بغداديات .. بالمكلوب

بهلول الكظماوي / أمستردام

bhlool2@hotmail.com

إمام حشرجات ونحيب وبكاء زوجتي وأولادي وهم يحيطون بي فور خروجي من عملية قسطرة للقلب في مستشفى ( سانت لوكاس اندرياس ) في امستردام، لم يكن إمامي إلا أن أقذفهم بنكتة ولطيفة نادرة من خزائن بغدادياتي التي أنوي أن ارويها للقرّاء الكرام ثابتاً لهم ( لعائلتي ) أني ما زلت أنبض بالحياة، ولا زلت أحتفظ بروح الدعابة والسخرية من الملمات والصعاب حالي حال بقية أبناء شعبي الذي ما زال قاهراً لكل أنواع المصاعب والمصائب والمحن متصدّياً لكلّ المؤامرات وتزوير الحقائق والإرهاب الفكري والبدني.

 

البغدادية :

( جلّوب ) هو اسم صاحبنا العريس الذي توفـّت زوجته الاولى تاركة له طفل رضيع عهد به الى عروسته الجديدة بتربيته، والذي اشترط عليها أن لا تفتح الباب لأيّ كان حتّى وان كان هو ( زوجها جلوب نفسه ) الاّ بعد أن تسأله عن اسمه, فان أجابها فتحت له الباب، والاّ فسيبقى الباب موصداً بوجهه.

و بعد مضيّ سبعة أيّام من كسلة الزواج ذهب صاحبنا جلّوب إلى محل عمله ّ وكان قصّاباً ومرّت ساعات ذلك اليوم الطوال بفارغ الصبر على عريسنا، الى أن شارفت الشمس على المغيب فأقفل دكان قصابته ليقفل راجعاً الى بيته.

و ما أن وصل صاحبنا جلوب إلى ( راس الدربونة ) بداية زقاق بيته الاّ ولحق به كلب بعد أن جلبته رائحة اللحم المنبعثة من ثياب صاحبنا جلوب الكصاب.

أخذ جلّوب يسرع الخطا مهرولاً إلى بيته طارقاً الباب على زوجته وقد أنساه ارتعابه من الكلب انه اشترط على زوجته أن لا تفتح له الباب الاّ بعد أن يعطيها اسمه.

سمعت الزوجة الجديدة ( العروس ) طرق الباب فقالت ( منو ) ؟ فأجابها جلّوب ( آني ) فقالت له : ( شسمك ؟ ) ما اسمك ؟ وفي هذه الأثناء بدأ يشتد عواء الكلب!

فما كان من جلّوب وهو في تلك الحالة من الخوف والرعب والهلع الاّ أن قال لها :

( ولج ملعونة الباب فكّي الوالدين ) أي يا ملعونة الوالدين افتحي الباب!

فقالت له : هاي شبيك شجّاك ؟

فأجابها : ( ولج مو هذا الحلك فاك عظّة ايريد يجلبني ) هذا الكلب فاتح حلقه يريد يعضني!

فردّت عليه : ( مو آني حاطّة الجدر على اجتافي والولد عالنار ) بمعنى ان يداها مشغولتان فالولد الصغير على اكتافها والقدر على النار!

فرد عليها مستغرباً : هاي شبيج أشو انتي هم صار كل مكلوبج بالحجي! أي انت أيضا أصبحت تتكلمين بالمقلوب.

و ألان عزيزي القارئ الكريم :

يبدوا أن عدوى ( الحكي المقلوب ) قد وصلت الى اخوتنا في الحزب الاسلامي والى اخوتنا في هيئة علماء المسلمين، والذي لم نكن في يوم من الايّام نريد لهم أن يصلوا الى هذا المستوى من الكلام المقلوب.

فمليشيا العصابات التكفيرية التي ابادت أكثر من خمسين مسلماً من سكنة حي الجهاد ومثلهم مضاعفاً من مدينتي الصدر والشعلة يضاف لها منطقة الكسرة، لم يكن الذي أبادهم وقتلهم مليشيا مقتدى الصدر وجيش المهدي كما ادّعى ذلك الحزب الاسلامي وهيئة العلماء، بل قتلتهم كانوا عصابات قامت بقتل مسلمين من السنّة والشيعة على حدّ سواء، والقتلة هم التكفيريون الذين لا مذهب ولا دين ولا وطنية وأخلاق عراقية لهم.

غير انّ المشكلة كلها ان الجماعة ( في الحزب الاسلامي والهيئة ) قد أصابتهم العدوى من جلّوب الكصّاب وزوجته و( صار كل مكلوبهم بالحجي ) مما جعل حكيهم ( البالمقلوب ) مادّة دسمة ولقمة حرام تعتاش عليها دائماً قناة العهر والدعارة ( قناة الخنزيرة ) لصاحبها المجاهد الاكبر اليهودي ( ديفد كمحي ).

 الهمّ بجاه حبيبك المصطفى وأهل بيته، وبجاه كل من له جاه عندك العن الاحتلال القذر الذي اتانا قبل اكثر من ثلاثة عقود بعميله حزب البعث القذر، ذلك الحزب الغريب على الشعب العراقي، واتانا اليوم بالغرباء الذين يوفـّرون لهذا الاحتلال الذرائع ويسببون له الاسباب لطول بقائه عن طريق زرعهم الفتن وتفريقهم لأبناء شعبنا لشيع وقوميات ومذاهب وطوائف.

الهمّ بحق عزّتك وجلالك افضح كلّ من يفرق صفوف العراقيين وشتت جمعهم واهتك سترهم ودمرهم بقوتك تدميرا انك على ما تشاء قدير، آمين.. أمين.

 

لقطة جديرة بالمتابعة :

ظهرت على شاشة قناة الجزيرة المجاهدة جداً جداً لقطة لأمرأة متشحة بلباس الشيفون الاحمر وتضع مكياج ومساحيق تجميل وكانها في ليلة عرسها، وكانت الجزيرة تلتقط لها صوراً لبث همومها وشكواها بأن جيش المهدي قد قتل أفراد عائلتها السنبة رداً على تفجير الحسينية الشيعية قبل ذلك بيومين.

هنا يأتي السوآل : نحن ابناء العراق أهل كرم ونحفظ حقوق الاهل والجيران ونلتزم بعادات وتقاليد عربية اسلامية تلزمنا ان نعلن الحداد على امواتنا المقربين فضلاً عن اموات الجيران، ولكن يبدوا ان التصوير للمشهد التمثيلي لهذه المرأة قد تم في استوديوهات قناة الجزيرة، ولم يتم على ارض الحقيقة والواقع، ولهذا ارتكب كاتب السيناريو غلطة عمره، اذ نسي ان يلبس هذه الشابة ملابس الحداد السوداء، فالى ذلك ننبة مجاهدينا في قناة الجزيرة بأن يحبكوا أكاذيبهم في المرة القادمة عسى ان تمر اكاذيبهم هذه على العراقيين الاذكياء

ودمتم لأخيكم

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com