كأس العالم ومحكمة صدام حسين

 محمود الوندي

m-w1948@hotmail.de

ينتظر الشعب العراقي بل أن والكثيرمن شعوب العالم نتيجة محاكمة صدام وأعـوانه المجرمين التي بدأت قبل شهورفي قضية الدجيل حصراً، لأن الطاغية المخلوع صدام حسين قد ارسلته الاقدار نقمة على العراقيين أثناء فترة تسلطه على الحكم ، أعتى دكتاتورية ظالمة عرفتها منطقتنا والعالم من حيث الإبادة الجماعية وإرتكاب الجريمة المنظمة والإكـثار من التهجير والحروب والمطاردة والمتابعة الأمنية لكل من يختلف معها ، وفرض أجندتها على الشعب العراقي حتى أنهيارها المذل في التاسع من نيسان عام 2003 ، ومثول صدام  مع اعوانه امام المحاكم العراقية ، لغرض فضح جرائمه بحقيقة الماساة التي عاشها المواطن العراقي في زمن الدكتاتورية ، وأكتشاف مستوى الجرائم البشعة  التي أرتكبت في زمن الدكتاتورية ، وأظهار الحقائق أمام المجتمع العالمي التي اضمرتها أكثر من اربعين عاما من عمر العراقيين ، وهي أسرار تمس اصل النظام البائد عن الكوارث الخفية التي وقف على ويلاتها ذلك النظام ، من خلال تلك المحكمة الوقوف عن كثب على المستوى المنحط لمن كان يحكم العراق  .

في نفس الوقت تشغل عموم دول العالم مشاهدة مباريات كاس العالم التي تشكل حيزا مهماً لدى جميع شعوب العالم ، ونرى هذه الايام جمهرات الشباب  والشيوخ وحتى الأطفال وهم يتابعون ويشاهدون مباريات كاس العالم التي تنقل مباشرة عبر الفضائيات لتشجيع هذا المنتخب أو ذاك ، ويتعلقون  بها بشكل ملفت للانتباه ، فكل واحد منهم يعتبر نفسه من ضمن تشكيلة المنتخب الذي يشجعه  ويدافع عنه   .

 بعد هذه المقدمة ، ادخل الى صلب الموضوع وقد يتسائل القارئ النبيل عن علاقة محكمة صدام بكاس العالم ، وللاجابة نقول نعم هناك علاقة عكسية وطردية بين محكمة صدام وبين كاس العالم ، لأن هذه الايام ملايين من العراقيين وغير العراقيين لا يوجد غيرالكلام والحديث ففي دوائرهم وعملهم وفي المقهى وداخل بيتوهم  إلا عن كاس العالم ومحكمة صدام ، كما يغادر الكثير من الموظفين مكان عملهم مبكراً ذلك اليوم لمتابعة تلك الأحداث ، وكذلك تجد شوارع المدن والقصبات خالية من المارة وكأن حضرا للتجول قد فرض على مدن العالم وعند ما يحين وقت عرض المبارات أو محاكمة صدام  ، نعم هذه علاقة طردية بينهما ، أما علاقة عكسية بين الطرفين ----- معروف للقاصي والداني ومدى تدني أخلاقية  صدام حسين واخلاقية عائلته ، لأنهم كانوا يضمرون دائما الشر والعداء للمجتمع العالمي والمجتمع العراقي بشكل خاص ، ووحشية ودموية الاساليب التي طالت الابرياء من العراقيين دون تمييز بين طفل اوشيخ  أو أمرأة ، بينما الرياضة ومن ضمنها كرة القدم هي أخلاق ومحبة وأحترام وجسور مودة  بين المجتمعات العالمية وتقارب الأمم ، وأنها أصبحت لدى جميع الناس هواية يمارسها ويتمسك بها ، وأصبحت أيضا لعبةً شيقة ومتعة على الكرة الأرضية لكي يتنفس الناس من خلالها  .

 الشعب العراقي بل أن جميع شعوب العالم تنتظر النتيجة النهائية لمحاكمة صدام حسين ، بعد أن أصبح الماثل أمام القاضي رؤوف عبد الرحمن العراقي الغيور مسخرة للمتابعين في شرق العالم  وغربه ، لينال جزاءه العادل مما أرتكب من جرائم بحق شعبنا ، وكذلك جميع شعوب العالم تنتظر النتيجة النهائية لمباريات كأس العالم ، وأي فريق لينال حقه العادل ليكسب كأس العالم ، وتحسم  نتائج هذه الأحداث بعد أيام  وتظهر الحقائق للجميع  .

 

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com