنا من التقارير الصحفية التي استطاع اصحابها ان يلتقون بالناس الناجين من الحادث.. وقد روى احد السواق مايلي..... واضاف "صعد اربعة مسلحين الى حافلتي ثلاثة منهم تعاملوا مع الموظفين وقالوا لهم +اخفضوا رؤوسكم يا خونة+ فيما وجه المسلح الرابع مدفعه الرشاش نحو راسي وقال لي +الحق بالحافلات التي تسير امامك واتجهت الحافلات المخطوفة في طريق زراعي".وقال "ابطأت قليلا فاصبحت هناك مسافة بيني وبين الحافلات الاخرى فقال لي +اسرع والا قتلتك+ ولكن في هذه الاثناء حاول احد الموظفين ان يلقي بنفسه من النافذة فقام المسلح باطلاق رصاصة واحدة على راسه فسقط قتيلا". وتابع السائق "حاول موظف ثان الامساك بالمدفع الرشاش وتصارع مع المسلح فاطلق احد المسلحين الاثنين الاخرين النار عليه وقتله على الفور".وروى السائق ان "الخاطفين قاموا بعد ذلك باطلاق النار بكثافة داخل السيارة فجرح موظف ثالث ومن كثرة الطلقات توقفت الى جانب الطريق والقى الموظفون جميعا بانفسهم من النوافذ وخرج المسلحون خلفهم وقاموا بمطاردتهم".واضاف "بقيت وحدي بالسيارة ومع الجريح والقتيلين فانتهزت الفرصة وتوجهت الى منزل قريب داخل مزرعة وطلبت النجدة من صاحبه وبينما كنت اتناقش مع الرجل وصل ثمانية من الموظفين من بينهم سيدتان الى المنزل نفسه بعد ان تمكنوا من الافلات من الخاطفين".وقال "ارشدني صاحب المنزل الى الطريق العام فتوجهت بالحافلة نحوه ومعي الموظفون الثمانية حتى وجدنا قاعدة اميركية فتوقفنا عندها حيث عولج الجريح ثم واصلت طريقي الى مدينة الصدر وسلمت جثتي القتيلين الى ذويهما"....... اخفضوا رؤوسكم يا خونة...هؤلاء المواطنون خونة.؟؟؟؟...خانو المقاومة ..المقاومة نفسها تدعي بان الشعب عبارة عن خونة.. وقد يخرج علينا البعض ويقول ان العمال هؤلاء هم من الميليشيات الموالية للحكومة وانهم من طائفة معينة وانهم يستحقون ذلك لانهم..خونه...قلت لصديقي هذا انت تحكم من هذه الحوادث فقط ..والاولى حدثت في اقصى الجنوب والثانية في وسط العراق..تركني صديقي وهو يقول لي ان الله في عونكم.. المقاومة مفهوم اصبح سلاح قاتل بيد الارهابيين والمجرمين ..لتبرير جرائمهم وعلى الامم المتحدة ان تجتمع لتضع النقاط على الحروف وتفرز مفهوم المقاومة واهدافها عن الارهاب وحماية المجرمين والدكتاتوريين...المواطن العراقي هو المستهدف في مشروع المقاومة العراقية الشريفة... كما يحلو للبعض ان يسميها..ففي اي موقع نضعها؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |