الارهاب يضرب التركمان في العراق

عباس الامامي

abas114@hotmail.com

يعرف التركمان في العراق بوطنيتهم وحبهم للعراق وللشعب العراق أجمع، وأنهم قدموا الغالي والنفيس في سبيل الحرية وخلاص العراق وشعبه من حكم الاستبداد والقمع الذي تجاوز حده الى أبعد الحدود.

 وبعد إسقاط نظام الاستبداد والطغيان الذي حكم العراق مدة طويلة، وقف التركمان بسنتهم وشيعتهم على سواء بالدفاع عن العراق الجديد لتحقيق العدالة والحرية المنشودة، آملين تحقيق حقوقهم وآمالهم الوطنية المشروعة والتي سلبت عنهم منذ قيام الدولة العراقية الحديثة، ولم يحصلوا عليها لحد الآن بشكل وطني مرضي يليق بقيمتهم التأريخية والحضارية والوطنية والتضحيات الجسام التي قدموها من أجل العراق وشعبه، والى جانب ذلك بدأ الارهاب البعثي التكفيري بضربهم في الأعماق وفي مدنهم ومناطقهم بقتل شبابهم ومحاولة إغتيال قياداتهم، وكان آخرها المحاولة البائسة التي قام بها ثلة من التكفيريين والبعثيين الجبناء لإغتيال رئيس الجبهة التركمانية العراقية السيد سعدالدين أركيج، وهنا إذ نشكر الله على سلامته وندين الحادث الجبان بكل ما تحمل الادانة من معنى.

 ولا يخفى حيث تم إختطاف شخصين من ناحية تازة في الأسبوع الماضي وبعد اطلاق سراح أحدهما تم قتل الشهيد سالم جمعة زين العابدين 25 عاما برصاصات على راسه وصدره وبعد تعذيب جسدي شديد. ووزعت منشورات موقعة من قبل ما يسمى بمجلس شورى المجاهدين ((البعث التكفيري السلفي)) يطالبون فيها أهالي ناحية تازة بغلق مقرات حزب الدعوة المجلس الأعلى وإلا سيقتلونهم جميعا ويذبحونهم مع أفراد عوائلهم.

 ومساء يوم الأحد حيث فوجعنا بالحقيقة الموجعة والمأساة المزدوجة بالمحنة التركمانية الجديدة، ألا وهي إستشهاد العشرات من ابناء التركمان الشيعة البررة على ايدي الارهابين المتضامنين مع أعداء العراق وشعبه النبيل حيث افادت الشرطة العراقية في حصيلة جديدة ان 26 شخصا استشهدوا واصيب 22 آخرون بجروح وكلهم من التركمان الشيعة في عملية انتحارية في مقهى في طوز خورماتو.

 ونقل شهود عيان بان منفذ الهجوم دخل المقهى طالبا الحصول على جرعة مياه قبل ان يفجر نفسه وسط رواد المقهى. وانهار المقهى وهو مبنى قديم تحت وطأة الانفجار.

ويقع المقهى قرب حسينية الرسول الاعظم الشيعية في الجزء الشرقي من المدينة التي يقطن فيها التركمان الشيعة.

 وفي نفس الوقت يقوم الارهابيون بحرب نفسية في الوسط التركماني ولا سيما في مدينة كركوك بسعيهم لشق وحدة الصف التركماني وبنشرهم أكاذيب ومقولات مصابة بالهلع والهيستريا بأن [[ التركمان الشيعة سيقتلون التركمان السنة]] وأن مثل هذه الأكاذيب والمحاولات اليائسة التي يسعى من خلالها القائمون بها تفكيك عرى الوفاق الأخوي الاجتماعي القائم بين التركمان جميعا للسيطرة عليهم وتهميشهم سياسيا واجتماعيا ليفقدوهم الأمل بالحياة، ومن أجل زعزعة الأمن والاستقرار وشل المجتمع التركماني في العراق للسير قدما في عجلة الديمقراطية نحو الأمام، والكف عن مطالبة حقوقهم الوطنية المشروعة في العراق.

 وكل هذه الأعمال الشنيعة تدل على وجود استهداف خاص للتركمان لاذكاء نار الفتنة الطائفية في محاولة يائسة لزعزعة لحمة المجتمع التركماني ليكون لقمة سائغة لتحقيق أهدافهم الارهابية البشعة، وإن هذه العمليات الجبانة هي من الاوراق الخاسرة التي تراهن عليها زمر القتل والارهاب، وسيبقى التركمان شوكة في عيون كل أعداء العراق من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وسدا منيعا ضد تقسيم العراق.

 المجد والخلود لشهداءنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والصبر والسلوان لعوائل هؤلاء الشهداء والجرحى، والنصر للعراق الجديد وشعبه الصابر الممتحن.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com