|
الحد الفاصل بين الصحوة الاسلامية والصحوة الارهابية .. الحلقة الخامسة فاتح منصور السعيد وفي العصر الحديث ظهر ثلة من المفكرين المتعصبين وعلى سابق منوال مرتزقة المعممين واحبار السلاطين بما كانوا يمنحونه للخلفاء من منازل قدسية وطبق ما كانوا يصدرونه من فتاوى في تأليه القتلة والسفاكين من الامراء والسلاطين وان كانوا قد زادوا في الطنبور اوتار ..فقد نهج الكثير من هؤلاء الوعاظ والمفتين على نهج اسلافهم السابقين من كيل الفتاوى كيلا ووهبها جزافا لكل مجرم شقي وفاسقا غوي وتنصيبه (اماما للمسلمين) وحامي حمى الدين او مجاهدا هماما ومدافعا عن المسلمين ومقاومن للمحتلين او شهيدا فقيدا للامة امثال (الزرقاوي ) ومن لف لفه من القتلة والفجرة والاشقياء السفاكين لدماء المصلين والمفجرين للمساجد والمقطعين لاوصال الابرياء والمستبيحين للاعراض والغتصبين للمؤمنات ..! حتى اصبح هؤلاء المشعوذين والدجالين من مرتزقة المعممين مادة دسمة ويافطات اعلامية كبيره تتنافس عليها الفضائيات وتتهافت عليها وسائل الاعلام للمتاجرة الرخيصة المبتذلة في تشويه الرسالة والطعن بالاسلام والاضرار بالمسلمين في اثارة الفتن والتحريض على العنف والارهاب .. وبما إن السباق في هذا الجال من الفتيا هو كبير منظري الجماعات المتأسلمة المفكر الاسلامي (ابو الاعلى المودودي)، وسار على نفس وتائر من سبقه من وعاظ السلاطين ،فاحيى سنة الجور .. فنراه يعطي للحاكم من الصلاحيات ما يطلق العنان ولا حدود لها ، فيقول :( ولي الامر المطاع في حكمه ولا يعصى له امر ولا نهي . والامير من حقه ان يرفض راي الاخرين حتى ولو كانوا اغلبية او اجماعاً. فالاسلام لا يجعل من كثرة الاصوات ميزاناً للحق والباطل. فان من الممكن في نظر الاسلام ان يكون الرجل الفرد اصوب رأياً و أحدّ بصراً من سائر اعضاء المجلس ) نظرية الاسلام السياسي - ص29 فهذه الكلمات هي نفسها المعتمدة عن فيلسوف جماعة الاخوان المسلمين (المودودى) حيث تراهم في مرات يصانعوا وحسب الظروف والمواقف فمرة يرفض الفكرة الديمقراطية من اساسها ومرة يحذلقون الكلمات ويتلاعبون بالافاظ : ( أن المبدأ الرئيس للديمقراطية الجديدة أن الناس بيد انفسهم حكمهم وتشريعهم والى أنفسهم كل تصرف في قوانين يضعونها كما يشاؤون ) ابو الاعلى المودودي –الحجاب/ بيروت ص72 ، فهذا هو نفس فكر الاخوان المسلمين الذين يرون أن (الشعب ليس حرا في اختيار نظام الحكم الذي يريده فالمواطنون معرضون للخطيئة ما لم يلزموا أنفسهم بحكومة تقوم على اسس دينية ) وقد استلهم فكرة (الحاكمية) هذه مؤسس الاخوان ومرشدهم (حسن البنا) في مشروعه السياسي واستغواء الامة والعبور على فجائعها للوصول الى المأرب والحصول على المكاسب من خلال لغة خطاب حماسية تستدرج السذج والرعاع من الناس لمخططات انقلابية غير مسترشفة واقع الامة وما تنوء تحت وطأته وما تصبوا اليه .. فالاستاذ حسن البنا يأبى إلا إن يمضى في طريق النفق المظلم والخواء الفكري والارهاب السياسي هو وجماعته –الاسلامية..! وقد بلور فكرة الحاكمية هذه للجماعات المتأسلمة في العصر الحديث حيث ظهرت متأخرة في كتابات (سيد قطب) ايضاً،وسرت سريان النار في الهشيم لعقول المتحجرين والمتعصبين والاخذ بها وتطبيقها رغم افراطها بالتجاوزات والاساءة والارهاب ،فان واجه (قرضاوى )هذه المعضلة صاغ اعترافه باللغة المراوغة القائلة: (وأنا لا أنكر إن هناك من اساء الى الشريعة على امتداد التاريخ – لاحظ على امتداد التاريخ - فهماً وعملاً لكن ليس هذا ذنب الشريعة فهى منه براء)الاسلام والعلمانية/ ص145 جميل جدا هذا الدلاء، وهو يعنى ان الشأن شأن بشر حكموا بشراً بالظلم والقهر باسم الشريعة وهكذا كانت الشريعة مطبقة وهكذا كانت الشريعة بريئة، فمن المسؤول عما حدث للعباد في دولة الاسلام الذهبية ؟! يكرر (قرضاوى) (إن اخطاء المسلمين وانحرافاتهم على مدار التاريخ – لاحظ مدار التاريخ – إثمهاعلى اصحابها ولا يتحمل الاسلام وزر شيء منها )الاسلام والعلمانية 33 جميل مرة اخرى، لكن هلا صرح لنا من هم هؤلاء المنحرفون والمخطئون على مدار تاريخ الخلافة..؟! وما هي انحرافاتهم واخطائهم على مدار التاريخ ..؟! وما اثرها على الاسلام والتشريع ..؟! وهل هكذا تكون الدولة الاسلامية المطلوب استعادتها دولة العدل والاحسان ؟! وهل هكذا تم رد الحقوق والمظالم لاصحابها ؟! يبدو ان (قرضاوى) مشغول بالدفاع عن الشريعة وليس الناس لان (اسلافه) في الوظيفة كانوا هم القائمين عليها اما لو كان الاخلاص هو المقصد فلابد إن يلحق قرضاوى اعترافه باعتراف اخر : بانها كانت دولة الظلم والطغيان والفساد وليست العدل والاحسان وان عليه وعلى امثاله كي يجدوا احتراماً بين الناس أن يعلنوا هذه الاخطاء ويعتذروا لكل الابرياء في تاريخنا وتاريخ من مسهم شرنا وأذانا في الدنيا!! اعتذاراً تاريخياً يجمعون عليه بدلا من خطابهم المراوغ المختل عن دولة العدل والاحسان التي امتلأت ظلماً وجوراً وبتعبير الخليفة عمر بن عبد العزيز نفسه ..! هذا قوله في اعتراف شديد الوطأة لا تعرف معه ما يجب إن نفعله مع مثل هؤلاء الذين أوهموا المسلمين بتلك المفردات والنظريات وساعدتهم الدول الاسلامية عبر ما تملكه من وسائل تثقيف اعلامية وتعليمية لتأكيد هذه المفردات التي ليست اكثر من معان وافكار لجماعة (متأسلمة) ملوثة بالدم ،ومع إن السلفية تريد الرجوع بنا الى القرن السابع الميلادي وسحب فتاوى تلك الحقبة على واقعنا المعاش من باب الحجر على العقل والغاء نصوص التشريع،،،! ويتناقض قرضاوى حيال الشأن السياسي ونظام الحكم في الاسلام- الحاكمية- فتارة يقول:هو حكم الله وليس البشر وبما إن الله لن يحكم بنفسه فهم قد اختاروا انفسهم للحكم بالنيابة عنه ! ولكنه بعد فترة يعترف بان مسألة نظام الحكم في الاسلام ابدا لم تكن أصلا من أصول الاسلام وبقوله في الجزيرة في 20-02-2005 :(لما سقطت الخلافة الاسلامية وليس للاسلام سلطة دينية، لذلك الاخوان وحسن البنا كانا من ابرز دعاة هذه الفكرة -الحاكمية -)!وتستمر علامات الاستفهام وعلامات التعجب في التراكم التبريري وطمس الحقائق وتزيف الوقائع .. وبهذا اكتفي لئلا يتنفر القارئ الكريم مما يسمعه من خزعبلات وتلفيقات واباطيل على الله وعلى رسوله (ص) واستخفافاً بالامة ودمائها لقاء حفنة من دراهم و فتات زائل ..
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |