ثقافة الارهاب تنتشر

فراس الركابي / بغداد

Firas_dj@yahoo.com

انتشار ثقافة الارهاب في العراق وضعف الانسانية وتصعيد نحو مجتمع عسكري .

لا حدود جغرافية للارهاب فهو لايملك بقعة ارض معينه ومحددة فهوينتشر كمرض السرطان ولا يكتشف الا بعد حين او بعد ان يموت حامل المرض . وتبقى قومية صناع الارهاب الاسلام حسب افكار وملالمح الارهابين الذين يسندون افكارهم الى الاسلام ويبررون اعمال القتل ويضعوها تحت طائلة الاعمال الاسلامية المبررة، فكل الارض لهم والنساء حرث لهم , وهم امراء على امارت يكونوها هم على الارض , والكل يعرف ان الاسلام ليس هكذا .

لكن الشيء الذي يكثر انتشاره في العراق وفي الحقبة الزمنية الاخيره هو انتشار ثقافة الارهاب وعسكرةالانسانية ،والارهاب معنى شامل لايقتصر على القتل والتفخيخ فقط كذالك الارهاب الفكري والسياسي وتقافة الغاء الاخر وطريقة التعبير بصورة لاانسانية .

 وخير دليل على انتشار ثقافة الارهاب .. وضمن مقال صحفي نشر في احدى الصحف العربية وصلني عبر الانترنيت كان نصه .

 قالت فتيات من العشائر السنية في العراق انهن يرحبن بالزواج من الشباب العرب الراغبين في القدوم للعراق للمشاركة في مقاومة الاحتلال الامريكي. وفي تحد للعادات القبلية الصارمة، اصرت الفتيات علي ذكر اسمائهن مؤكدين انهن ينشطن لدعم المقاومة، ويأملن في الارتباط بأي عربي يسهم في تحرير العراق.
وقالت ثناء العبيدي (18عام ) من عشيرة العبيد اكبر عشائر العراق السنية انه يجب علي المقاتلين العرب ان يضعوا حدا للاحتلال الامريكي علي ارض العراق، وان يواجهوا امريكا التي يحركها طغيانها والجبروت المتمثل بشخصيات متطرفة تحكم البيت العنكبوتي الابيض.؟ وقالت ثناء وهي ترتدي اليشماغ العربي ان العديد من الفتيات من العشائر السنية بالتحديد اتفقن علي القبول بالزواج من أي عربي يقدم الي العراق وسيكون المهر هو حمله للسلاح.
اما بتول السامرائي (20 عاما)، فقالت انها تأمل بان نكون مثل نساء الأنصار اللواتي قبلن بالزواج بالمهاجرين ايام الرسول الكريم، حيث بني الإسلام علي الود والصلة والاخوة الروحية. واضافت ان سبب دعوتنا للمقاتلين العرب بالقدوم الي العراق هو انه من واجب الجميع الدفاع عن ارض هذه الأمة ومواجهة عملاء أمريكا.واشارت الي فيديو اذيع مؤخرا واظهر تعرض الاسيرات العراقيات في سجن بعقوبة لانتهاكات بأنه أمر يرفضه الدين والموت دونه أهون. وقالت: ان ينكل بالنساء ويغتصبن في بيوتهن، ويفعل بخيار القوم كل هذه الامور يجعل من الواجب علي العربي المسلم ان يهب لاغاثة اخوانة في الدين والنسب لانقاذ ما تبقي من شرف مستور وكرامة مجروحة. 

 اما مروة الدليمي (17 عاما) من مدينة الرمادي فقالت اننا نواجه الجندي الأمريكي الذي غني أغنية قبل أيام تشجع المارينز علي قتل الأطفال، في اشارة لفيديو ظهر علي الانترنت قبل ايام.

تتناسى الفتيات التى اعلن انفسهن زوجات للارهابين بان من ضمن مبادئ اي ارهابي خارج العراق في طريقه الى الدخول احدى مقوماته الاساسية للجهاد في العراق هو حور العين فهو لايقاتل بدونهن وهو لايحتاج ان تنتظر منه ان يتزوجها فهو يغتصبها اغتصاب وبالقوة تحت اللائحة الجهادية القائلة( النساء في الحرب ملكنا وملك ايماننا ) .

وثقافة الارهاب تنتشر ويروج لها بشكل سريع فكثيرا ما تلاحظ في مقاطع بلتوث الموبايل صور فديو لمجموعه ارهابية تقوم بقطع راس احد الاشخاص سواء كان هذا الشخص عراقي او امريكي على حد سواء ، وكذالك انتشار الاقراص الليزرية السي دي لصور الانفجارات والتفخيخ والتعذيب الجسدي وصور الذباحين والاهازيج التى تتعالى بعد عملية الذبح وكان هذا الانسان المشاهد بلا انسانية فهو يعيد تكرار المشهم متلذذا به ولمرات عديدة.

ومن اهم اساب انتشار ثقافة الارهاب في العراق ان الارهابين يستغلون عاطفة الاخرين او الذين يحملون افكار مقربه فثمة تلاعب عاطفي يعصف بهم تحت مسميات الاسلام الجهادية .

وفي سبب اخر , هو ان جملة كبيرة من الارهابين هم من ابناء جلدتنا اي عراقيين فلهم نفس اللغة واللهجة والشكل وكثيرا مانصادفهم في المقاهي او في طابور الانتظار لمحطات الوقود وهم يتحدثون بلغة الارهاب من ذبح وقتل تخلو من ملامح الانسانية . اذن للارهاب دعاة نصادفهم في كل مكان . فلماذا لانصادف دعاة السلام ؟

وضمن مشاهداتي اليومية وضمن عملي كصحفي وتغطيتي الاعلامية لكثير من الانفجارات اللتي تركت خلفها جثث الموت وهي تنفر القطرة الاخير من الدم ، كثيرا ما ورد الى مسامعي من حاشية الناس اللتي تتجمع بعد الانفجار كلمات التشفي بالموتى اذا كانو من الشرطة او الجيش او الحرس الوطني العراقي كأن هذا العنصر الذي مات وهو يبث روح الامن اثناء واجبه ،كأنه هو الذي جاء من خارج الحدود كي يجاهد في اعراض وشرف بنات البلد .

فمن ثقافة الارهاب قلب الموازين فهو يضرب من يحمي البلد ويفخخ من ينادي بالوطنية ويغتال من ياتي بكلمة اعتدال فيها حق .

وعن عسكرة المجتمع يكاد يكون اكثره عسكري لو ارتدى زي العسكر فالكثير من العراقين لا يعبر عن فرحة او مأساته الا باطلاق الذخائر النارية كأنه انتصر في معركة مع عدو في ساحات القتال ، والكثير منهم لا يقول لك من فضلك او لو سمحت اعطني هذا الشي , بل يقول وبصور ة مباشرة اعطني هذا الشيء ويتناسى انه يطلبه منك .

ناهيك عن التعابير اللفظية القائمه على الروح القبلية فحين انتهاء احد ما من مشاجرة سلبية ترى ممن حوله يقول للمتشاجر انت بطل وصاحب غيره ونخوه اصيلة ,لاتحتوي على اي اصاله .كالارهابي الذي يقتل ابرياء وييتم اطفال ويرمل نساء يقول له اخونه في الجهاد اسكنك الله فسيح الجنات فهو شهيد في العراق الذي لا يعرف فيه من هو الشهيد .

ويبقى حال لسان السلام والدعاة للديمقراطية من العراقين صامتا متفنن بانواع الخرس ، لا يتفهون الا بمطالبة الاموال لمنظماتهم لبناء مجتمع مدني , وذاتهم في خصام مع المدنية .

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com