اللهجة الروسية بين الحزم الدولي والتدخل ولجم واصطياد الإرهابيين

 

 

وداد فاخر* / النمسا

لو تعاملت كل دولة مع الإرهابيين المختطفين لرعاياها كما تعامل جمهورية روسيا الاتحادية لوجد الإرهابيون موقف متشددا وحازما من المجتمع الدولي ، ولو طاردت كل مخابرات الدول بالتنسيق والتنظيم المسبق مع الحكومة العراقية دون أي خرق لسيادة العراق لما وجد الإرهاب له موطئا في بلدنا الجريح كما فعل الأردن في ملاحقة الزرقاوي والقضاء عليه . فقد شاهدنا دولا كبرى تتعامل بندية مع الإرهابيين وتتم مقايضة رعاياها المختطفين بالملايين التي سلمت لشخوص إرهابية تتحدث علنا باسم الإرهاب .

وهناك خبرا عن نية دولة رفع قضية ضد احد شيوخ الإرهاب المتخفي خلف عمامة وجبة الإسلام السياسي التي شوهت الدين الحنيف وأفرغته من كل قيمه وأساءت له بقدر كبير .

وحتى روسيا نفسها أخذت جزاءها جراء تنازلها باستقبال شيخ الإرهاب حارث الضاري ، وسيأخذ كل من تعامل من الإرهاب حقه نقدا وعدا من الإرهابيين القتلة .

بعض الدول الإقليمية استلم حصته على شكل إرهابيين عائدين من ( ساحات الجهاد العراقية ) ، والآخرين ينتظرون رجوع رعاياهم الذين تم تسمينهم على طريقة القطط السمان بهدايا وتبرعات ( المحسنين ) من المنادين بـ ( الجهاد ) من اجل ( تحرير العراق ) على خطى البعث المنهار وبالتعاون والتنسيق معه .

الادهى من كل ذلك أن ينهق شيوخ السلف الكويتيين مع حمير البعث المنتشرة في دول العرب ( العاربة ) منادين بـ ( الجهاد ) ومتناسين ما جرى في دولتهم الذبيحة عندما تناوشها ازلام البعث المنهار نهبا وتخريبا وتقتيلا بمواطنيها .

إيران الأخرى لعقت جراحها وانبرت كأي عروبي آخر تنهق هي الأخرى مع الناهقين وداست بكل حماقة شيعة العراق بدون أن تطرف لها عين ، ونادت بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وسهلت السفر والعبور لكلاب الزرقاوي المفخخة بالتنسيق والترتيب مع الطرف البعثي الآخر من دمشق البعثية .

حزب الله اللبناني سار على خطا المربي والداعم الأساسي ، وأوفد خبيره الوغد الإرهابي ( عماد مغنية ) لتنظيم جيوش الظلام في العراق المظلوم .

وحدها كلمة الرسول الكريم علت وسط معمعة القتل والإرهاب والتفجير والتدمير  في عراقنا الجريح (  أما حمزة فلا بواكي له ) ، وهو ما يحصل فعلا في بلد العز والكرامة حيث لا بواكي على العراق والعراقيين ، فالجميع إما شامت أو متفرج أو مساهم بشكل أو بآخر .

نتمنى على جمهورية روسيا الاتحادية أن تنسق مع الحكومة العراقية لملاحقة الإرهابيين والاقتصاص منهم ، وتفعل مثلها جميع الدول لا أن يسارع البعض من الجبناء بسحب بعثاتهم الدبلوماسية هاربين من الساحة العراقية تاركين المجال للإرهاب بالتحكم فيهم من خلال إذعانهم لتهديد الإرهابيين . كذلك على الحكومة العراقية أن تضع مقولة الرئيس الروسي نصب أعينها عند مطاردة الإرهابيين ويكون هدفها دائما كما قال رجل المخابرات السابق الرئيس بوتين لرجال مخابراته الذين يحملون ارث الـ ( كي جي بي ) السوفيتية السابقة ( لاصطياد وتدمير ) الإرهابيين الذين قتلوا رعاياهم من البعثة الدبلوماسية السوفيتية . وان لا تزعل العزيزة ( كوندي ) وزيرة الخارجية الأمريكية من حديث وزير الخارجية الروسي ( سيرغي لافروف ) ، وتدمغ حديثة بالانتقام من القتلة بـ ( التدخل في الشأن العراقي ) ، فماذا نسمي وضع أمريكا بالعراق ؟ علما إن مطلب الجميع استقرار الأمن في عراق لا امن فيه لحد الآن . فأين جيوش أمريكا ورجال مخابراتها ، والعدد الكبير من الجيش والشرطة العراقية الذي ينيف على نصف مليون من تفشي وتصاعد عمليات الإرهاب المبرمج؟؟!! .

 آخر المطاف : تذكرني لحية أهل السلف والقتلة الوهابيين بقصة ( الشاعر  يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميرى المعروفة مع عباد بن زياد بن أبيه -  وعباد هو اخو عبيد الله بن زياد بن أبيه - عندما كان عباد واليا على سجستان من قبل معاوية بن أبي سفيان . وكان هذا الرجل شاعرا وكان مع عباد بن زياد بسجستان فاشتغل عنه بحرب الترك وضاق على الناس علف الدواب فقال ابن مفرغ شعرا يهجو به ابن زياد على ما كان منه فقال :

 ألا ليت اللحى كانت حشيشا ****** فنعلفها خيول المسلمينا

وكان عباد بن زياد عظيم اللحية كبيرها جدا فبلغه ذلك فغضب وتطلبه فهرب منه . – البداية والنهاية - ).

 

  * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com