ما الفرق بين تعليم الأمس واليوم؟

أبو نصرالله الجبلاوي

aljablawi@hotmail.com

لقد منّ الله علي بأن أكملت دراستي الجامعية في السنوات المتأخرة من عقد الثمانينات والذي هو برأيي أفضل من سنين الحصار البعثي القاتل على أدمغة العراقيين وقتل أفكارهم وأبداعاتهم وخصوصاً منذ بدء التسعينات وحتى سقوط أمبراطورية صدام العاتية .. لقد كنا آنذاك نحث الخطى في التعلم تدفعنا الرغبات والأمنيات في أن نخدم وطننا ونثقّف أنفسنا ونربي نفوسنا ونكمل عطاءنا.. فكان التعليم يسير بخط متوازي مع خط التربية والثقافة لدى التلميذ والطالب .. فتربينا على أخلاق فاضلة أبتداءاً من الأسرة ثم البيئة والشارع والمدرسة والأستاذ ..فنشأنا بفاضل تلك الأخلاق وتلك المباديء التي لم تشوبها أخلاق أهل العوجة الدخيلة علينا والتي جاءت لنا بثقافة غريبة .. فكنا نحن الطلبة نحترم أستاذنا ونقدسه ونبجله وحتى عندما أنهينا سني دراستنا وتخرجنا ومارسنا أعمالنا كل حسب مجاله العملي بقينا نحترم أستاذنا وكأننا مازلنا تلاميذه وصار أحترام كلمة الأستاذ والمعلم كأنها شيء عبادي في نياتنا القلبية .. وحتى يومنا هذا ونحن نعيش قدسية أخلاقنا وعندما نلتقي بأستاذ نعتبره شيء مهم في المجتمع وهو كذلك على ماكنا نعتقد .. وفي أيامي هذه توفرت لدي دورات دراسية لبرامجيات على الحاسوب حيث كان الأستاذ يصغرني عمراً لكني مازلت ذلك الطالب الذي يقدس ويحترم أستاذه وهذا ماعلمنا أياه معلمنا الأول وحبيبنا رسول الأمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : (( من علمني حرفاً صيرني عبداً )) أو قول الشاعر حيث يقول :

قف للمعلم وأفه التبجيلا كاد المعلمُ أن يكون رسولا

وجدتُ فرقاً كبيراً بين مايبديه طلبة الأمس وطلبة اليوم لمعلميهم وأساتذتهم من عدم مبالاة وأحترام .. وهذا كله ناتج بسبب سياسة الدولة الظالمة في قتل روح الأحترام والتقدير لقادة المجتمع المثقف وجعله مجتمع خاوي خالي من القيم حتى يعالجوه بأفكارهم التي لايقبلها الآ المتخلفين والهمج الرعاع .. وهذا ديدن الطغاة في كل عصر .. لذا نهيب بأساتذتنا أن يبنوا ويربوا المجتمع مع التعليم ليكون مجتمعاً فاضلاً محباً للحياة ..

كما وأدعو جميع المخلصين أن يبرءوا ذمتهم في أعطاء عصارات جهودهم لأزدهار بلدانهم ومنها بلدنا العزيز العراق العظيم .. بلد الخير والعطاء والأخلاق الفاضلة ..

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com