أيها المندائيون العراقيون لستم وحدكم!

 بروفسور د. عبد الإله الصائغ / مشيغن

عضو لجنة مناصرة الشعب المندائي

assalam94@hotmail.com

يالهي ما الذي يحصل لابناء شعبي ! يالهي ما الذي حاق بحلم ابناء العراق في وطن متحرر ومواطنين سعداء ! ما الذي حم على السلام العراقي فهدده وعلى الوئام العراقي فبدده ! كان صدام حسين عقبة في سبيل الحرية والديموقراطية ! فذهب الى غير رجعة هذا الصدام ! فهبطت مخلوقات فضائية لا عهد لنا باسمائها ولا وجوهها وتمترست خلف معارضة الزمن البعثي الثقيل ! فقلنا عسى ولعل ان تكون امزجتنا غير رائقة وان هذه المخلوقات الفضائية قيادات ارضية بمستوى الحلم الحضاري العراقي ! فما الذي حل بنا ؟؟ وبعراقنا ؟؟ كان صدام والبعث يحكمان باسم الشعب العراقي وكنا نعلم الفرية وراء هذا الادعاء ! وجاء الحكام الجدد ليحكموننا باسم الله القهار الجبار ! فمن وضع يديه بأيديهم دخل الجنة الخضراء في الآخرة  والمنطقة الخضراء في العاجلة ! من يعارض زمن صدام فهو خائن لايستحق الحياة ! ومن يعارض ورثة صدام حسين فهو كافر زنديق لايستحق الحياة وله في الآخرة عذاب مقيم ! نعم كان صدام حسين يمثل ارهاب الدولة وجاء ورثة صدام حسين لينقلوننا الى إرهاب المجتمع ! يا الهي الكرة السياسية لم تسقط على الارض فثمة لاعبون لايفرطون بها البتة لان التفريط بالكرة تفريط بالفرصة التاريخية التي لاتتأتى لمثل هؤلاء في اقل من قرن ! فمن زيد الى عمرو  حتى تلقفها  الأستاذ نوري المالكي والاطار باق لكي يتقبل تغيير الصورة فقط ! اهذا هو الحلم العراقي ؟  بدلا من يحقق الأستاذ المالكي في ملفات القتلة واللصوص وسرقة مليارات النفط ! وقتل مئات الأنفس وتجويع ملايين الناس وترويعهم وتجريف حلمهم السرمدي ! يهرع الى دول الجوار التي لم ترع حرمة للجوار ! يقول البعض من الشيعة والبعض من السنة  :  نحن نقتدي بعلي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب ! واقول للبعضين :  كلاكما مقتد بأبي سفيان الذي افتى لقبيلته ( تلاقفوها يا بني امية فوالذي نفس ابي سفيان بيده ما من جنة ولا نار !! ) هل هذه المقدمة ضرورية في الحديث عن حكام يطرحون مشروع المصالحة غير عابئين بالتاريخ ولا الجغرافيا ولا السلطة التشريعية ولا السلطة القضائية ! يسرِّحون من يشاؤون ويعتقلون من يشاؤون ويعوضون من يرغبون ويرهبون ثم يهملون عوائل شهداء العراق منذ شباط 1963 وحتى ساعة اعداد هذه المكابدة ! يذهب حضرة الأستاذ  المالكي بصفته رئيس الوزراء المنتخب! يذهب الى العربية السعودية والاردن والامارات ومصر وسوريا ليعرض مشروع المصالحة ( الوطنية ) بين القاتل والضحية ولا يؤنبه ضميره لكي يلتقي بالعراقيين المهجرين المنسيين ويسألهم الرأي والمشورة !! يالهي ابمثل هؤلاء يبنى العراق ويسعد العراقيون ! الجواب ( ... !! ) .

كُلْ مُرَّاً واشربْ مُراً ولا تُعاشِرْ مُراً !! هل هذا مايتمناه الظلاميون على شعبنا المندائي  العظيم ؟؟ حين يُلَغِّمون حيواتهم ويعكرون صفاءهم باغتيال الفتيان المندائيين واغتصاب الفتيات المندائيات وإجبار الشيوخ وذوي الأمر فضلاً عن الشبيبة على تغيير ديانتهم السماوية العريقة وإشهار  اسلامهم خلال 48 ساعة وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور ! ولاندري عن اي اسلام يتحدثون والدين الاسلامي الحنيف يؤكِّد أن لا إكراه في الدين !؟ وكان يمكن للمراقب المنصف اعتداد ما كابده أشقاؤنا المندائيون من عنت وقهر جزءا مما لاقاه العراقيون بعامة في الزمن البعثفاشي وجزءا مما كابده العراقيون كافة في زمن ما بعد انهيار المؤسسة البعثنازية  وتدشين زمن المحاصصة الأسود !! لكن الاختلاف في الكيف والكم جعل الملف المندائي متميزا بفداحة الخسارة وجسامة الثمن ! نعم لقد تعرض أشقاؤنا وأهلونا  المسيحيون والإيزيديون واليهود بل تعرض المسلمون التنويريون  ايضا الى غزوات استهدفت الأرواح والنفوس والأموال والمعتقدات من خلال تجريف الوضع الأمني وتسميم الحال المعيشي ! وتعسير الحلم الديموقراطي ! لكن سوط العذاب الذي يقبض عليه الظلاميون كان أشدَّ إيلاما في الجسد المندائي الشريف ! حتى بات حال اشقائنا الصابئة في العراق متوائما مع القول المشهور ( أُنجُ سعدُ فقد هلكَ سعيد ! ) وهكذا غادرت كواكب مضيئة  من شعبنا المندائي  غادرت وطنها الأزلي العراق مرغمة  باتجاهات شتى : الأردن وسوريا واوربا وامريكا واستراليا ... الخ ! والسؤال هو : من يوقف زحف المندائيين  وهم العراقيون الأصلاء نحو دول المنافي والهجرة ؟ من يصرخ بملء رئتيه : كفى تعنيتا وتقتيلا لشعبنا المندائي العظيم ! من يخرج الى الشارع ملتهبا غضبا ليعتصم في مقرات الأمم المتحدة وسفارات العراق وجمعيات حقوق الانسان ثم يضرب عن الطعام  حتى يتحرك الضمير العالمي لإيقاف التصفيات الجسدية عن المندائيين ؟؟! بل متى تتحرك الشعوب العراقية : العربية والكوردية والتركمانية والكلدآشورية كي توقف المجزرة التي حُمِّت على المندائيين في غفلة من المروءات العراقية والعربية والاسلامية والاقليمية والعالمية !! اما كفى البعثيين قبلا قوافل العلماء والفنانين المندائيين وللمثال فقط وليس للحصر الشهداء العالم الكبير  البروف عبد الجبار عبد الله والفنان الجميل صباح السهل   بل وهذه هي البلُّ الأهم : متى يستجيب سماحة السيد علي السيستاني المر جع الديني الأعلى الذي يتمتع باحترام العراقيين كافة على اختلاف الالسن والمعتقدات ! متى نقرأ فتيا للسماحته ؟ فتيا سيستانية  تفرض على العراقيين وبخاصة  المتشددين من المسلمين ضرورة الكف عن ايذاء الشعب المندائي العراقي المسالم ؟ انني اهيب بسماحة السيد علي السيستاني وبقية المرجعيات الدينية العليا من اجل  اصدار الفتاوى التي تحرم الاعتداء على شعبنا المندائي لأي سبب كان !  وأنا اذ ادعو المرجعية الكريمة فهاجسي هو انني لستُ ببعيد عن المرجعية وأنا ابن النجف الأشرف وابن الحوزة الدينية  وقد اشرفت على رسائل دينية مهمة من نحو الشيخ المفيد وجهوده الفقهية واجزت عليها العلامة  الشيخ الدكتور صاحب نصار ! وانا ايضا استاذ متمرس في كلية الفقه وعضو مجلس جامعة الكوفة فضلا عن ان نسبي وانا المرعبي الحسيني  يمتد الى آل بيت  الرحمة رضوان الله عليهم !  ! وإذا كنت في محنتي المرضية لم اطالب المرجعية الدينية  العليا بالتحرك لانقاذ حياتي ! ولم اغضب لأن مؤسسات سعودية وليبية عرضت علي المساعدة في دفع ثمن عمليتي الكبرى بينا مؤسسة المرجعية في مدينتي لم تحرك ساكنا ! وقد كفاني  العزيز حضرة  الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي السابق  مؤونة دفع اجور عمليتي الجراحية جزاه الله عني خير الجزاء ! المؤسسة المرجعية لم تكلف احدا بمتابعة حالي الطبي بينا شكّل حضرة  الأستاذ جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية وفدا زار بيتي واستمع من اللجنة الطبية الى وضعي الصحي والحال نفسه كان مع حضرة الأستاذ مسعود البرزاني رئيس اقليم كوردستان  الذي سارع جزاه الله خيرا الى ارسال وفد رسمي الى بيتي لسؤالي عن حالي الصحي  واحتياجاتي المعيشية ! ومثل هذا الحال كان لي مع  جلالة العاهل السعودي فقد كلف جلالته   مكتبه الرسمي  واعلن استعداده للنهود بعمليتي وعقابيلها ! بينا مرجعية  حضرة سماحة السيد علي السيستاني ولا اية مرجعية عناها من تعرض حياتي للموت المؤكد ما عنى غيرها ! ومع ذلك فليس في قلبي شيء على المرجعية المعظمة  سوى المودة والتقدير ! وها انني ادعو حضرة  السيد علي السيستاني الى صناعة فتيا واضحة لانقاذ شعبنا المندائي من تلف يحيق به بسبب من الاعتداءات الأثيمة  التي يتعرض  لها من لدو ادعياء الاسلام من السنة والشيعة ! وازعم واسأل الله ان اكون مخطئا ! ازعم ان سكوت المرجعية المعظمة  عن هلاكات الارواح المندائية سيدخلها في مأزق تاريخي وطني فضلا عن المأزق الديني الحنيف ! ولي ان اسأل المرجعية الدينية الموقرة ( .... ومعها الأخوة الأفاضل  الذين  استثقلوا مطالبتي بوقفة مرجعية حاسمة من المخاطر التي يتعرض لها شرفاء شعبنا العراقي بحجة اختصاصات المرجعية بالشأن الديني وعدم اختصاصها بالشأن الدنيوي الحياتي !! )  أليس في حجة الإسلام والمسلمين والمرجع الديني الأعلى ونقيب الاشراف السيد الشريف الرضي ما يشكل قدوة لعلمائنا  العظماء  !! ومفكرينا النبلاء ومبدعينا النجباء ؟؟  فقد اتخذ المرجعُ الديني الأعلى السيد الشريف الرضي الحسيني  العلامةَ الصابئي ابا  اسحق ابراهيم بن هلال  الصابئي صديقا له وصفيا !!  وحين قضى العلامة الفطحل ابو اسحق الصابئي في شوال 384 هــ بكاه  الإمام الرضي مُرّ البكاء ورثاه اصدق الرثاء ! واشهد أن الشريف  لو كان  حياً وتناهى اليه ما يصنعه المتأسلمون والظلاميون هذه الأيام  بالصابئة المسالمين وهم من ذوي الكتاب لوقف محتجا وذاد عنهم بالنفس والنفيس !! ( ... كان الإمام ابو الحسن الرضي يقول الى من يستكثر عليه حبه لأبي اسحق الصابئي : لقد ذكرهم القرآن  الكريم مرات ثلاثا مقترنين بالمسيحيين في سور المائدة 69 والبقرة 62 والحج 17 ! ويقرأ :   ( .. إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . المائدة 69 ) !! هو ذا الإمام الشريف الرضي يرثي خليله ابا اسحق الصابئي بعدة قصائد ملتاعة ولي ان اقرأ عليكم واحدة منها  وقد استغرقت الصفحات 381 – 382 - 383- 384 – 385 – 386 فاكتملت ب82 بيتا !! واليكموها مقبوسة من ديوان الشريف الرضي طبعة دار بيروت للطباعة والنشر 1981 :

 

مرثية  الشريف الرضي لأبي اسحق الصابئي

قال الشريف الرضي ابو الحسن محمد بن ابي احمد الحسين يرتقي نسبه  الى موسى الكاظم فالحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام  وفاته 406  هـ الموافق 1015 م

أعلِمْتَ من حُمِلوا على الأعواد               أرأيتَ كيف خبا ضياءُ الوادي

جَبلٌ خوى لو خرَّ في البحر اغتدى                 مِن وقعه متتابعَ الأعواد

ما كنتُ أعلمُ قبل حطِّكَ في الثرى               أن الثرى يعلو على الأطواد

بُعْداً ليومك في الزمان فإنه                  أقذى العيونَ وفتَّ في الأعضاد

لا ينفدُ الدمعُ الذي يُبكى له                          إنَّ القلوبَ له من الأمداد

كيف انمحى ذاك الجناب وعُطِّلتْ             تلكَ الفجاجُ وضلَّ ذاك الهادي

طاحت بتلك المكرماتِ طوائحٌ               وعدَتْ على ذاك الجواد عوادي

قالوا : أطاع وقِيدَ في شَطَنِ الردى              أيدي المنون مَلكتِ أيَّ قياد

مِنْ مصعبٍ لو لم يقده إلههُ                           بقضائه ما كان بالمنقاد

هذا أبو اسحق يُغلِقُ رهْنَهُ                            هل ذا يدٍ أو مانع أو فادِ

لو كنت تفدى لافتدتك فوارسٌ                  مُطِروا بعارض كلِّ يوم طراد

واذا تألق بارقٌ   لوقيعةٍ                         والخيلُ تفحصُ بالرجال بَداد

سلّوا الدروعَ من العباب وأقبلوا                   يتحدبون على القنا المياد

لكن رماكَ مُجَبِّنُ الشجعان عن                   إقدامهم ومُضَعْضِعُ الأنجاد

كالليث يوهنُ بالرمادِ  ويمتلي                   نوماً عن الأضغانِ والأحقاد

والدهر تدخلُ نافذاتُ سهامه                 مأوى الصِّلال ومربضَ الآساد

القى الجرانَ على عَطَنْطِ حميرٍ                   فمضى ومدَّ يداً لأحمرِِ عاد

أعْزِزْ عليَّ بأن أراك وقد خلتْ                      من جانبيكَ مقاودُ العُوّاد

أعْزِزْ عليَّ بأن يفارقَ ناظري                      لمعانَ ذاك الكوكبِ الوقاد

أعْزِزْ عليَّ بأن نزلتَ بمنزلٍ                        متشابهِ الأمجادِ والأوغاد

في عُصبةِ جُنِبوا الى آجالهم                    والدهرُ يُعْجِلُهم عن الإرواد

ضربوا بمدرجةِ الفناءِ قبابَهم                      من غير أطناب ولا اوتاد

ركْبٌ اناخوا لا يُرجّى منهمو                           قَصْدٌ لإتهامٍ ولا إنجاد

كرهوا النزولَ فأنزلتهم وقعةٌ                          للدهرِ باركةٌ بكل مقاد

فتهافتوا عن رحْلِ كلِّ مُذلل                 وتطاوحوا  عن سرج كلِّ جواد

 

انني اهيب بالأحزاب والشخصيات العراقية والعربية  والزعامات الوطنية العراقية المخلصة من متدينين متنورين وعلمانيين متنورين ان يهبوا هبة رجل واحد ومروءة واحدة لكي يحفظوا اطياف الشعوب العراقية من التلف الذي يحيق بهم ويحم عليهم بسبب النظرات الضيقة والنظريات المغلقة والنفوس المعتلة ! مستضيئين بقول الامام علي : الفرد الواحد ليس اقلية . إ . هـ مثلما اهيب بالحكومة العراقية الموقرة التي اعتادت على صراخنا واستغاثاتنا كما اعتدنا على صمتها وصممها !! فأقول : ياحكومة ياعراقية اصغي الى صوتي المبحوح ولو مرة احدة ! هل البيت العراقي حكر على ساكنيه العرب دون سواهم ؟ هل الأرض العراقية وقف على المسلمين دون غيرهم !!هل القرار الحكومي موثوق بالمصلحة العراقية العليا للشعوب العراقية ونابع من الواقع العراقي  أم ان على قلوب أقفالها ؟؟ الجواب ( ... !! ) .  

 

   تتوفر اللجنة على الأستاذة  : سماحة الشيخ علي القطبي  وراهبة خضر و الأستاذ زهير كاظم عبود و الأستاذ عربي فرحان و  الأستاذ يوسف ابو الفوز والدكتور عقيل الناصري و الأستاذ  موسى الخميسي و الدكتور احمد النعمان –والدكتور عبد الإله الصائغ وقد اتصل الصائغ بالاستاذ يوسف ابو الفوز ونقل اليه اصرار اللجنة على وجوده فأبدى الأستاذ ابو الفوز موافقته  واتصلت الاستاذة راهبة الخميسي بالأستاذ  القاضي زهير كاظم عبود  ونقلت اليه اصرار اللجنة على وجوده فابدى الاستاذ القاضي موافقته .  عقدت اللجنة  اجتماعها الأول مبتدأ الشهر السادس جون 2006 واختير الدكتور احمد النعمان منسقا للجنة تساعده الأستاذة راهبة خضر الخميسي .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com