من هو صاحب عاشوراء؟

حيدرعبدالرحيم الشويلي الناصري

haider_114@yahoo.com

في البدء أضعُ كلماتي البسيطة، المتواضعة، القاصرة لأصوغ منها سلاماً عليك سيدي ابا الشهداء، لابدَ أنني أمزح أو متحير الى ابعد الحدود او تصور لي أن هذه الكلمات قد تعطي فكرة واسعة وكبيرة بحيث تضع الحُسين (ع) بأنه قادة ثورة وقُتل هو ومن معهُ وانتهت المعركة بهذه الصورة وتلك الحالة البشعة، المروعة، والروؤس المرفوعة، والأوصال المقطعة والتي مرت على أهل البيت والأبرار والمخلصين من صحبه المنتجبين .

لا.... ليس كما نتصور بتلك العقلية القاصرة أتجاه ذلك الأمام الهُمام الحُسين بن علي بن أبي طالب (ع) عزيز رسول الله(صلى الله عليه واله) فلذة كبد النبي الكريم لا،بل نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) كما عبر عنه \" عليه وعلى اله الآف التحية والسلام\" حُسين مني وأنا من حُسين، أحب الله من أحب حسينا، وعن الأمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أحاديث ومواقف كثيرة عن الحُسين(ع) قال زيارة الحُسين واجبة، أي ثابته على كُل من يعتقد ويقر للحُسين بالأمامة) وايضاً أن جبرائيل قال للنبي(صلى الله عليه واله) بأن هناك عصبة يكونون مع ولدك الحُسين يتحركون معه فيصلون الى مصارعهم فينالون مقاماً رفيعاً بحيث أن الله عزوجل يقبض ارواحهم بيده، اذن كم هي المسألة عظيمة وكبيرة فالأشخاص الذين قتلوا في ركابه وضحوا بأغلى مالديهم ووصلوا الى مقامات ودرجات رفيعة وعالية بحيث أصبح خاتم الأنبياء والمرسلين حافرا لقبورهم وهذا مانقله الخاصة والعامة، فالحُسين مصباح الهدى وسفينة النجاة وما قيل عن الحسين (ع) كثير وواسع وكبير ولانستطيع أن نحد من تلك الشخصية المقدسة بعدة كلمات أو وريقات معدودة تجمعت في كتيب صغير مهما كان حجمه يقضي أكثر عمرهُ بين رفوف المكتبات وبالتالي يعّرض بكل الأحوال للتلف والفقدان أو طروحة كتبها عالمُ، او مفكر، او باحث وسهر عليها الليالي والأيام ليعطي حدود وأبعاد شخصية الأمام الحسين بن علي (ع) فقد عجز من قبل الشيخ الأنصاري والطوسي (قدسه سرهما الشريف) الى أن يصلوا الى ماهي عاشواء ومن هو صاحب عاشوراء فعطاء الحُسين (ع) كبير وكبير جداً ليس كما نتوقع ولكن كما يريد الله عزوجل فكله عطاء وكله فناء في سبيل الوصول الى رضا الله عزوجل، نذر هذه الروح العزيزة لبارئه جل وعلا ووصل الى اسمى درجات الاخلاص فكان قاب قوسين او ادنى لترى منه مايحير القلوب ويذهل العقول في دعائه في يوم عرفه المبارك...

((إلهي أََمرتني فعصيتُكَ ونَهيتَني فارتكبتُ نهيكَ فأصبحتُ لا ذا براءةٍ لي فأعتذرُ ولا ذا قُوةٍ فأنتصر فبأي شيء أستقبلكَ يامولاي أبسمعي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي أليسَ كُلهُّا نَعَمكَ عندي وبكُلَّها عَصَيتُك...)) فكان الناتج من هذا الكلام أن الحُسين (ع) هو الحُسين ... وكفى بذلك شهيدا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com