عبد الله صالح  وإعادة الترشيح

ياسر سعد

yassersaed1@yahoo.ca

أخيرا حصل ما كان متوقعا وانتهى المشهد السياسي اليمني وحسب الاصول العربية, ليصرح الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بنيته الترشح لفترة رئاسية جديدة, بعد ان كان قد أعلن في شهر يوليو/تموز الماضي انه لا يرغب في الترشح لفترة رئاسية جديدة لانه يريد أن يفتح المجال أمام انتقال السلطة بشكل دوري الى أشخاص جدد. غير ان الرئيس اليمني عدل عن قراره "وبصعوبة" وقال لالآف المؤيدين الذين احتشدوا خارج المقر الذي كان حزبه يجتمع فيه في صنعاء لاختيار مرشح:" لقد استجبت لارادة الشعب، وسأترشح للفترة الرئاسية القادمة". وكان حزب المؤتمر العام قد اعلن تمديد مؤتمره بعد أن كان قد فشل في اختيار مرشح بديل. وقد مارس الحزب "ضغوطا كبيرة" على صالح طوال فترة الاجتماع من أجل حثه على العدول عن قرار عدم الترشح. وذكر صالح في خطابه انه تأثر بما أسماه"الأغاني والبيانات والأشعار والدعوات التي وردت اليه منذ أعلن نيته عدم الترشح" ودفعته لاعادة النظر في قراره.

النهاية المعروفة سلفا كانت مثلها مثل الافلام الهندية, متوقعة من غير شك ولا ريب فلا حياة ولا شمس ولا ماء ولا هواء اذا ما غاب البطل الاوحد عن المشهد العام ولو بشكل مؤقت او عابر. انه من المحزن والمثير للبؤس والسخط اننا نحن العرب ما زلنا نعيش في العصور الحجرية مطورين ثقافة النفاق والخزعبلات والترهات فيما العالم من حولنا يشهد صراعا علميا وتكنولوجيا واقتصاديا وسياسيا بل وعسكريا محموما. الهند الدول الفقيرة وذات الكثافة السكانية الكبيرة تتقدم علميا وتصبح من الرواد في صناعات الكمبيوتر وغيرها بعد ان استقر النظام السياسي عندها على المبدأ الانساني العام في التدوال السلمي على السلطة. الدول المتقدمة لا تسمح ان كان دستوريا كما الولايات المتحدة او انتخابيا كما غيرها في ان يستمر الحاكم مهما كانت مؤهلاته وقدراته لفترة تزيد عن عقد من الزمان. اما في الحالة العربية فإن الحكام قد ضربوا في غالبيتهم الارقام القياسية في التشبث بالحكم والبقاء على كرسية عقود من الزمان ومن بعد توريثه للابناء, والنتيجة عالم عربي يقبع في القاع عالميا من الناحية التنموية والعلمية والاقتصادية وحتى الرياضية!

في الحالة اليمنية, سواء كان الرئيس اليمني صالح قد لعب دوره بإتقان في المشهد السياسي المسرحي العبثي او كانت الجموع مخلصة في رجائها الحار له بالبقاء على كرسي الحكم وكان المؤتمر الحاكم صادقا في عجزه عن إيجاد بديل عن صالح ليترشح بالانتخابات الرئاسية فإن الامر يشير وبجلاء الى الانحدار الكبير والانحطاط السياسي والذي يتمرغ فيه عالمنا العربي. فكما الحالة المصرية والحديث الدائم عن الافتقار الي بديل للرئيس الهرم حسني مبارك حتى ولو بصفة نائب للرئيس, يؤدي الى الاستنتاج بإن حكما مستبدا استمر عقودا لم يؤدي الى تدهور الاحوال الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والسياسية فحسب بل وحتى دمر الانسان والمواطن فلم تعد تلك الانظمة المستبدة والمجتمعات المحكومة من خلالها بقادرة على ايجاد بديل للقائد الملهم على الرغم من ان تلك القيادة الملهمة جعلت احوالنا في غاية التخلف ومن ادوارنا في الساحة السياسية العالمية بل وحتى الاقليمية اقل من دور الكومبارس وبسنوات ضوئية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com