بكائية العميان في جزيرة الشيطان

د. وليد سعيد البياتي / بريطانيا

albayatiws@hotmail.com

أعمى يقود أعمى

بالتأكيد اني هنا لا اعني الانسان الذي حرمه الله نعمة البصر، والا فلا معنى لما سيأتي، فالكثير ممن فقدوا هذه النعمة الالهية عوضهم الحق عنها ببصيرة ثاقبة تتجلى لديها الحقائق، وذكاء حاد، وعقل يفرق بين الحق والباطل، غير ان الاعلام قد ابتلي بحفنة من عميان البصائر (مع ان بعضهم يضع النظارات مثل فيصل القاسم)، فصارهؤلاء نوابا لابليس، عميانا وهم يرتدون النظارات، اغلقت عقولهم على عفن الافكار، وحشيت نفوسهم صدأ، وإلا كيف يصبح القاتل شهيدا؟؟ والمجرم بطلا؟؟ حقا: "انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" ففي جزيرة العميان لاتندهش اذا رأيت عميانا يقود احدهم الاخر، يتعثرون في عفن الكلمات، وبذاءة الافكار، فالحقيقة غائبة  في بقعة من الارض بحجم بصقة يقف عليها فيل مترهل، والرجل مسكين يحتاج فضائية تقص علينا تفاهاته، ولا يوجد طبعا افضل من فيصل القاسم وابن عازر وجوقة الغربان الناعقة في غلس الليل، ومادام الشيعة قد كشفوا تفاهته، وعمالته وكل تلك البذاءات التي تاتي باسم الحكم مرة وباسم الدين مرات، فالشيعة هم العدو الاول اليس هم اول من فجرة ثورة اسلامية شيعية في القرن العشرين؟؟ اليس هم من اسقط صنم العراق؟؟ اليس هم اصحاب العقل والمنطق؟؟ اليس هم اصحاب الشرعية بالنص الالهي؟؟ اليس ان نهاية التاريخ هي اسلامية شيعية خالصة كما تصرح به كتبهم قبل كتب الشيعة؟؟ فالقاسم مصاب بلوثة تاريخية من كراهية اهل البيت الاطهار وشيعتهم وهو يكره كل ما هو شيعي، فكرا ومؤلفات واشخاصا، وهو يستضيف كل الحاقدين على الشيعة من مختلف المدارس الفكرية، وقد اجتذبته شخصية " المرادي" الكريهة اذ ان الاسم يذكره  باللعين " عبد الرحمن بن ملجم المرادي" قاتل اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام، فذاك قتل الوصي عليه السلام وهذا يمجد قاتلي شيعته، والحقيقة انه لايمكن تعريف قناة الجزيرة الا باعتبارها قناة العهر الفكري والاعلامي، فقد كرست نفسها للعمل مع الشيطان، وطبعا نواب حماس الذين ابنوا وتباكوا على الى الزرقاوي وصدام وامثالهما سيجدون اماكن شاغرة ومقاعد مريحة على قناة الجزيرة، بقيادة اعمى القلب فيصل القاسم ليكيلوا الشتائم للشيعة، ولتنفتح قرائحهم بأيات التمجيد للقتلة والمجرمين وخوارج العصر.

     عندما يصاب الاعلام بالعمى، وعندما يصبح الاعلام برنامجا يدعو ويمجد ذبح الابرياء، عندما تتحول الفضائيات الى سوق للدعارة الفكرية والمناهج الارهابية، عندما يتحول مقدمو بعض البرامج الى دمى ممسوخة، ويطلقون عبارات ممجوجة، عندما يصبح الرجل الشيعي مجرد مخلوق يجب التخلص منه بقطع رأسة، او كيان يجب طرده من الارض، فان الاعلام سيصبح بالتأكيد كومة من القاذورات يتناسل فيها العفن، ويرتادها الذباب، عجبا الم يأن الوقت لنتخلص من فضائيات العهر هذه؟؟ الم تتحرك عقارب الساعة لتنذر بنهاية عصور القهر الفكري والاعلامي؟؟ كيف يسمح العقل بتقبل طروحات هذة الفضائية البائسة دون ان يخضعها للتساؤل والمحاكمة؟؟ اية وضاعة فكرية هذه، وهل الزرقاوي وصدام والضاري والدليمي والمطلك والهاشمي، الا كومة من الارهابيين، الم يأن الوقت ان نسأل الارهابيين الذين يتم القاء القبض عليهم عن مصادر تمويلهم واماكن حاضناتهم؟؟

 

مصادر الفكر الارهابي

    لقد كشفنا الكثير من الحقائق للاعلام الغربي حول طبيعة ومنهجية الفكر الارهابي وهم اليوم يدركون اكثر من ذي قبل ان الفكر السني السلفي وخاصة الوهابي هو المصدر الاساس للارهاب المنسوب الى الاسلام، فالحقائق التي تم تعريف الاعلام الغربي بها عبر العديد من المحاضرات والدراسات والوثائق كانت كافية لتتخذ الحكومات الغربية منهجا جديدا للتعامل مع الفكر الارهابي السلفي، فهل ابن لادن والزرقاوي والظواهري وصدام والمطلك والهاشمي والضاري والدليمي الا نتاج هذا الفكر السلفي وان تلبس بعضهم بلباس العلمانية امثال الطاغية المقبور وبعض من هم في السلطة والبرلمان الان؟؟ لقد تعريف المجتمع الغربي بمصادر الارهاب ليتم التفريق بين المسلمين المعتدلين ويشكل اتباع مذهب اهل البيت 98% منهم، مقابل من يتبنى الفكر السلفي الارهابي الذي تروج له فضائية الفيل المترهل في امبراطورية قطر العظمى، مسكين هذا الاعلام، فالجزيرة اندست في الكيان الاعلامي كسرطان يصيب الخلايا الحيوية فيدمرها وينشيء على انقاضها كيانا هامشيا مدمرا للحياة، وهي في نفس الوقت تبث سمومها الارهابية هنا وهناك تحت حجج واهية من حرية الرأي، والديمقراطية التي لا يعرف اعضاء هيئة الارهاب في الجزيرة معانيها، او غاياتها، فلحرية الكلمة معان سامية وتوجهات وغايات راقية تنحو بالعقل الانساني منحا علويا، تضع الفكر الانساني على مسارات الرقي لتحقيق الغايات التي تسعى اليها الانسانية في الرقي والسمو، والغريب انه بدلا ان يتحول الاعلام الى عامل مساعد في القضاء على الارهاب، والتعريف بمصادره ومناهجة ليتمكن المجتمع الانساني من التخلص منه، نجد ان جزيرة الفيل المترهل وعلى النقيض من كل ذلك تتبنى موقف الارهاب وتدعو له، ثم لاتكتفي بكل ذلك نجدها تبرر نقائض المنهج الارهابي، لتصبح بوقا يدعو الى القتل والتدمير من خلال برامجها ومقدميها، فالمؤسف ان قناة إعلامية مثل الجزيرة تمتلك هذا الكم من مصادر التمويل، والتوسع الاخطبوطي تسخر كل طاقاتها ومواهب بعض مقدميها ممن يرضون منهجها لصالح الفكر الارهابي، إن هذه القناة ترتكب في الحقيقة جريمة مع سبق الاصرار والترصد تحت ستار حرية الرأي، ثم تنقض من يتصدى لها ناسية انه يستعمل نفس المباديء والقواعد التي ترتكز مبدا حرية الراي الذي تستعمله للترويج للفكر الارهابي، غير ان الاخر اي نحن ومن يكشف علاقة الجزيرة بالقاعدة ومراكز الارهاب يستعمل مبدا حرية الرأي ليضع الحقائق امام الاخرين الذين ضللتهم الجزيرة بدعاواها الكاذبة، وبتلفيقاتها حول مسميات الجهاد المؤدي الى ذبح الشيعة في العراق ولبنان والباكستان وغيرها، ان اي فيلم لابن لادن او للظواهري ومن بعدهم للزرقاوي هو دعوة للارهاب، ان اية مقابلة تلفزيونية مع من يكيل المدائح للجناعات الارهابية في العراق وفي انحاء العالم هو دعوة للعمل الارهابي ضد الانسانية، يجب التحقيق فيها واحالة القائمين عليها الى المحاكم الجنائية باعتبارها جريمة تتلبس ثوب حرية الرأي،  فالى متى؟!

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com