ذهبت عبير ياكوثر!! ولكن عطرها لم يذهب

أبو نصرالله الجبلاوي

aljablawi@hotmail.com

لقد تأملت كثيراً أيتها الأخت الكريمة كوثر في مقالتكِ عن عبير تلك الشاهدة الغائبة الحاضرة في نفوسنا ..لأنها أودعت فينا الأمل والتحدي والثأر .. الأمل لأن نواصل دربها ونشم عبيرها وعطرها .. أنها ذهبت ولكن عطرها باق .. ضحت بروحها الطاعرة من أجلك ياعراق .. رسمت صورتك في الأحداق .. وبقيت عنوان لهذا الفداء وهذه التضحية .. والتحدي الذي لم يكن يوماً رهاناً خاسراً لنا لأننا علمنا العالم أجمع كيف نبتسم وكيف نتعلم وكيف نواصل العطاء والحياة ؟ تحدينا كل الطواغيت وعبدة الجرائم ووحوش الغاب الذين أرادوا لشمس بلادنا أن تغيب .. ولكن هيهات منا الذلة والركوع لأوباش الصحراء وأجلاف الفيافي المقفرة الخالية من كل روح وفهم .. والثأر لكل بسمةٍ مفقودة وثغرٍ فقد أبتسامته .. ولكلِ قطرة دمٍ سقطت على تراب وطني المتعطش لتلك الدماء الزكية وقد سقته تلك الدماء بضوعها العطر على مر الأزمنة والتواريخ .. الثأر من هؤلاء المارقين التكفيريين الذين أرادوا لعطر عبير أن ينتهي ولكنه صار عصيٌّ عليهم فأزداد توهجاً وعطراً وألقاً .. لقد وضعت عبير في رقابنا طلب ثأرها ولأن عطرها باقٍ نشمه صباحٌ ومساء فلا يمكن أن نسكت أو ننسى جرح الأيام الموغل الذي أزداد تصدعه وكبر أيغاله في قلوبنا نتيجة بطش أعداء الأنسانية الكفرة الزرقاويين (عليهم اللعنة والعذاب ) بقتلهم الف عبير والف أسير وألف كبير وألأف من الأبرياء .. ليجعلوا أنفسهم أوصياء الشيطان وينصبوا حالهم أمراء فصار هذا المجرم وذاك القاتل الذي ذبح عبير يسمي نفسه بالأمير .. وكلما أزداد جرماً كبرت عمامة الشيطان فوق رأسه وأزدادت نقمته بأزدياد ترسبات وأوساخ نفسه قبل بدنه ورأسه المشعث المغبر المرتوع بالحشرات .. وبقدر ماتنشينا عبير بعطرها .. يزكم هذا الأمير الأبليسي أنوفنا بجيفته وقذارته .. ثقوا بالله أن روائحهم النتنة تسن النفوس وتقتل من يشمها وهم يتبركون بها محتجين أو موهمين أنفسهم بأنها رائحة اليقين التي لاتضر معها أي موبقة يرتكبونها لأنهم بشروا بالجنة وهم فيها ينتشون .. أيُّ عقول ياكوثر تلك التي يحملونها ؟؟!! قتلوا عبير لأن عطرها يزكي الأماكن ويهدأ النفوس .. قتلوها لأن رائحتها تعطرنا بطيبها وتجلي الهموم .. ولأن نتنهم فاح على أهواءهم القذرة لذا قتلوا عبير .. ولكن ياكوثر عطرها باق .. وحبها للوطن باق .. ونحن كلنا فداك مع عبير يابلدي العزيز ياعراق .. تحرسك الأرواح تفديك الأعمار تنظرك الأحداق ..
وعهداً منا ياكوثر سنذكر عبير طالما ضوع عطرها يزهر .. وذكراها في كل عام تمر ومعها صورة عبير تبقى خالدة في العواطف والفكر ..
ذهبت عبير .. لكن عطرها لم ينفذ وذكراها لم تغب .. فهنيئاً لها هذا الحضور في الضمائر والقلوب .. وهنيئاً لها هذا التواجد في جنات النعيم .. وأذكري ياأخية وكل عراقي وكل أنساني عبير لأنها رمز الوفاء .. ورمز الأباء وعنوان العطاء لكل ماهو أنساني معطاء ..

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com