الشباب والمصالحة الوطنية

 

المهندس جاسم محمد جعفر

وزير الشباب والرياضة

 

   اكدت الحكمة والرؤية المستقبلية الصحيحة لوحدة الوطن ضرورة المبادرة بمد يد المصافحة والمصالحة لتأكيد السلم والسلام لمن يريد المشاركة في العملية السياسية في العراق الجديد لما تحمل هذه المبادرة في طياتها من روح  التلاحم والاصطفاف بين ابناء الشعب للمحافظة على الوحدة الوطنية ولذا نجدها قد نالت الدعم والتأييد منذ ولوجها على المستويين الشعبي والرسمي كما انها اغلقت الابواب امام الذين تلطخت ايديهم بدماء الابرياء ومن نهج نهجهم من  التكفيريين الارهابيين الذين استباحوا الحرمات وسفكوا الدماء واشاعوا الخراب والدمار وخرجوا على كل حدود الله حيث لا مجال لتواجدهم في العراق الجديد والحق اقول انها رؤية حقة تفرز  الخير لتوسع دائرته وتشخص الشر لتضييق مساحته وتقضي عليه .

ان هذه المبادرة الحكيمة التي دلت على الشعور العالي بالمسؤولية للسيد المالكي وعلى رؤيته المستقبلية المدركة لابعاد المخطط التدميري الخبيث الذي يريد بالعراق الشر من خلال تمزيق وحدته الوطنية وجره الى حرب أهلية ومن ثم تجزأته لا قدر الله.
 فالمبادرة صرخة استغاثة اطلقت للجميع لضرورة ترك الاسباب التي تؤدي الى الفتنة الكبرى واتساع دائرة الخلاف والاختلاف التي تدفع البلاد نحو المزيد من الاحتقان والمزيد من الدم والاحتراب والاقتراب من الهاوية فالمصالحةهي فرصة تأريخية اوجدتها حكمة المالكي وتجسدت فيها مبادىء رمز الامة وفخرها سيد الكائنات رسول الله (ص) بالعفو عند المقدرة واشاعة روح التسامح والمحبة وهي بحق تمثل فرصة تأريخية موجهة للجميع بان يتحملوا مسؤولياتهم امام الله والشعب والوطن لاعادة النظر بمواقفهم والقفز فوق الجراح والالام من اجل بناء وطن حر ينعم بالاستقرار ويرفل بالامن والسلام وما التاييد الكبير على كل المستويات لهذه المبادرة المصالحة الأ لكونها المخرج الوحيد الذي لابد منه لأيقاف تداعيات الموقف العراقي وحراجته اضافة الى كونها تمثل برنامج عمل حكومي ناجح يواجه ما يتبقى من زمر الارهاب اللعينة بتعبئة شاملة لردعها والقضاء عليها وحملة للاعمار والبناء وتنشيط الاقتصاد بما يؤدي لرفاهية الشعب وسعادته التي حرم منها كثيرا" .

وبالنظر لكون الشباب القاعدة الاوسع والاقوى في عملية البناء ايا كان نوعه اجتماعيا"ام سياسيا" ام اقتصاديا"وهو المعول عليه في تحمل المسؤولية لتأكيد وحدة الشعب الوطنية وان يكون دوره ايجابيا" وفعالا" في الوقوف خلف هذه المبادرة والاصطفاف بقوة من اجل ترجمتها الى واقع ملموس لكي يضمد الشعب جراحه وينهض من جديد ليبني نفسه ويتجاوز كل عقد وتداعيات الماضي الاليم لان ما انطوت عليه المبادرة الحل من رؤى واجراءات تؤكد التوجه الصحيح والسليم لحكومة الوحدة الوطنية في سعيها لمعالجة اسباب الازمات والتداعيات التي عصفت بالوطن منذ سقوط النظام البائد لكي تنتقل بالشعب الى حالة من الاستقرار والرفاهية والسلام .

ان الشباب العراقي الذي يمثل المفصل الاهم في وطننا العراق والذي عانى الكثير من الحرمان والتهميش وتحجيم طاقاته الخلاقة في السابق مطلوب منه ان يكون اكثر وعيا" وادراكا" لدوره في عملية المصالحة الوطنية وهو معني اكثر من اي شريحة اخرى لانه المستقبل المجرد من ادران الطائفية والعنصرية البغيضتين التي تفرق ولا توحد وهي دعوة منا في وزارة الشباب والرياضة الى كل شباب العراق الغيارى بأن يكونوا رسالة محبة وسلام مدعومة بالانجازات الرياضية لابطالنا عبر كل الاتحادات المنضوية تحت لواء اللجنة الاولمبية بل ولكل النوادي والمنتديات بأن تكون اللبنة الاساس في بناء التوحد لما لانجازاتها من أثر في التماسك والتلاحم لصون الوحدة الوطنية تحت راية الوطن الكبير ولننشد له في كل المحافل ولنبنيه حرا" قادرا" على ان يحتل موقعه الذي يليق به وليعود معافى يرفل بالعز والامل فلنحيي جميعا" هذه المبادرة ولنعمل معا" من اجل انجازها وتجاوزكل المعوقات بنكران الذات وبروح وطنية وثابة لان مصلحة الوطن اكبر من اي مصلحة خاصة لانه يمثل مصلحة الجميع وهو بيتنا الكبير .

وفي الختام نقول لشبابنا ورياضيينا بان مستقبلكم مضيئا" وزاهرا" وان وطنكم عزيزا" وغاليا" ويستحق منكم التضحية والوقفة الشجاعة  التي تليق بكم واعلموا ان دعمكم المبادرة يصب لمصلحتكم ومصلحة كل اجيال العراق وان الوطن تبنيه ايادي وسواعد الشباب الامناء ولا يولد من احلام الجبناء . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com