|
رئاسة كوردستان ضمانة للعراق الفيدرالي د. جرجيس كوليزادة / اربيل ـ العراق من المقومات الجديدة التي برزت الى الساحة الكردستانية والعراقية السياسية، تسلم القيادي من الاتحاد الوطني كوسرت رسول علي منصب نائب رئيس الإقليم الذي يشغله الآن باختيار من البرلمان الكردي الرئيس مسعود بارزاني، ولا شك بإسناد هذا المنصب الحيوي الى القيادي كوسرت فإن هاتين الشخصيتين الكردستانيتين ستشكلان معا صمام أمان إضافي للعراق الموحد الديمقراطي الفيدرالي الذي تتكالب عليها القوى الإقليمية والدولية الإرهابية والإستخباراتية لتمزيقها وتحويلها الى ساحة ضروسة لحرب طائفية لا نهاية لها ولا بداية بين الوسط السني والجنوب الشيعي بفعل جرائم وحشية طائفية ومذهبية ترتكب بحق الطرفين. وتأتي أهمية هذين القياديين في الرئاسة الكردستانية في المحور العراقي، كون لهما صلات قوية معززة بالاحترام والتقدير مع الشخصيات والقيادات ورؤساء العشائر العراقية بمختلف تراكيبها وتواجدها على الساحة السياسية والاجتماعية، ويحوزان على ثقة كبيرة من لدن القيادات العراقية بمختلف أصنافها وأنواعها في الوسط والجنوب وبالأخص في بغداد. ولا يخفى ان هذا التقدير والثقة والاحترام النابع من أغلب العراقيين لكل من الرئيس بارزاني والقيادي كوسرت، ليس وليد اليوم، بل هو وليد الأيام العصيبة للمعارضة العراقية التي أخذت ساحتها للكفاح تحت ظل الحركة التحررية الكردستانية في الجبال والسهول في المنطقة الكوردية، أيام النضال ضد النظام الدكتاتوري قبل التسعينات وما بعدها الى أن توج النضال الكردستاني والكفاح العراقي بسقوط صنم الطاغية في التاسع من ابريل عام ألفين وثلاثة. وقد تكون المعلومات قليلة عن نائب رئيس الاقليم، ولكن ما تم نشره عن هذه الشخصية السياسية الكردستانية العراقية، يعطي انطباعا جيدا بأن هذه الشخصية الوطنية مؤهل لقيادة هذا الموقع القريب من الرئيس بارزاني لحمل مهمات حماية الاقليم بمسؤولية عالية والتهيئة لمرحلة البناء التي تمر بها كردستان في ظل أجواء متسمة بالأمان والاستقرار، نأمل ان تنتقل أجواء الأمان هذه الى بغداد العزيزة على قلوب الكردستانيين والى كل مدينة عراقية عزيزة على قلوب العراقيين والكردستانيين في القريب العاجل بفضل حكمة القيادة العراقية الجديدة المفوضة من الشعب بشرعية كاملة والمشكلة من الرئاسة برئاسة الرئيس جلال طالباني والحكومة المنتخبة برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي والبرلمان المنتخب برئاسة محمود المشهداني. وأهم محطة في حياة هذا القيادي، منحته سمة التحول الجذري تعود الى عام 1983 حيث انتخب عضوا للجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الزعيم جلال طالباني وكانت قيادته للفرعين الثالث والرابع من الاتحاد تتسم بفعاليات عسكرية متميزة من قبل البيشمركة الأبطال ضد النظام البعثي وضد قوات الجيش الصدامي حتى وصل الأمر الى تجنيد قوى عسكرية حكومية كبيرة جدا لم تشهدها التاريخ النضالي للحركة التحررية الكردستانية مقابل فعاليات البيشمركة في تلك الفترة، الى أن توج هذا النضال بالانتفاضة الشعبية الرائعة المعروفة بانتفاضة آذار والتي قادتها القوى الشعبية الكردستانية وقوات البيشمركة والأحزاب الكردية لتخليص كردستان من براثن الجور والظلم والاستبداد والطغيان. وخلال فترة الانتفاضة، في عام 1991، وإبان انتفاضة آذار تم تكليف القيادي كوسرت رسول بتحرير محافظة اربيل من أقصى حدودها الشمالية الى أقصى حدودها الجنوبية القريبة من حدود مدينة كركوك، حيث تم تحرير كافة المدن الكبيرة والصغيرة بإشراف مباشر منه، وبقيادته أيضا وفي ظل قيادة جماعية مشتركة للأحزاب الكردستانية وقوات البيشمركة والقوى الشعبية تم تحرير الجزء الكبير من مدينة كركوك في الحادي والعشرين من آذار ذلك العام، حيث بزغ فجر الحرية لأول في حياة هذه المدينة على جسدها وروحها التي كانت مسجونة في عهد النظام البائد. وبعد عام 1991، أصبح مسؤولا للجبهة الكردستانية في محافظة اربيل، وعند إجراء أول عملية ديمقراطية في حياة الكردستانيين والعراقيين لانتخاب البرلمان الكردستاني في عام 1992 انتخب عضوا فيه، ثم اختير رئيسا للوزراء لحكومة اقليم كوردستان من عام 1993 الى عام 1996، ثم اختير رئيسا للحكومة من جديد في ادارة الاتحاد الوطني في السليمانية الى عام 2001، ثم كلف بمسؤولية الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الى ان تم ترشيحه لمنصب نائب رئيس الاقليم بتصديق من البرلمان الكردستاني. هذه هي بعض المحطات الهامة من حياة هذا الرجل الذي قدم تضحيات كبيرة من حياته ومن عائلته لإدامة الحركة التحررية الكردستانية والعراقية ضد حكم الاستبداد والطغيان، الى أن توج هذا النضال بتحرير العراق من براثن الطاغية صدام. وبهذا الاختيار الحكيم الذي أكتمل فيه ترتيب البيت الكردي فان الكردستانيين والعراقيين أصبحوا على ثقة تامة أن القيادة الكردستانية بموازاة مهامها الوطنية في الإقليم في خدمة وحماية الشعب الكردستاني، تلعب دورا كبيرا ومؤثرا بكل وطنية عراقية حريصة انطلاقا من باب المسؤولية العالية والحرص الشديد في حماية العراق والحفاظ عليها موحدا بفضل دوره الكبير الفعال في ترتيب البيت العراقي في بغداد خلال محادثات تشكيل الحكومة العراقية، والذي توج بإعلان أول حكومة منتخبة شرعية في تاريخ العراق، ولا شك أن الرئاسة الكردستانية للاقليم بتشكيلتها الجديدة برئاسة مسعود بارزاني ونائبه كوسرت رسول ستكون الصمام الإضافي الجديد والضمانة الحقيقية للحفاظ على العراق الفيدرالي الديمقراطي بمنطلق ورؤية كردستانية خاصة تعطي قوة وزخما للعراقيين والكردستانيين على السواء، من أجل ضمان مستقبل مشرق لأبنائهم وأجيالهم اللاحقة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |