|
ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم محمود الوندي حلت ذكرىالثامنة والأربعون لثورة 14 تموز المجيدة الذي هب الجيش العراقي الباسل بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم وأخوانه الضباط الأحرار لأسقاط النظام الملكي ، والتي دعمتها الجماهير الشعبية ، وحيث عملت على تحرير الأنسان العراقي من عبودية الأقطاع وهمجية الأستغلال والظلم ،وتحريرالعراق من الهيمنة الأجنبية ، لقد وضعت العراق هذه الثورة العملاقة التي هـز العالم وبالذات منطقة الشرق الأوسط في موضعه الصحيح من الناحية السياسية والأجتماعية والأقتصادية، بالطبع بأن هذا الوضع الجديد للعراق كان بمثابة الخنجرفي عيون أعداء العراق الممثلين بالدول العربية والأسلامية المحيطة بالعراق كما هو اليوم . لقد بارك الشعب العراقي ثورة 14 تموز وقادتها وعلى رأسهم الشهيد عبد الكريم قاسم ، بسبب ما عاناه من ظلم وقهـر وأستبداد وسجون وأعتقالات زمن العهد الملكي، وقد لمع نجم الزعيم عبد الكريم قاسم أبان تلك الحقبة من الزمن كقائد عراقي ، وأستبشرت الجماهير أن القدر أنصفها برجل متواضع بسيط جاء على صهوة ثورة نقية بكل المقايس ، الذي كان يناصرالفقراء والمظلومين،ومحاولته رفع مستوياتهم على أصعدة الصحة والتعليم والمشاريع الخدمية وأصبح أمل الطبقات المسحوقة في العراق ، فهو أول زعيم عراقي وطني تولى الحكم العراق منذ تأسيس الحكومة العراقية ، وقائد ثورة وطنية مجيدة حررت العراق من التبعية للدول الأجنبية وحلف بغداد، التي تتجلى شخصية الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم بكل عظمتها وبهائها وحكمتها وإنسانيتها . رغـم قصر الفترة التي حكم فيها الـزعيم الخالد عـبد الكريم قاسم ، ولكن عمل وجاهد في سبيل عزة وكرامة العراقيين وسعادتهم وتوجيه طاقـتهم نحو البناء والأعمارمن أجل بناء عراق قوي مستقل ومزدهر وتحققت الأنجازات الضخمة خلال فترة حكمه القصير، والتي تعتبر بحق الفترة الذهبية في تأريخ العراق المعاصر،لأن إنجازاته كانت كبيرة، أذكر بالذات حماسه وهو يعدد إنجازات لتحسين أحوال الناس الفقراء ، في حين وزع الأراضي على الفلاحبن وبنى البيوت للفقراء وعلماً أنه لا يملك بيتاً وكان ينام على الأرض في مكتبه المتواضع في وزارة الدفاع ، ففي عهـده كان جميــع الأطياف العراقي سواسية في الحقوق والواجبات أمام القانون ولم يخطربـبالـه قط أن ينحاز الى شريحة ويفضلها على أخرى . أودأن أذكرلكم بانني عاشرت شخصياً تلك الفترة عندما كنت صبياً وهي فترة حكم الزعيم عبد الكريم قاسم من التأريخ التي أمتدت ما بين ( 14 تموز 1958 حتى 8 شباط 1963) ذلك اليوم الأسود من حيث جثم البعث على صدر الشعب العراقي أكثر من أربعة عـقـود ، وأن الأحداث التي شهدتها هذه الـفترة لازالت في ذاكرة الكثيرين من العراقيين الذين عاشوها . للأسف بعد ستة أشهر من قيام الثورة 14 تموز 1958 تأمرعبد السلام عارف على شخصية الزعيم ومحاولة أغتياله ومستخدماً عبد الناصر ومشروع الوحدة سلماً (درج) لأغتصاب السلطة ، ومحاولته أن يسرق الثورة وحلم أبناء شعبنا بتعاون مع البعثيين والقوميين وحتى الأسلاميين وبدعم دول الجوار، بحجة دعواته منذ الأيام الأولى لقيام ثورة للوحدة الفورية مع العربية المتحدة ،( فقد وجدناه عندما أمتلك السلطة دون منازع ،وبعد أن ذاق نعيم السلطة يبتلع كل دعواته لإقامة الوحدة مع العربية المتحدة ) ، وكان بدايـة الطـريق لـلمؤمرات والأنقلابـات ، ًالتي تحاك وتخطط لها من خـلف الكواليس ضد الثورة والجمهورية الوليدة من كافة الأطراف ، وخاصة البلدان العربية والأسلامية المجاورة المتواطئة مـع الدول الكبرى والصهيونيـة ومع عـملائهم في داخل العراق من عسكريي البعث وشذاذ الأفاق من المجرمين الذين يتبعونهم من تجار ورجال الدين وأقطاعيين ، الذين تضررت مصالحهم نتيجة للقرارات الوطنية التي أتخذتها الحكومة العراقية ، وخاصة بعد صدورقانون أصلاح الزراعي كان مكساً للفلاحين الذين كانوا يظطهدهم الأقطاع ، وبيان رقـم (80 ) لتأميم النفـط الذي أعادت حقـوق العـراق في ثروته النفطية من الشريكات الأجنبية ، وقوانين الأسكان وتـوزيع الأراضي على الفـقـراء وأنشاء المجمعات السكنية للمسحوقين ، لذلك تحالفت هذه القوى الشريرة والظلامية بعد ثورة الرابع عـشرمن تموز وأزدادت من جهودها المشبوهة من التأمرعـنها ، كمحاولة لـئيمة للأنقضاض على ولـيـدة هــذه الثورة وتشوية سمعتها وسمعة قائدها وجماهير الشعب التي ألتفت حولها ، لابد من الأشارة هـنا الـى أن الـزعـيم عـبد الكريم كان رجلاً عطـوفاً ورحوماً (عـندما قام عبد السلام عارف من محاولة أغتياله في غرفته أدت الى أكتفاء بأبعاده وتعيينه سفيراً في ألمانيا ) ، وكما أستغـل سمو أخلاق الزعيم وتمسكه بالـقـيم والأخـلاق العـراقـية الأصيلة ، وقد وجد الأعداء في ذلك الفرصة لكي يؤثروا على نمط تفكيره وقراراته ، هـذه البديا ت تنامـت وتطورت مـع الوضع السياسي في الـبلاد أنـذاك ، ولعـبت أيضاً الفـتاوي التي أتي من علماء الديـن والتي كانت تعـلق في كل مكان دورها المتميزفـي تغـذية العداء للثورة وزعيمها لتصل الى ذلك الـيوم المشؤوم فـي التاريخ العراقيين في 14 رمضان من شباط 1963 ، وكانت كل تلك المؤامرات بتخطيط من المخابرات الأمريكي وأموال تجارعرب . ظـل الزعيم عبد الكريم قاسم حياً في قلوب أبناء العراق ومقياساً للوطنية والأنسانية والشجاعة والنزاهة ونكران الذات ، وأن شعبية الزعـيم كان عالياً بين العراقـيين وخاصة في وسط الطبقـات الفـقيرة والمسحوقة ، ولم يشهد العراق قبله ولا بعده مثل نزاهة عبد الكريم ووطنيته على مرالعصورمن تأريخه الطويل يشهد بحقه الأعداء قبل الأصدقاء ،وبقى صوته يمتلك الحقيقة دائماً وقـد كلفة حياته وفـاءً للشعب العراقي والذي ضحى من أجله وأستشهد في سبيله ، وكان في رأي الجميع مثال للشجاعة ولنكران الذات والتضحية والأمانة الوطنية الخالصة التي سوف لـن يجـود العـراق بمثلها . في هذه الأيام التاريخ يعيد نفسه ولكن بمسمات أخرى أو بشكل أخر من لعبة خلط الأوراق ففي الوقت الذي نعمل فيه على بناء عـراق جديد بعـد سقـوط نظام البعث ، حيث يشتد الصراع بين الشعب العراقي وبين فـلـول النظام الصدامي والزمرالأرهابية المتسللة من خارج الحدود بدعم مالي وتسليحي ومخابراتي من دول الجوار من جهة أخرى ،وتحاول هذه الأطراف لأفشال عملية الديمقراطية في العراق وتطلعات المواطن العراقي مرة أخرى ، كما فعلت سابقاً ، وحيث إحتل الجهاد مكان الدعوى القومية الناصرية الفاشلة وأحتلت السيارات المفخخة والعبوات الناسفة مكان رشاشات بـور سعيد ، كما عادت نفس الوجوه المجرمة الكالحة لوظيفاتها الحقيقة بتـقتيل وتشريد أبناء شعبنا بحجة جديدة هي مقاومة المحتل .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |