|
لا يخالجني شك أن مثل هذا اليوم من السنة الخامسة للبعثة النبوية الشريفة كان قد حمل الى قلب رسول الله البشرى وأنه خفق بها فيضا من الشوق والبهجة والسرور . لم ينقطع عن لسانه (ص) الشكر لله كان اليوم يوم صلاة وشكر، يوم إستقبل بيت النبي المصطفى هدية السماء فاطمة الزهراء (ع) ليسترسل ويبارك منها ذريته الى آخر الزمان( إنا أعطيناك الكوثر فصلّ لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر) ذلك القلب الكبير والفضاء اللامتناهي ماذا لو كان اليوم حاضرا . عذرا صاحبة الذكرى سيدة نساء العالمين ماذا لو كنت اليوم حاضرة شاهدة ترين وتسمعين والأخبار تترى عليك ساعة بساعة، في أي مجلس كنت تحضرين في حفل ميلادك أم في عزاء شيعتك اللذين تنقل الصحف صور أجسادهم من دون الرؤوس وبقع دماء نحورهم على ظهر الطف وانحاء العراق. يا لها من صور تتجدد كل ساعة على مدار الأيام والشهور يا لهم من جناة إختزلوا الرذيلة وقلوب طغاة التاريخ قاطبة عديل شمر ويزيد الخنا والحجاج وصدام صاحب مشاريع القتل الجماعي والتعذيب والتجريف والدماء والحروب القذرة. لا يخالجني شك لو كنتم اليوم حاضرا لكنتم في ساحات المواجهة لن تلتبس عليكم الأمور كما التبست على أمتك . لقد أبلغتموها رسالة وحجة إستوعبتها قلة وتجهمت لها أخرى، وهذا شأن الرسالات والأديان في الأمم(وقليل من عبادي الشكور). يا رسول الله عذرا وأنا أكدّر أجواء البشرى بأخبار من بغداد والعراق ولبنان. وصور مما تجري من أحداث مروعة هي من صنائع مثلث البعث واليهود الصهاينة والمكفّرة الخلف من شر سلف. أين إبن لا دن من أحداث فلسطين ولبنان اليوم وبالأمس لا أثر لهم ولن يكون لأنهم صنائعهم أين دورهم نعم إنه يؤسسون خلايا الفتنة والشر والتكفير في العالم لإسلامي لتفتيت شوكة المسلمين بزرع الفرقة بينهم وضرب بعضهم ببعض يا لهم جناة عملاء . إعتقدنا بأنهم جبناء ولم نخطىء قلة يستكثرهم حياد الأكثرية وتوحدهم إنقساماتهاها وتقويهم وتجرأهم كسلها. هم جبناء ولكنهم إذا وجدوا فرصة للغدر أوغلوا وبالغوا به، وبه يكسبون الجولات ويقيمون الدول ويقمعون الشعوب ويحكمون . هذا هو تاريخهم أمامنا ماثل للعيان فهل من معتبر ؟ ومن يعتبر ؟ كيف هم صعدوا ومن أية حفرة خرجوا. ونحن مع ذاك لا زلنا أبعد من نكون من إستراتيجية الوجود. وأقرب الناس الى ساحة الضياع. وإن لم نتأهب ونعد للمرحلة عدتها سنكون عن قريب قبال واقع سياسي مؤلم وخطير وقد يستمر الى ما قد يصعب التكهن بمداه وستستمر المحنة معه وتعود السنوات العجاف من جديد وفيه تعصرون. لا أدري ماذا وكيف يفكر أبناء المحنة والى متى يستمرون في أداء الدور القديم وعهود الجدل السقيم حيث كنا الضحية لا غير. أعتقد أن الدعوة التي طرقت الزهراء بها بيوت المهاجرين والأنصار وهي آخذة بيدي إبنيه الحسن والحسين(ع) تطلب منهم النصرة للحق تلزمنا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نلبي دعوتها بكل وجودنا صوتا واحدا وعزيمة لن تلين. نحن أمام خيار صعب أن نكون أو لا نكون . أن نتكاتف عن صدق باطن ووحدة قلب ولسان، نعلن ما نضمر وقلوبنا ولساننا سواء. لنذهب الى حرم مولانا أمير المؤمنين الى جوار علي(ع) الى جوار الحسين الشهيد(ع) نعقد هناك الصفقة المثلى صفقة التاريخ والشرف والإباء صفقة كربلاء ومن خرج عليها خائن محتقر منبوذ يستحق اللعنات، نتعهد ونقسم هناك على كتاب الله بشعارنا السياسي الرصين وإستراتيجيتنا الوطنية نحفظ بها قيم العراق وتاريخه وكرامته وإستقلاله الأبدي ووحدة أراضيه وشعبه. لنشهر عن إرادتنا القوية وحجمنا الكبير المتين فحينئذ لا يكون البعث إلا رمادا ولن يبقى محتل ولا تكفيري ولا غيرهم من ذوي العاهات ممن دخلوا العراق وعاثوا فيه الفساد. فإما أن نكون فنعدّ له أو لا نكون فنتنازع وننقسم ونضعف. فالأمة بحاجة الى رؤية نافذة شفافة وموقف يحسم وإرادة شجاعة تنقذ. إن مشاريع الحصص ومفردات لا تحمل روح علي والحسين جائتها المرحلة فتنة لا غير. فالشيعة لم يكونوا يوما دعاة تقسيم ليكونوا اليوم سببا له، وإن فدرلة العراق كما طرحت فعلا وكما تتوسع في إطارها المشروع القومي الكردي المريب الى حد العيان والبيان هي فتنة إستنزاف خطير لنا جميعا . فكروا في مصالح العراق كله بكله من دون تقسيم وتمييز فما لم تتوحدوا في بوتقة المشروع السياسي الكبير والكتلة الأكبر بقوة ستغمركم تيارات عاتية ومعادلات أخطر حين تفوز الحزب الجمهوري في إنتخابات الكونغرس القادمة بعد شهور وبعده سترسي القوات الأمريكية قواعدها الدائمة في العراق في إطار صفقة مع أطراف معروفة وسيكون الخيار أصعب وحينئذ ولات حين مندم. فرسالتنا الى إستراتيجية وعمل أم الى زوال، والخيار لكم، والسلام.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |