الى حكامنا وساستنا  ... من كان المخطء فينا ؟؟

 المهندسة ليلى البحراني / لندن

layla_jaber@yahoo.co.uk

نحن عراقيّي بلاد الرافدين .. قدرنا ان تلازمنا حروب الحقد والثار والانتقام ..               

حروب  صفين .. والجمل والنهروان .. وفي هذا الزمن المريض زمن القياسات الغريبة .. وزمن التسلق على الراهنات الخسيسة ..نعيش لعبة  سباق الموت الجماعي في  جمهورية تؤطر جدرانها وحدودها لافتات الوشاح الاسود والعزاءات الكبرى .. كتب عليها عناوين واسماء لآلاف من القتلى شملها الذبح والقتل  والخطف   والتهجير .. لاندري نشكو حالنا لمن .. ونواس من .. ونخفف الام من .. وننعى من.. ومن منّا لم يصبه الاذى .. واين حكامنا وسساستنا الذين ضحينا بارواحنا وخرجنا لانتخابهم لينوبوا ويقشعوا غمامة الظلم عنا التي عشعشت في خبايانا .. في حياتنا.. في انفاسنا .. في طموحاتنا .. خلصت اعمار الكثير منا .. ولم ترى اشراقة النور والامل تشرق في بيوتها حتى اصفهرت وجوه اطفالنا ..نخشى ان نعيد حساباتنا ..لاندري من كان المخطيء منا .. هل كانت ظنوننا خطاء" بكم ؟ ..ففي زمن تداخلت الامور فيما بينها وتشابكت الرؤى والاهداف .. فبرز المنافقين والدجالين والمعترضين والمنتفعين والارهابيين والانتهازيين واللصوص والعملاء والقتلة فمارسوا سياسة الكذب والنفاق وقلب الحقائق . تجردت منها القيم والمبادىء السامية بكل وقاحة وصلافة المنطق ..  بين هؤلاء وهذه الشواهد والمخاطر يقف نوابنا في الائتلاف ومعهم من كنا نثق بهم مصابون بفوضى الذهول العقلي .. اعيتهم امراض الشرذمة والشتات ..تعتليهم غبرة من امراض التنازلات ومرض التخمة والانتفاع .. بأصوات مليئة بالاسى نقولها انكم لم تحسنوا فن الاجادة في الحكم ابدا . ولم تفهموا معنى تولي زمام الامور مطلقا" . فبوصولكم زادت آلامنا . وكثر اعداءنا وارتفعت اعداد قتلانا وهددنا في مساكننا ..وهجرنا داخل اوطاننا ولم تعد حتى الخيام تحمينا .. تنوعت المؤامرات ضدنا ..فالاسباب كثيرة واهمها  مشاركة الحاقدين والناقمين والناكثين بحجة حكومة الوحدة الوطنية . كطارق   الهاشمي  البعثي الذي قيل عنه( والعهدة على الراوي) انه اعتلى المناصب البعثية الواحدة تلو الاخرى من قيادة فرقة المثنى الى عضو قيادة ابن رشد حتى اصبح عضو قيادة  شعبة الفراهيدي قيادة فرع الرشيد   . اليوم وهو يمثل نائب رئيس الجمهورية بدلا من ان يشارك الشعب العراقي افراحه بمقتل المجرم الزرقاوي نرى انه لن يستطيع حبس   انفاسه الطائفية وحقده الدفين معتبرا ان الزرقاوي الذي تلذذ بقتل الالاف من اتباع اهل البيت رجل مجاهد وصاحب مشروع استراتيجي  , اضافة الى وضعه العراقيل الواحدة تلو الاخرى امام حكومة الاستاذ النزيه الذي اثبت انه الرجل المميز بين جميع اللاهثين للحكم  . المالكي الرجل الذي تعلو توجهاته الوطنية فوق التحزبات والطائفيات  . عراقيل تستهدف خطته   الامنية في بغداد ومشروعه في مؤتمر الحوار والمصالحة    . اما الاخر عدنان الدليمي يهدد ويراهن على خراب البلد ان لم يعود الجيش العراقي ثانية يؤكد (ان لم يعود الجيش العراقي سوف لن يرى هذا البلد الاستقرار) . الحقيقة انه لم يبكي العناصر الخيرة من الجيش التي بنيت على سواعدها هذا البلد العظيم لكنه يبكي  العناصر التي عاثت في الارض فسادا لمدة خمسة وثلاثين عاما . يصطف مع هؤلاء ظافر العاني الذي تنقل عنه المعلومات انه كان رفيق الدرب للرفيق فاضل المشهداني امين سر قيادة فرع الرشيد .

هؤلاء وغيرهم الذين اعتلو الان المناصب السياسية العليا  بأبخس الاثمان بحجة حكومة الوحدة الوطنية (اين هؤلاء من المرحوم اسامة الجدعان وابو الشهيدين مثال الالوسي وغازي عجيل  الياور وكثيرين من امثالهم من السنة المحترمين ) الحقيقة انهم لم يتقاتلوا للوصول لهذه المناصب جزافا" الاّ لغايات يعرفونها تنصب للتحكم في خراب البلد واضعاف  وفشل حكومة المالكي  اولاّ وذبح وخطف الشيعة ثانيا ورصد تحركات العناصر الخيرة في الحكم ثالثا" . هؤلاء المندسون في الحكم منذ مشاركتهم في الحكم ازدادت وتيرة ومعدلات القتل سوءا" على الشعب العراقي عامة والشيعة خاصة .

 لقد تقطعت أشلاءنا .. وغدر الزمان بنا وحكامنا وساستنا من ائتمناهم ورشحناهم هم اضعف من ان يؤسسوا دولة قوية تحكم على المجرمين بالحديد والنار .. حكام لاحول لهم ولا قوة .. لا المؤمرة الكبرى المحاكة ضدهم من كل حدب وصوب توحدهم ولا حبهم لعلي يوحدهم ولا المرجعية الحكيمة قادرة ان تجمعهم . ولا كشف الوثائق السرية بعد مقتل الزرقاوي التي تستهدف قتل الشيعة  في العراق  وتعتبرهم  هم الاخطر والاهم على الامة الاسلامية فلا بد من قتلهم لن تهز مشاعرهم ولن تؤلف بين قلوبهم . لابد ان هناك مغزا واحدا يوحدهم آلا هو الشتات والتفرقة وحب الذات والانا  وحسابات الكسب الفئوي محسوبة في معادلات الربح والخسارة .

 ذبح وقتل على الهوية كل يوم .. وتهجير لالاف من العوائل فيما تقف الحلول الحكومية والاتلافية عاجزة من وضع الحلول الجذرية  وارجاعهم الى  مساكنهم وحمايتهم .. فالاتلافيين يعتبروا هم الاكثرية في البرلمان والعالم العربي من شرقه الى غربه يحاربهم ويكشر انيابه ضدهم  بأعتبار ان  الحكم لهم  واتهامات ظالمة اتجاههم بعودة الدولة الصفوية الى ارض العراق لكن المحصلة  لم يرى شعب المناطق الجنوبية  من هذه الكثرة غير البؤس والحرمان والعطالة و الشقاء والموت والتهجير.   

 (يبدو فعلا ان العبرة ليس بالكثرة).

 لقد طفح الكيل .. واذقتمونا مر الحياة .. نخشى ان تنقلب الامور على عقباها ويفقد الشعب صبره  وحذار اذا غضب وتفجر الشعب .. حينها لاينفع مالا ولا جاه ولا تنفعكم حتى بروجكم المشيدة والمحصنة داخل المناطق الخضراء .

  ..هجمة شرسة تطالنا من اعدائنا ... من احفاد ابي لهب وابي جهل وابن ملجم وابن مرجانة وهند بنت عتبة زوجة ابي سفيان آكلة الاكباد .  رسائل وتصريحات يبعثونها كل يوم عبروسائلهم الاعلامية  عراقين وغير عراقين  من اعراب الجزيرة ودول الجوار   .  والأئتلافيون في شتاتهم يتمزقون  .  فهذا القرضاوي المصري الجذور والخليجي المسكن الذي ينعم في قصور دوحة المجن والذي  باع نفسه لحفنة من الدولارات الامريكية الخليجية  يعلن تخوفه من بعد امتار من القواعد الامريكية المتواجدة في الدوحة  ان الاغلبية الشيعية تفترس الاقلية السنية في البصرة

وليس غريبا منه هذا التصريح فقبلا كان قد اتهم ومن على قناة جزيرة الفتنة الطائفية ان الشيعة يغالون في قضية الحسين (ع)  عجبا منك ايها الشيخ الجليل اي عبد للدولار انت اين كنت تقضي الايام والليالي واين كانت مخاوفك  عندما افترست بعض من الاقلية السنية التابعة للطاغية صدام الاكثرية الشيعية  شر انواع الافتراس  وتحولت الارض العراقية الى مئات من المقابر الجماعية تضم رفات الالاف من اجساد الاغلبية الشيعية مدة  خمسة وثلاثين عاما"  الآ كان لك من الاثوب  عند الله الذي بأسمه تستلم الدولارات  وتنعم بعيشة رغدى ان ترحم هؤلاء الموتى بفتوى تدين وتكشف اجرام الطاغية صدام .؟

 يارب ..  على مر التاريخ ابتليت امة بلاد مابين النهرين  من اناس تاجروا بقضيتها وساهموا على قتلها ودمارها .    فبات الموت الان بسببهم يزحف الينا زحفا ... لاحكامنا قادرين على حمايتنا . ولا  مؤسساتنا ولامرجعاتنا ولا كل المؤسسات الدولية  قادرة  على ابعاد الاخطار عنا .. ليس لان المجرمين ذوو دهاء وحكمة وحنكة بل لانهم اناس يغدرون ويفجرون كما قال عنهم الامام علي (ع)عندما وصف سيدهم  معاوية .

  موت يحصد انفاسنا وانت الشاهد والحاكم من الظالم ومن المظلوم  .. بات القتل والذبح والتفخيخ والتهجير والخطف يوميات تخط وترسم في مذكراتنا .. عناوين تطال اطفالنا ..نساءنا شيوخنا .. شبابنا ..لم يفرق بيننا الموت ان كان الواحد منا مهندسا اوطبيبا ..عالما فكريا او استاذا جامعيا ..مدرسا او اعلاميا .. مترجما  او خبازا .. رياضيا او فنانا.. طالبا او فلاحا.. المهم  ان يكون عراقيا" والمرغوب على وجه الخصوص ان يكون شيعيا .. تجارة الموت لوحات تباع في الطرقات  .والساحات والاسواق والحدائق والمطاعم .. ودور التعليم والمستشفيات والمخابز والحسينيات والمساجد .. رياض الطفال وحتى دور العجزة والمكفوفين لم تكن بمناى عن ايدي هؤلاء الاوباش ,

 تناثرت اجسادنا ..عين هنا ..ويد هناك ..قطع اجسام تبحث عن اصحاب لها ..رؤوس مقطعة بلا اجسام معبئة في علب تصطف على الطرقات .. واجسام تطفو على مياه دجلة والفرات .. واخرى مرمية في علب النفايات .. تنتظر القادم من يرفعها وينثر التراب عليها لتذهب الى بارءها  لكنها  كثيرا ما تبقى مجهولة  الاسم والانتماء .

 يارب اي دين واي امة ينتمون هؤلاء المجرمون .. واي ضمير وانسانية يملكون .. مااخطء الامام الحسين  (ع) عندما خاطب اسلافهم في معسكر يزيد قائلا ( ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم .. وارجعوا الى احسابكم ان كنتم عربا   كمى تزعمون ) .. اي نوع من الاعراب انتم تنتمون .. اعراب ذرية معاوية ويزيد وابن زياد والشمر  .. اعراب الغدر والخيانة .. اعراب الحقد ليوم بدر وحنين .. قتلتم الامام علي (ع) في محرابه وانتم تعلمون انه ابن عم الرسول وانه كثيرا ما اسمعكم انه مني بمنزلة هارون من موسى لكن لانبي من بعدي  واخرى يقول اللهم انصر من نصره واخذل من خذله وقد قتلتم الحسين وانتم تعلمون ان اوالده علي وجده رسول الله وامه فاطمة (ع) بنت رسول الله ها انتم تتحدون ضد وصيا الرسول وتعيدون التاريخ وتعيدون نفس الجريمة بقتل السيد باقر الحكيم في محرابه ايضا .

اين عدلك يارب اين قصاصك العادل .. واين ترحمك واين جبروتك على الظالم واين كلماتك العظام (كن فيكون) التي خلقت فيها الكون في ستة ايام واستويت على العرش وتغيرت بهذه الكلمات كل المتغيرات كلمات خلقت فيها المعجزات.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com