|
أميركا والبحث عن المصالح وسط بحور دم عراقيه رائـد محمـد / كاتب عراقي مستقل المجازر الوحشية التي يرتكبها التكفيريون والصداميين والبعثيون بكل إشكالهم وتوجهاتهم العبثية ومن خلفهم يقف سادتهم ورعاتهم الاميركان بحق المواطن العراق لم تأتي من فراغ أو لمجرد القتل لإشباع الرغبة الحيوانية التي تتملكهم بل تأتي من خلال تنسيق ورغبة جامحة للانتقام من بسطاء المواطنين لزعزعة الثقة ولتكبير الفجوة بين القادة السياسيين والشعب ولها أسبابها الموجبة التي تجعل من القتلة يبحثون عن النقطة الأضعف في العملية لتوجيه حقدهم ولتفتيت الجبهة الداخلية. المجزرتين التين وقعتا في طوز خرماتو والمحمودية لم تكن ألا حلقة من حلقات هذا التوجه البغيض الذي تتمناه وتتبناه السياسة الأميركية الجديدة في العراق لأسباب عديدة منها حصرا وليس أجمالاً. أولا. أبعاد الإرهابيين عن قطعات الجيش الأميركي والتقليل من الخسائر الأميركية قدر الإمكان. ثانيا. أظهار الأجهزة الأمنية وقوات الجيش والشرطة الوطنية على أنها قوات عاجزة عن حماية المواطن والشارع العراقي أجمالا. ثالثا. إسقاط الحكومة بأسرع وقت ممكن للتعجيل بإعلان حكومة طوارئ والعودة إلى المربع الأول. رابعا. معاقبة العراقيين عموما على موقفهم الذي اتفق علية لأول مرة وبكافة شرائحه على مساندة لبنان ضد العدوان الإسرائيلي. منه هذا لابد من الوقوف ولو وقفة قصيرة على هذه الأسباب وموجباتها للتحليل الذي سيؤدي بنا إلى فهم الأمور على حالها وكما هي بدون تشويش وبدون خلط للأوراق..... ...ضحايا الإرهابيين اقل من ضحايا الميليشيات...مقولة للسفير الأميركي في بغداد تؤكد لنا التوجهات الحقيقية للسياسة الأميركية الجديدة في العراق بعد أن شعرت أميركا أن الخسارة في العراق والخوض في المستنقع العراقي هي ماثلة للعيان ولا تستطيع ترتيب أوراقها فيه مايكفل لها السيطرة على الوضع السياسي في حالة انسحابها منه وإنهاء واقع الهيمنة العسكرية وتسيير البلد وفق رؤيا عسكرية حازمه , أن هذه التصريحات وغيرها من التصريحات لزلماي وكل القادة العسكريين الميدانيين الاميركان هي جزء من صفقات أميركية مشبوهة غير معلنه لإمالة موازيين القوى في الساحة العراقية ورمي كل الأوراق على الطاولة واختيار منها مايلائم العملية أميركياً دون أن يكون هناك حساب لدماء الشعب خاصة وان القتلى بين الجنود الاميركان في العراق رقم قد يرتفع ومخيف بالنسبة لساسة واشنطن لذا فان البوصلة ألان تتجه إلى غير اتجاه في جعل الفكرة هي التقارب مع فلول البعث والصداميين واد خالهم في العملية السياسية لغرض أحداث النقلة النوعية التي تريدها أميركا من خلال أبعاد القوى الشيعية باغلبياته إلى الساحات الخلفية ومحو تأثيرها على قيادة الشارع العراقي مما يستوجب هذا التنسيق مع كل القوى الإقليمية ودول الجوار وتوضيح الأمر على أن هذه القوى وان سيطرت على الحكم سوف ترمي كل ثقلها وتميل كفتها لصالح إيران مما يسبب الهلع والخوف لدى دول الجوار وألا ماذا يمكن تفسير الابتعاد الخليجي من العراق رغم أن رئيس الوزراء السابق الدكتور الجعفري والحالي المالكي قد بداءا في مشروعهم السياسي من خلال هذه البوابه. ((تنشغل الولايات المتحدة في العراق في حرب خسرتها فعلاً في الوقت الذي فقدت فيه رؤيتها لصراعٍ ربما كان لا يزال هناك وقت لكسبه. كان الهدف الأساسي للولايات المتحدة هو جعل العراق نموذجاً للمنطقة: حكومة ديمقراطية علمانية تتبنى حرية السوق وتؤازر مصالح الولايات المتحدة ولا تعادي إسرائيل علناً))1 هذا المشهد الأكثر واقعيه التي تبنته الولايات المتحدة من خلال تجربة السنوات الثلاث في العراق بحيث أصبحت الحسابات تتداخل مع الصعود المفاجئ للإسلاميين الشيعة وسيطرتهم على أغلبية البرلمان ورفض العلمانية التي ربتها أميركا وصرفت عليها بخسارتها في الانتخابات بصورة مهينه مما جعل الفكر الأميركي تجاه العراق ومشروعة يتحول إلى الجانب الأخر في تهيئه ورسم كل الخطط من خلال اللعب بورقة الطائفية واحتضانها وتهيئة الأجواء الملائمة للحرب الأهلية للمرور بعد ذلك إلى مرحلة إلغاء كامل للمشروع الديمقراطي لترتيب الوضع على نحو تريده أميركا لأننا مازلنا نسمع نغمة أن الانسحاب من العراق يؤدي إلى عواقب كارثية على العراق والمنطقة بينما نجد أن الاميركان أنفسهم يحاولوا أضعاف القوى الأمنية والجيش العراقي وعدم إعطائه الدور الكامل في محاربة الإرهاب وعدم الاهتمام الكافي بالناحية التسليحيه رغم المليارات التي صرف على هذا الجيش ورغم الارتزاق الكامل في بعض الدول العربية لتدريب قطعات الجيش والشرطة بينما في ماضي الزمن كان هم أنفسهم يتدربون ويحصلون على شهاداتهم من الجيش العراقي وإذا كان الاميركان يفكرون بهذه الطريقة التي تخدم مصالحهم دون الاهتمام بمصالح العراقيين فان الوضع سيزداد سوءاً وسننقاد إلى فوضى لاتحمد عقباها , ربما البعض يريد الحل أقول أن الحل الغير معقد لكل هذه الأمور يتمثل بمايلي. أولا. وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال الأميركي يكون واضح المعالم لسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين. ثانيا.مراجعة الاتفاقات التي عقدت بين الحكومات المؤقتة والولايات المتحدة الاميركيه والغاء قرارات الحاكم العسكري بول بريمر. ثالثا. الاستمرار، ضمن الحد الأقصى الممكن، بنقل المسؤولية الكاملة عن الأمن إلى القوات العراقية في المناطق التي لا يُتوقع أن تتدخل فيها قوات التحالف إلا في الحالات الطارئة فقط. رابعا.البدء فورا بأعمار المناطق الاْمنه ومكافئه هذه المناطق بتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي. خامسا.التطبيق الفوري والصارم لقانون مكافحة الإرهاب واجتثاث البعث.
1. منظمة انترناشونال كرايسز جروب
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |