|
تـُموز الرافدين والنيل محسن ظـافــر غـريـب - لاهاي لأنهم ماضويون من حيث لايشعرون، ورغم أنوفهم الراعفة هزيمة؛ فهم زعانف تحفل بالنتائج دون أسبابها التي تأخذ بتلابيب همّهم وجُل إهتمامهم الثـقافي الترفي اليومي، وعلتهم أنهم ما عاشوا أحداث رمزهم التُموزي الرافدي الخالد، لأنهم وُلدوا من رحم أمّهم النكبة ومن صُلب ظهرالهزيمة التي محضوها كل(أولويتهم) القاصرة كما تمحض البغيّ جسدها دون روحها أو الخنثى ولاء الإذعان لمسؤوله البعثي فيكون جبينه الصاغرعلى نعل سيده مثل أثر شفة البعثي المنافق المرتد على شسع ذاك النعل، فعل؛ مثل شهادة زور، لايمّحي وإن إستعاد رجولته المضيّعة بعد ضلال وإضلال صلف وبغي بائن بعيد لايبعد كثيرا عن أنف المُرغم. بيد أنّ الواقع ما زال ماثلآ للعيان لاتخطأه عين الحصيف، يمتدُّ من تـُموز وادي الرافدين ووادي النيل زمكانا، بل أن هذا الواقع يحلّ في حيوات أولاء الرعيّة الرعاع في حضرة صاحبة الجلالة السلطة الرابعة الصحافة في ظلّ حكومة الظلّ السلطة الخامسة التي تعني قوى ضغط آليات مؤسسات المجتمع المدني(الهيدروليكية) الفاعلة اليوم. بل قـُل أنّ هذا الواقع يحلّ في حيواتهم ويتماهى في وجودهم القمىء ذاته، الذي إستجاب وانفعل كردّ فعل سلبي معتل الأول والآخر، مفعول به جبري قهري قدري، وقع عليه الفعل، ليُشكل إشكالات كينونتهم وكُنه مسارهم وعقابيل مصيرهم. بعضهم يُشخّص الحالة العراقية بعد مسخ البعث بتوصيف ازدواجية الشخصية العراقية، فيقرر انحيازه ضدّ تـُموز(البطل النبيل، رمزالزمن الجميل"قاسم" المشترك الأعظم)، ويصطف ضدّ مؤامرة 8 شباط الأسود1963م ونهايتها السائبة حتى تـُموز2006م، على أنها أمُّ النكبات وبغي البعث الرث (عروس الثورات!)، في آن، شهود سفاحها دوليون ومن خارج حدود الوطن المغدورة جمهورية تـُموزه، ويُقرّ باستمرارالإختلال والإحتلال حتى قيام أول حكومة عراقية منتخبة دائمة. قد كان شعورصغار وتصاغرقدّيسهم وقدوتهم عفلق بحضرة عبدالناصرمصر، مدعاة لضم العراق الى سوريا لتشكيل ثقل ونقطة إرتكاز حرجة، ظلت قلقة ضالة بعد غياب تـُموز وتغييب جماهيره العربية والكردية والتركمانية وكل أعراق ومكونات شخصية بروسيا العرب العراق العريق، حتى إستهلك بعث سوريا روح جماهيره بشعارات وحدة فوقية فورية بعد عقدين من زمن عودة وحدة المانيا واليمن، وعودة الرئيس اليمني عن زهده بالسلطة حتى سنة 2013م نزولآ عند قوّة إرادة جماهيره كما فعل من قبل عبدالناصرمصرالذي فتـّت هزيمته في عضد قوّة إرادة قبضته، التي أذعن لها بعث عفلق. عبد الناصر الذي تواصل مع السفارة الأميركية في القاهرة قبل حراك ضباطه ليلة 23 تموز1952م لتحريرمصرمن"ملك مصر والسودان" ومن السودان ليتصل في العام التالي بإسرائيل وليدفع نائبه السادات لزيارتها، ليرتمي أمين قوميته العربية "القذافي" خائن مليكه موحد أقاليم ليبيا الثلاثة طبرق وفزان وطرابلس، الملك الصالح إدريس السنوسي، ليرتمي في أحضان أميركا ذاتها التي نصرت عبدالناصر، في عدوان السويس سنة 1956م كما فعلت مع صنيعتها الصغير صدام في حرب الخليج الأولى وانقلبت عليه في حرب الخليج الثانية لتعود طرابلس الى الغرب وليعمر"القذافي" في السلطة متعظا من( تخنيث) البعث، تائبا آيبا الى بيت الطاعة، ولسان حاله؛ طظ.. في Volksgeist. وبان ما كان من عدم إستجابة أسلحة عبدالناصر مصر الفاسدة لخطة رفيق سلاحه في كفر قاسم عبدالكريم قاسم، بإجتثاث إسرائيل واكتفى غوبلز مصر أحمد سعيد برميها دعائيا في البحر كما إكتفى لاحقا نظيره محمد سعيد" الصحاف"، بتصحيف إنتحار المغول على أسوار سرّة الدنيا بغداد. كان سيناريو الفيلم المصري؛ مزايدة رخيصة على ابن شعبه البار" قاسم"، أبُ العراقيين الوطنيين الأحرار ورمز ذاكرتهم الحيّة الطريّة. فالذاكرة قد سجلت أن تاجر دم العراقيين الفاجر عبد الناصرمصر، بينما كان يحرّك أذنابه العملاء الصغارالمأجورين في الداخل العراقي، سيما الشمال العراقي، ليستفزّ قاسم العراق، كان يا ما كان يقوي جبهته الداخلية وبان بعد محاولة إغتيال أخوان مصر، المسلمين، له في ما عُرف بحادث المنشية، ليحصّن حكمه الدكتاتوري(الفرعوني) المركزي الذي حفظ وحدة وادي النيل، وكأنه يردّ على آية قاسم الشهيرة"عفا الله عما سلف" في ذروة غليان الشارع العراقي المطالب زعيمه" قاسم" بإعدام الخونة على التوّ الشاعر بمجسّات أخطبوط النكرالبكرالتكريتي ورشيد "مصلح" التكريتي وحردان التكريتي وطاهر يحيى التكريتي- وصولآ وقد تلاقفوها-، للهدام صدام التكريتي، حتى تفككت الدولة. وكان شعار أوغاد عجب لاهم عرب ولاعجم؛" إحنا الكسرنه إيده وإحنا إحتفلنا بعيده!". فحلت لعنة قاسم مجهول القبر، الأشبه بلعنة مومياءات مقابرالفراعنة وأهراماتهم لمن ينتهك صمت وسكينة ووقار التاريخ الناطق الرسمي بأولوية الأسباب والمأساة على ملهاة النتائج. كان عفو مؤسس جمهورية العراق الخالدة الزعيم الخالد" قاسم" عن نائبه في قيادة القوات المسلحة العراقية وزيرداخليته عارف إعفاء من مناصبه العسكرية، عظة وعبرة لمؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الراحل" الخميني"، عندما كان إعفاء السيد د. أبوالحسن بني صدر من قيادته للقوات المسلحة الإيرانية" توطئة" ( بل"مقدمة"، لأن مفردة "توطئة" بالفارسية تعني"مؤامرة"!) لعزل مجلس الشورى الإسلامي الإيراني له من منصب أول رئيس جمهورية في تاريخ إيران ليقرّ بهزيمته مُرغما وليفرّ كما فرّ آخر ملوك فارس بهلوي الى الخارج. أن"ولاية الفقيه" التي كانت مناسبة في زمانها من القرن الماضي وقادت الثورة الشعبية في صيف 1978م الى النصرربيع العام التالي مرفوضة في عراق النصف الثاني للعقد الأول للألفية الثالثة للميلاد. كان عبدالناصر مصر يصف خصمه قاسم العراق بأنه( طرزان) صدره عار من حماية في تفقده أحوال شعبه إلآ من قميصه المضرّج بدمه يوم كسر يده الأمينة الثمينة العفيفة بنفس طريقة شلّ ذراع صاحب الطول والباع في إيران، مرشد ثورتها التاريخية(سيّد، أو ميرزا علي خامنئي)، في زمن البهلوانات والسيرك ولعبة الدول. كان قاسم رصينا حتى في مطالبته بإقامة وحدة فيدرالية على مستوى وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والتعليم مع آل صباح في الكويت، لكن ناصرمصر كان يطمع بنفط كل البصرة، ومعه نفط كركوك. رفض لعبة العصرالسوفيتي في أوجه الذهبي إبّان الحرب الباردة على رمال الخليج الدافئة المتحركة والمتزلزلة بشروط الإذعان، ورفض لدى إفتتاحه كنيسة ماريوسف ببغداد حرّة الدنيا، إمتداد محور موسكو في العراق، يوم كانت بغداد قلعة الأسود وكنا نتيه على الدُنى فخرا بالعراق، وحرص على حفظ حقوق العراق وأعراقه ومنهم أبناء العراق من الطائفة الموسوية الذين هجّرهم حكم الهاشميين الى الضفة الغربية التي تخلى عنها كيان نهرالأردن( المصطنع مثل دويلتي إسرائيل والكويت)، طمعا بخيرات العراق ولو بأيدي أيتام صدام الإجرام، كما فعل البعث المرتد الذي وسّع قاعدة شرائح العراقيين في الشتات!. رفض عرض السوفيت في 9 شباط الأسود 1963م بدعم الشارع العراقي على مؤامرة الأنجلوساكسون وناصر حبّا بسواد عيون آبار الذهب الأسود، بإنزال عسكري مجوقل!. رفض حتى دعوة مديرالطيران المدني محمد ناصرالجنابي الذي جهّز طائرة خاصة في مطار المثنى لتخرجه من العراق قائلآ؛" أنا لست من يتخلى عن جنوده"، أي جيش العراق القديم الذي مسخه صدام وحزبه بجعله جند فار الدور صدام المسخ. أعاد عبدالسلام عارف من سجن رقم 1 الى بيته وأعاد قائد الفرقة المحكوم بالإعدام اللواء غازي الداغستاني الى زوجته التي قد قصدته في وزارة الدفاع ليكفكف دموعها لأنها في عهده فعلآ العراقية الماجدة، لتعلن المذيعة " هناء العمري" في الساعة الواحدة والنصف وخمس دقائق من ظهر 9 شباط الأسود 1963م من إذاعة بغداد: " لقد أعدم الآن الطاغية، لقد لقي حتفه الأخير تحت أقدام جماهيرنا المناضلة، إنه والله ليوم خالد يا شعبنا الأبي. إن المجرم الجلآد عبدالكريم قاسم والمجرم الجلآد فاضل المهداوي، والقذرالشيوعي طه الشيخ أحمد، قد سُحلوا كالجرذان العفنة تحت أقدام شعبنا العظيم، وقد دفنتهم جماهيرنا التي تناضل من أجل مجتمع إشتراكي وتحت راية البعث العربي. وستبقى الجماهيرالعربية الحبيبة ترفع أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة". بعدك يا قاسم أغتصبت الماجدة وصرنا نـُطأطىء رؤوسنا ونلوذ بين الدُنى، فلم يتبق ما نفخر به في مهد الحضارات ومولد التاريخ إلآ التاريخ الذي يسبق ردّة 8 شباط الأسود 1963م.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |