الله وليكم وناصركم ياورّاث شهداء التركمان

 قيصر باقر

 بسم الله الرحمن الرحيم

 الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . 173 سورة آل عمران

 لا يعرف الأنسان التركماني الاّ الحزن ولم يتعود إلاّ عليه ، منذ أزمان قديمة ، وهو مرافق أقدم لنا ، يرافقنا أينما رحلنا وأينما حُلنا، ومنذ أربعين عاما تسلط علينا العدو البعثي وان كان

باسماءٍ شتى يقتل منا كيفما كان وكيفما أتفق وبتهم طائفية وقومية ، واليوم هو هو لا غيره وان كان قد اضيف عليه مسميات جديدة، فقد تحول هذا كالطاعون يأكل بالتركمان وبالعراقيين جميعا ،  هذا هو إجرام العصر

 يوم أمس وبقلوب فاجعة وألم عميق استقبل التركمان, أنباء العمليات الأرهابية الأجرامية التي طالت مختلف المناطق التركمانية من كركوك الى طوز خورماتو ...هذا الأرهاب البشع من طراز غريب وعجيب يستهدف تحقيق أهداف سياسية واضحة المعالم ويتستر وراءها القتلة ويتخذ من الأرض المحروقة نهجا قذرا بضرب الأهداف حيث لايرعى المدنيين العزل وحتى الأطفال  فها هم التركمان يتعرضون ومن جديد الى هجمة أرهابية مروعة لاتفرَق بين الصغير والكبير وتهدف إبادتهم وإبادة وجودهم عن بُكرة أبيهم وتتم أدارة العمليات الميدانية الأجرامية ضد الأبرياء من الشعب العراقي بتحالف الأرهاب الدولي المحترف وبقيادة التكفريين المتطرفين وبقايا فلول البعث النازي الذين تجلببوا وتعمموا ويتكلمون بإسم الأسلام والأسلام منهم بريء بهدف عرقلة العملية السياسية التي ينتظرها التركمان منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ببناء دولة عراقية ديموقراطية عادلة تأبى الأستبداد والتهميش لأي من مكونات الشعب العراقي معاصرة تستمد نهجها وبرامجها السياسية ويخطط لها قادة سياسيون يعتلون حكم العراق يتم أنتخابهم وفق نظام ديمقراطي حرٌ نزيه يعطي لكل تركماني الى جانب أخوانهم من أبناء الشعب بمختلف مكوناته حقه أن يحيا حياة حرة كريمة بعيدة عن الوصاية والأكراه والدكتاتورية والأستبداد   

لقد عمل النظام البائد طيلة حكمه الديكتاتوري على حرمان التركمان من الطائفة الشيعية والسنية من كامل حقوقها السياسية والدينية المشروعة, وكان يخشى ان تتحول التجمعات الجماهيرية الى مظاهرات حاشدة ضد ممارساته الأجرامية وبالتالي الى زعزعة أركان حكمه 

إن العقول التكفيرية الفاشلة في الحياة السياسية تحاول نشر ثقافة الأرهاب الجبان في العراق وتسعى الى نشر الأرهاب والموت في كافة ربوع الأرض وتحت دجل شعارات براقة بأسم الأسلام ودفع رؤوس الشياطين التكفيرية المنحرفة بمرتزقتها المعتوهين من العرب الأجانب الباحثين في مُخيلتهم عن جنان الفردوس والذين وجدوا في عناصر صدام القمعية من البعثيين الهاربين من غضب الشعب العراقي خير حليف ومرتع لها لتهيئة وإعداد عملياتها بقيادة سفاحين ومرتدين

 لقد فتحت قوى الإرهاب والردة بعملياتها الوحشية الباب على مصراعيه وسوف تمارسها في أماكن اخرى وبشكل اشد واكثر قسوة وضراوة اذا لم تكن هناك خطة مدروسة لمجابهتها والحد منها والمسؤولية تقع على عاتق الجميع. فإضافة الى الأهمية الكبيرة التي يجب ان توليها الحكومة العراقية لتكثيف تفتيش نقاط مداخل المدن ومنع المتسللين, وتعاون الناس بإخبار الجهات المختصة والأمنية عن اي مشتبه به والتمتع بالحذر, واجب وطني مقدس يجب التاكيد عليه 

إن رسالة الأرهابيين المعتوهين التي يؤكد على إستهدافهم رموز و مصالح التركمان لإحداث فتنة طائفية وأثنية ولإشعال حرب أهلية داخل العراق وهذا المخطط قد تعرض الى فشل أستراتيجي بعد أن طالت يد الغدر والضيعة ومنذ مدة أبناء وبنات التركمان من تلعفر والسلاّمية وكركوك مروراً بتسعين وبتازة خورماتو وطوز خورماتو وبشير وداقوق وقرة تبة وبمدن وقرى شعبنا على امتداد وطننا العراقي الجريح، بهدف تصفية نضالات وطموح شعبنا في التحرر من الأرهاب والعيش بحياة حرّة كريمة.

 وإن إستهداف رئيس الجبهة التركمانية وكذلك إستهداف المدنيين في تازة خورماتو وتهديدهم بالقتل التصفية على الهوية وإمحاء وجودهم من على أرض العراق إن لم يغلقوا مكاتب الأحزاب الأسلامية في المنطقة ...وأستمر المنوال الأرهابي حتى يوم أمس حيث وقعت الواقعة وفجَر أرهابي نفسه داخل مقهى تركماني شيعي في وسط جموع لأبناء التركمان الشيعة البررة في طوز خورماتو حيث سقط 28 شهيدا وجرح أكثر من خمسين من الأبرياء التركمان 

وسط كل هذا فاليوم نتذكر هؤلاء الأبرار, وذويهم حيث تتراكم سحابات الدموع في عيون الأمهات والأباء والزوجات والبنات والأبناء , في صباح يوم العزاء الأول , لكنهم يكبرون بآلامهم , ويكابرون وهم يذرفون دموعهم متأسين بأسارى كربلاء , فالرؤوس مرفوعة , وفي القلب عزة وعزاء , وهم يرددون قول رسول الله حيث القلب يحزن والعين تدمع ولانقول شيئا يغضب الرب أيها الشهداء الأبرار لأنكم في الجنة والرضوان وفي ذاكرة التاريخ وعقول وقلوب المخلصين من أبناء الوطن الجريح 

وأن قوائم الشهداء التركمان أصبحت لا تتسع لها الورق وأسماء لاحدود لها ماتتضمن قوائم الشهداء والمغيبين وضحايا السلطة البائدة ، متى سننتهي من معاناتنا وآلامنا ومصائبنا ؟ متى نلم أحزاننا ونداري جرحاتنا وننسى أوجاعنا ؟ بعد ان خلصت أرواحنا وكدنا نفقدها من فقدان أولادنا وفراق أحبتنا ولكننا سنبقى متأسين برسول الله محمد وأهل بيته الأطهار وأصحابه المنتجبين بالصبر على الأذى ونلملم كل جراحاتنا وآلامنا حتى تحقيق طموحات شعبنا الأبي الممتحن

 وسوف نقف بكل ما أوتينا من قوة وايمان وصلابة ضد إرجاع عقارب الساعة الى الوراء

 "هيهات منا الذلة"، موقف يتجدد كل عام، وعهد متجذر في الأرواح والإرادة.. وإن الحق لا تقهره السيوف، وإن النفوس الأبية تأبى الهوان وإن العالم يقف مشدوهاً وفاغراً فـــمه تجاه مايظهر من الجازر والمآسي الأنسانية في العراق، وتبدو المأساة اكبر حجماً حين لا تبدي المنظات الانسانية والمطالبة بحقوق الانسان اي اكتراث لهذه المأساة البشعة التي حلت بالتركمان منذ سنين طوال أسماء الشهداء التركمان لايميزها سوى إنها الأكثر عطاء للعراق، فأنصفوا هذا العطاء الذي أوصل لكم العراق بحالته هذه وقبل ان يتمكن ان يحيله التكفيريون أرضاً بلا بشر.

 فلتتحد الأيادي والأرادات الخيرة من أجل وضع حد للأرهاب وإيقافه ، وإلا فانه سيأكل الأخضر واليابس ، وستعم المصيبة على الجميع ولن يفلت منها احد

هذا اليوم الذي يكون شهداء التركمان الشيعة في طوز خورماتو من الأطفال والشيوخ والنساء والأجنة غيلة وحقدا ذكرى لمجزرة رهيبة وذكرى ليوم أسود كئيب ظهرت فيه بشاعة الغدر وقبح الأرهاب الدامي الهمجي ..فأنها تكون ذكرى البطولة التي يواجه بها شعبنا التركماني كل مرحلة من مراحل نظاله على طريق نيل كامل حقوقه والعيش الكريم وعلى طريق نيل حريته الأنسانية ودوره الحضاري في العراق الجديد

 أننا نواجه اليوم مرحلة تاريخية ومصيرية وعصيبة جداً، وأول ما نحتاجه في مواجهة هذه المرحلة هو الإحساس بالمسؤولية وتحملها في مواجهة الارهابيين والتكفيريين الذين لا يريدون للعراق وأهله غير الشر والبلاء والفتنة والقتل والتخلف

 المجد والخلود لشهداء طوزخورماتو التركمانية

 المجد والخلود لشهداء شعبنا التركماني والعراقي العظيم

 والصبر والسلوان لعوائلهم المنكوبة

 العدالة والحرية والديمقراطية والعيش الكريم لوطننا وشعبنا المظلوم

 والخزي والعار للخنازير الأرهابية العفنة أعداء الأمة والمتأمرين عليها

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com