يوميات معيدي بالسويد-ماالفرق بين رأس أنّا واي رأس أخر

 

شبعاد جبار

shabad_@hotmail.com

كانت قد تملكتني البارحة رغبة مجنونة في احصاء عدد المرات التي ترد فيها كلمة البيئة في الصحف اليومية السويدية..لاادري ربمايمكن ان يكون هذا دليل اومؤشر على مدى اهتمام السويدين بالبيئة رغم ان هذا الشئ لايختلف عليه اثنان....ولكن ان تنزل البيئة بكل هذا الثقل الى الصحافة اليومية ويطلع عليها ذوي الاختصاص وغير الاختصاص في بلد يعتبر ثلاث ارباع سكانه لديهم وعي بيئي هذا مايثير الاهتمام..فعملية التوعية البيئية مستمرة هنا ولاتتوقف وتتركز مع كل طارئ وتأخذ على عاتقها الجزء الكبير في انجاح المشاريع البيئية والدعايةلها واقناع المواطنين باهميتها وفائدتها.

لن احلم بالكثير ولن اطالب بما لاطاقة لنا به ولكني اعرف ان لدينا وزارتي بيئة واعلام ..فهل تم التنسيق بينهما في مجال التوعية البيئة ..هل تلقى المواضيع البيئية في العراق \"وهو والحمد لله زاخر بها ,ثروة هي الاخرى\"صدى لدى الصحفيين لكي يتناولوها ويعرضوهاللجمهور باسلوب شيق, ممتع, مفيد قبل ان يكون لها صدى لدى المواطنين العاديين .. هذه دعوة الى صحفيينا الافاضل الى الاكثار من هذا النوع من الاخبار والتحقيقات وح! تى الرسوم الكاريكاتورية خصوصا وان مشاكلنا البيئية ,كلها ولن استثني واحدة,وصلت حد الكارثة ..هذا يعني موضوع صحفي دسم او حتى سبق صحفي وهذا مايركض وراءه الصحفيون ..لكن ماذا عن دائرة الاعلام في وزارة البيئة..تركض وراء ماذا ! او هل هي تركض اصلا! او حتى تمشي!! نقبل بها حتى وان كانت تزحف , ولكن لتفعل شئ ما \"مو انقتلنا\"ا

لنعد الى موضوع الصحيفة اليومية التي اخترتها وللعلم كل الصحف \"ملتهية\"بكاس العالم لكرة القدم فاضافة الى الملاحق الرياضية فهي تحشر اخبار الرياضة والرياضين في اعمدتها الاعتيادية ,ولكني بدات من الصفحة الثانية فالاولى عبارة عن العناوين ..لفت نظري ثلاث اخبار عن البيئة وستة كلمات اخرى في مواضيع ثانية ليس لها علاقة بالبيئة ولاقرأ لكم الاخبار على سبيل الاطلاع ليس الا

من الان فصاعدا لن تكون هناك اجرة وقوف للسيارات التي تعمل بالوقود الصديق للبيئة في الساحات العامة والباركات وياتي هذا القرار كمبادرة لتشجيع المواطنين على شراء السيارات التي تعمل بالبايوغاز او الميثانول..وللعلم فان البيوغاز يتم تحضيره او الحصول عليه من عملية تخمير الفضلات العضوية والخبث الناتج من ! معالجة مياه الصرف الصحي وبهذه الطريقة فانهم يضربون عدة عصافير بحجر\"اما احنا فنظل نضرب رووسنا بالحايط\" وذلك عندما يفرزون الماد العضوية وفضلات المطابخ وبدلا من طمرها يتم تخميرها وتحويلها الى وقود في عملية جدا سهلة\"لكن منو اله خلق الها عدنه\"وبالتالي فانهم يحلون مشكلة الفضلات والقمامة المتزايدة ومشكلة الوقود ايضا.

الخبر الثاني واؤكد للاطلاع والعلم \"وقعوا واكتبوا عليه للحفظ رجاء بلكي يجي يوم واحد يقول خلي نسوي مثلهم بعد ما يكونون هم قد عبروا هذه المرحلة باشواط\" ويقول الخبر انه سوف لايكون هناك اي ضريبة تفرض على السيارات التي تتحرك بالوقود الصديق للبيئة\"انه ما ادري ليش احنا عداوة وي الصداقة\" وطبعا هذا سيجعل من المواطنين يقبلون على شراء هذا النوع من السيارات وخصوصا ان الخبر الثالث يقول هناك نية في ان تعطي بعض المصارف قروض بدون فائدة لكل من يشتري سيارة تعمل بالبايوغاز او الميثانول وهؤلاء طبعا اصدقاء البيئة و\"اعداؤنا اللدودين\"ا

اما الخبر الذي شد انتباهي وجعلني اتوقف عن فكرتي المجنونة في مطاردة كلمة البيئة على صفحات الجرائد السويدية فهو ..يرادلنا دك وبجي ولطم ولطمية ونواعي منا نحن النسوان, شوف المساواة بين الرجل والمراة وين وصلت وبعدهم يتهمو! ن الناس بالتحيز للرجل والتمييز على اساس الجنس..ولكي لايفوتني الخبر بكل تفاصيله ويضيع علي فترة الغذاء فقد اسرعت الى غرفة الاستنساخ لاحتفظ بنسخة منه اقراه على\"رواءة\"واغيظ نفسي به كل مرة..وانا اقراه لاول وهلة صدرت مني شهقة ..قالوا مابك اجبت :مقهورة فما كن منهم الا اصطفوا حولي بدائرة مستعملين سلاسل صغيرة بدأوا يقتنوها مؤخرا للطوارئ ومن اجل مجاملتي فقط واصطفت النساء نافحات الشعور لانهم ولاادري لماذا تصوروا ان هناك مناسبة دينية او تارخية او اعتصام فاحبوا ان يجاملوني بنفس الطريقة ولكني قرات عليهم الخبر وهو :ان المحروسة أنّا حبت ان تقص شعرها وهي في زيارة لوالديها الذين يقيمان بنفس مدينتي..البنية لحد الان ماغلطت ولو احنا عدنا بالعراق هذا خطا كبير وتستحق عليه الحالقة والمحلوقة الموت الزؤام..ولكننا هنا في السويد \"كصت\" شعرها البنية ودفعت فلوس وطلعت..وهي دتطلع من باب الصالون حانت منها التفاتة الى قائمة الاسعار وهنا الطامة الكبرى وحيث ان الحلاقين هنا يحلقون للرجال وللنساء معا ليس هناك فرق يمكن ان تجلس انت وتجلس الى جانبك فتاة شقراء لتطيح بشعرها الحلو ارضا ,لافرق او تجلس وتسلم شعرك لح! لاقة انثى بالضبط كما يمكن ان تسلم راسك لحلاق ذكر الفرق يكمن فقط بالتسع يرة فاجرة قص شعر الانثى 180 كرونا والذكر 160 كرونا..شعرت أنّا بالتمييز والاهانة فقررت ان تشتكي لدى الشرطة وتتهم الحلاق الذكر بالتمييز والتحيز للرجال وتسلم صاحب المحل التبليغ من الشرطة وقبل ان تتم محاكمته تم تغيير الاجرة ليجعلها 170 كرونا لكلا الجنسين سئلت الفتاة مالداعي وراء هكذا شكوى ..فاجابت اريد ان اجرب القانون فلقد تم في العام الماضي تعديل قانون المساواة والتمييز العنصري والجنسي ليشمل نقاطا اخرى كثيرة منها ممنوع التمييز بين النساء والرجال في شركات التاكسي\"كلاهما يعمل في نفس المهنة\"ا

ممنوع التمييز في مكتب العمل حيث يجب توفير فرص العمل لكلا الجنسيين بنفس الاهمية والعدد

ممنوع التمييز بين الذكر والانثى من ناحية العمر المسموح به لارتياد الحانات والمراقص

ممنوع ان تضنع النقابات شروطا مختلفة لكلا الجنسين

وممنوع ان يضع الحلاق سعرا مختلفا للرجال عن النساء

وهكذا فان\"البنية\"ما غلطت وتريد تجرب القانون على حد قولها يقول صاحب المحل انه ينتظر ردة فعل اخر من جانب الرجل لان\"راسه ماياخذ اكثر من ربع ساعة تحت موس الحلاق\" اما\" راس المرية فمصيبة! \" قد ياخذ ثلاث ارباع ساعة لمجرد القص طبعا قص الشعر وليس قص الرؤوس التي اصبحت شائعة في وطنا..طبعا انا مرة هم حاولت اجرب القانون وطالبت لرؤوس العراقيين جميعا بنفس المبلغ الذي يخصص لرؤوس اعضاء الجمعية الوطنية على اعتبار ان القانون ينص على ان العراقيين متساوون فما كان من الجمعية الوطنية الا ان عزفت موسيقى خاصة ربما السلام الوطني الجديد كتعبير عن رضاها على الموضوع هناك شئ يجب علي ان اذكره ان المرأة السويدية مازالت تناضل من اجل ان تجعل راتبها مساو لاخيها الرجل حيث مازالت المراة تتقاضى راتبا اقل من الرجل في نفس الدرجة الوظيفية..وطبعاهذا ما يثيراستغرابي في ظل كل الامتيازات التي حصلت عليها المراة هنا\"ضموا لها فرد شئ حتى تناضل من اجله\" لان الحياة دون نضال تصبح مملة..هذا رأيي الشخصي ليس الا.

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com