|
أهمية أنضمام العراق لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد رياض العطار / كاتب صحفي عراقي مقيم في السويد الفساد هو المسبب الاساسي للفقر وهو الذي يمنع تجاوزه، وان الفساد والفقر علتان تغذيان بعضهما البعض وتحبسان شعوبهم بدائرة البؤس . و اذا كان الهدف هو تحرير الناس من الفقر قيجب مواجهة الفساد بشدة، ومن المؤسف ان العراق يأتي من ضمن البلدان التي ينتشر الفساد فيها بشكل مخيف حيث الرشوة والسمسرة والتهريب والحصول على الوكالات والمناقصات بشكل غير قانوني .. . حيث شمل معظم القطاعات والمؤسسات ( احالت مفوضية النزاهة الى المحاكم اكثر من 1400 دعوى فساد ) . وفي هذا السياق سوف نتطرق الى تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر عام 2005 عن الفساد في دول العالم،حيث قامت المنظمة بتفويض البروفيسور( يوهان غراف لمبدورف)من جامعة ( باساو ) باعتماد هذا المؤشر والنتيجة في مؤشر مدركات الفساد لعام 2005 تتعلق بمدركات درجة الفساد كما يراها رجال الاعمال واكاديميون ومحللون وتتراوح هذه النتيجة بين 10 درجات ( نظيف جدا ) وصفر ( فاسد جدا ) . وبالنظر الى التقرير نجد ان اكثر من ثلثي عدد البلدان المشمولة بمؤشر مدركات الفساد لعام 2005 اكثر من 159 بلدا، حصلوا على اقل من 5 نقاط مما يدل على وجود مستويات خطرة من الفساد في معظم البلدان المشمولة في التقرير . و في هذا السياق نطرح الاسئلة التالية : ما هو عدد النقاط التي حصل العراق عليها وفق مؤشر مدركات الفساد ؟ وما هي الدول التي حصلت على اعلى النقاط واقلها ؟ . يذكر التقرير ان أيسلندا وفلندا ونيوزلندا والدنمارك وسنغافورة والسويد وسويسرا حصلت على اكثر من 9 درجات بينما حصلت بعض الدول العربية مثل سلطنة عمان والامارات العربية وقطر والبحرين والاردن على اكثر من 5 درجات وحصلت تونس والكويت ومصر والسعودية وسوريا والمغرب ولبنان والجزائر واليمن وفلسطين وليبيا والعراق على اقل من 5 درجات حتى درجتين على الترتيب ( اي ان العراق قد حصل وفق الترتيب على درجتين !!! ), بينما حصلت السودان والصومال على اقل الدرجات وهي 2 و1 درجة ! . يوضح التقرير ان المجتمع الدولي من خلال الالفية للتنمية قد حدد خفض عدد الذين يعيشون في فقر مدقع الى النصف في عام 2015، ويعيق الفساد تحقيق اهداف الالفية للتنمية، اذ انه يحد من النمو الاقتصادي ومن التنمية المستدامة اللتان تحرران الملايين من مستنقع الفقر القابعين فيه . من اجل الحد من ظاهرة الفساد، ندعوا الحكومة العراقية الى الانضمام الى اتفاقيةالامم المتحدة لمكافحة الفساد ، والى وضع استراتيجية منظمة لمكافحته داخل الهيئات الحكومية وبدعم من منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية . و اخيرا، ان الفساد ليس كارثة طبيعية بل هو كارثة منظمة تهدف الى سلب الفرص من الرجال والنساء والنساء والاطفال والعاجزين عن حماية انفسهم، وعلى الزعماء العراقيين الكف عن المهاترات والصراع على المناصب والمغانم ... والاهتمام بحل المشاكل التي تعاني منها الجماهير الشعبية .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |