|
" حكمة " الحكام العرب في إيواء داعمي الإرهاب العفالقة
وداد فاخر* / النمسا
ما قام به الحكام العرب مجتمعين تقريبا يفوق خيال العقل البشري السوي ، فمن قتل العراقيين وأذلهم سنينا طوالا أصبح ضيفا عند الملك الفلاني والرئيس العلاني ، ومن نهب ثروات العراقيين أصبح داعما لاقتصاد بعض دولهم الفقيرة الجائعة . ومن ادخل مليارات الدولارات المنهوبة من خزينة وفم العراقيين أصبح ( مقاوما) في نظر البعض الآخر . ترى أية نظرية هذه التي يتبناها الحكام والملوك والرؤساء ( الثوريين ) في حكم بلدانهم مدى الحياة والمورثة مستقبلا لأولاد أولادهم على طريقة الجمهوريات ( الديمقراطية ) الجديدة ؟؟!! . أيها السيد المالكي نتمنى أن تلبس نظارة طبية لكي ترى العرب وحكامهم ( حفظهم الله ) بعين واضحة بصيرة ، وترى أيضا ما حواليك من بعثو - سلفيين تصافح أيديهم الملطخة بدماء العراقيين بدون أن يرف لك جفن ليل نهار. لذلك أنصحك طبيا بمراجعة طبيب حاذق للعيون ، لكي يزيل الغشاوة التي على عينيك ، ولا تعاود القول بما سميته بـ ( المصالحة الوطنية ) فدماء شهدائنا لم تجف بعد ، لأنك تجلس في المنطقة الخضراء وحولك عشرات الحراس والبدي كارد ، بينما يموت العراقيين يوميا بالمجان ومحاكمك ( العادلة ) تحكم عليهم بسنوات بسيطة لا تصل لجنح عادية لمن قتل عشرات العراقيين أو حضر مهيئا لنفسه قتل العراقيين وتخريب اقتصادهم والاعتداء على حرماتهم . ومثني ابن حارث الضاري يقعى كأي كلب عقور في القاهرة يتحدى العراقيين ويرسل من هناك القتلة والمجرمين ، ومحمد يونس الأحمد يرغي ويزبد في عاصمة الأمويين دون أن يبالي بما تتحدث أنت عنه أو( كوندي ) العراق موفق الربيعي . دلوني على بعثي شريف حتى أمد يدي له وأصافحه بعيدا عن الدم العراقي الذي يلطخ أيديهم جميعا ؟؟!!! . أو قولوا لي لماذا بدل أكرم الحكيم لهجته السابقة وأصبح ( حمامة اورفلي ) بيضاء تتهادى بكل حرية وسط بغداد الغارقة بدم الضحايا مشجعا القتلة من البعثيين للعودة للصف ( الوطني ) ؟؟!! . من لا يستطيع أن يتحمل المسؤولية الضخمة عليه أن يترك المكان لغيرة فقد شبعنا خطبا وعبارات إنشائية مملة ومقيتة ، منذ أن أتحفنا حفظه الله السيد الجعفري بـ ( شفافيته ) التي جلبت علينا الدمار وتركت القتلة يسرحون ويمرحون وسط بلاد الرافدين ، حتى انشائيات المالكي التي هي من أحسن ما أبدع فيها حزب الدعوة العراقي . وأمريكا هي الأخرى تريد أن تقول للعراقيين أن يختاروا بين كلابها الذين أحضرتهم يوم 8 شباط الأسود 1963 بقطارها المقيت والذين تربوا في أحضانها من الفاشيين البعثيين ( أبطال ) المقابر الجماعية ، ومجازر حلبجة والأنفال منذ ذلك التاريخ ، وبين من ناضلوا ضد الدكتاتورية ثم انتكسوا متراجعين للوراء بعد أن أغراهم كرسي المنطقة الخضراء ، وأبهة الجاه والسلطة . لذا فمن الأفضل أن يغلق العراق عليه حدوده بعد أن يطرد كل الأجانب الذين ينطقون العربية خارج حدوده ، ويخرج من طوق الجامعة العربية التي تتآمر على شعبنا ، وتشارك رضينا أم لم نرضى بابادته اليومية . فمن يقتل العراقيين هم العرب لا غير وليس جنود الاحتلال الأمريكي ، وأمنية العراقيين الشرفاء أن لا يروا على أرض الرافدين ناطقا بالعربية كي تتطهر أرضهم من رجس العرب الأنجاس . فالعرب لم يستطيعوا التخلص من تراثهم المبني على الغزو والقتل والنهب والسلب واستلحاق أولاد الزنا بنسبهم، وقد قال تعالى في ذلك : ( وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم .. ) الأحزاب 33 . فقد سمي شهر صفر بصفر لأن البيوت تصفر من أهلها ( شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية وهو الشهر الذي بعد المحرم ، قال بعضهم : سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها " أي خلّوها من أهلها " إذا سافروا فيه ، وقيل : سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع " أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له" . انظر لسان العرب لابن منظور ج/4 ص/462-463 ) .لذلك خفوا سراعا لغزو العراق ونهبه وتخريبه حالما سقط نظام ( فارسهم البطل ) ، كما فعلوا عندما غزا صدامهم الكويت ، فقد كانوا يحملون ما خف وزنه ، وغلا ثمنه ، وكنت بعد اقل من أسبوع من الغزو الصدامي للكويت أتفقد شقتي في مجمع المثنى وسط العاصمة الكويت وصوت احد السراق الذي حضر هو وزوجته وأولاده يأتيني قائلا : ( استعجلوا يااولاد كبل - يقصد بلهجته الفلسطينية كلمة " قبل" - لا تظلم الدنيه .فكيف وقد وجدوا ضالتهم أخيرا في العراق الذي يماليء القتلة ويتركهم يسرحون ويمرحون على أرضه بدون جزاء ولا عقاب بعد أن آواهم سفلة القوم من بقايا نظام الفاشست القتلة . فهنيئا للمالكي إخوته من الحكام العرب ، و ( بارك الله ) له في أقرانه من ( المناضلين ) إن كانوا في مجلس النواب الجديد من البعثو - سلفيين ، آو ضمن حكومته البعثو - وطنية .
* شروكي من حملة مكعب الشين ، وبقايا القرامطة ، وحفدة ثورة الزنج.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |