|
تـــُباد الشعـوب وتتحطم بنى تحتيه لتـَـنـعـم القاده الباحث الاقتصادي عبد الاخوة التميمي حاله محزنه اذا ما قرأنا التاريخ كونه مجموعه احداث بعيده عن واقعها الاقتصادي السياسي الاجتماعي على اساس من الحتميه القدريه البعيده عن ارادة البشر وحاجاتهم التي تستند الى واقع عيشهم المرتبط بصراعاتهم الاقتصاديه والاجتماعيه ... وللدخول المباشر فيما يجب طرحه بعيدا عن الاستطراد الممل المنطلق من العواطف والمشاعر السطحيه و بعد ان اطلعت على اراء الكثير من المحللين السياسيين والاقتصاديين وعلماء النفس واجتماع وتاريخ بالاظافه الى اصحاب القراراو من مختلف الدول كبيرها وصغيرها عن مجريات احداث واسباب نشوء وتدهور او ضاع في عالمنا ولكن ما دعاني للتوقف دراسة وردت لبريدي الالكتروني من المحلل السياسي والاعلامي الاميركي (توماس فريدمان) يقول فيها – مانشهده في كل من العراق والاراضي الفلسطينيه ولبنان هو سعي الاحزاب الاسلامويه لاستقلال الديمقراطيه والانتخابات في تحقيق هدفها الرئيسي الذي طالما تطلعت اليه اسلمة العالم العربي الاسلامي ...ويقول (فريدمان) وبالنتيجه فقد سيطر الجناح العسكري الصغير من حركة (حماس) على كافة خيوط السياسه الفلسطينيه اليوم بينما يفعل الشئ نفسه (حزب الله) الشيعي المدعوم ايرانيا في لبنان على رغم كونه لايشكل سوى اقليه ضئيله في مجلس الوزراء اللبناني .وفي العراق ايضا يتكرر الشئ نفسه تقريبا مع الاحزاب والميليشات الشيعيه المدعومه من ايران ..والملاحظ ان هذه الاحزاب والجماعات لا تكتفي بالسعي لان تكون لها اليد الطولى في الديمقراطيه الناشئه في بلدانها فحسب وانما تنافس بعضها بعضا من اجل فرض نفوذها اقليميا .وعليه يمكن القول انه جرى اختطاف التجربه الديمقراطيه التي شهدها العالم العربي الاسلامي في اعقاب (11 سبتمر) وذلك ان انتخابات حره ونزيهة قد جرت في كل من لبنان وفلسطين والعراق. ولاجدال كذلك حول مشاركه الملايين من الناخبين العرب والمسلمين في تلك الانتخابات .تعبيرا من شعوب المنطقه عن رغبتها الاكيده في تشكيل حياتها ومستقبلها .ولكن بالنظر الى ضحالة جذور شجرة الديمقراطيه في هذه المنطقه مصحوبه باضعاف الاغلبيه المعتدله وترحيبها.فقد افرز لنا العالم العربي الاسلامي اسوأ ما في التجارب الديمقراطيه على الاطلاق.وقد تجلى هذا السوء في وصول احزاب اسلامويه الى السلطه عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع .غير انها تصر على تمسكها بميليشاتها الخاصه.وتمتنع عن تحمل كافة المسؤليات التي تقع على اية دوله ذات سياده وترفض ان تكون الحكومه الجهة الوحيده المسؤولة والرقيبه على كافة الاسلحه. هذه الاقوال اجتزئتها من مقال طويل ارسل لبريدي الالكتروني كوني عضوا في المركز الدولي لدراسات اميركا والغرب. هذه اولا. ثانيا:وردني من نفس المصدر ولكن من (روس كولفين) وبطريقه تبدوللقارئ انها تختلف في اقترانها بما سبقها في اولا.لكنها تترابط في وحدة موضوع وجدت من المناسب الخوض فيه بهذا الشكل كون ذلك يشكل اجزاء مكملة لجسم الواقع المتهرئ ومن غير الممكن الوصول الى نتائج صحيحه من دون دراسه اجزائه الاخرى ومن ثم الوصول الى ربط بعضها بالبعض الاخر. يقول (روس كوليفين) سيقدم مكتب المفتش العام لاعادة اعمار العراق تقريرا للكونغرس الاميركي في هذا الشهر (تموز 2006) تؤكد مسودة هذا التقريران الفساد يبقى يشكل (تحديا) ضخما لحكومة العراق وتقول (جنغز كروز) نائبه المفتش الاميركي في بغداد .ان هذا الامر على درجه كبيرة من الخطورة .بحيث يستوجب تعاونا دوليا من اجل مكافحته.وتقول ايضا ان الفساد يوجد على كل مستوى من مستويات الحكومه وفي كل وزارة من وزاراتها .ان الفساد وهو اكبر التحديات التي تواجه المسؤولين العراقيين .وياتي على قمة الفساد عمليات تهريب النفط الذي يشكل شريان الحياة للاقتصاد العراقي المحطم .وبعد ان تحدثت عن سرقة (4)مليارات دولار وتورط مسؤولين اميركيين في الفساد ووزراء عراقيين تعرضت الى قضايا مذهله لا اريد ان اجعل من بحثي هذا مجرد نقل لاقوال ولكن للضرورة احكام ورب سائل يسأل ما علاقة الفكرة الاولى بالثانيه. للجواب ..تؤكد صحة ترابط السياسه بالاقتصاد وذلك عندما يحصل التخلف تكون السياسه في خدمة الاقتصاد وفي حالة التطور والتقدم يكون الاقتصاد في خدمة السياسه... يقول الكاتب والباحث الاسرائيلي (يارون ازراحي)-اجريت انتخابات حرة ونزيهة في كل من العراق ولبنان وفلسطين.وكانت التكهنات الغربيه تتوقع ان تسفر تلك الانتخابات عن حكومات شرعيه قادرة على لجم العنف الى جانب تحملها لعبء مسؤوليات الحكم والقيادة غير ان الذي حدث في البلدان الثلاثه المذكورة ان تمخضت الانتخابات اياها عن حكومات ليس لها من السياده الا مجرد حبر على الورق وبالنتيجة فهي ابعد ما تكون عن بسط سيادتها على ارضها وحدودها الجغرافيه وكان السبب في انتخابها يكمن في فساد الاحزاب العلمانيه الحكوميه في بلدانها ..بيد ان مشكلة الاحزاب الاسلامويه هذه تكمن في تمسكها باجندتها واهدافها الطائفيه بدلا من خدمة المصالح الاجتماعيه ما ان تبلغ سدة الحكم.. للحقيقه نقول ان ما جاء به (فريدمان و ازرا حي ) بقدر ما يحمل من الصح فانه يتحمل الخطأ الفادح ايضا لاعتباريين اساسيين.الاعتبار الاول عدم نزاهةالانتخابات خصيصا في العراق كما صرحت بذلك مفوضية الانتخابات نفسها.بالاظافه الى الاغطية الفقهية والعرقيه والمناطقيه للسياسه وتاثيرها المباشر وغير المباشر على امزجة وعقول الكثيرمن الناخبين.كذلك فان الخلل يكمن في كون الاحزاب والحركات التي فازت بالانتخابات لم تكن اكثر نزاهة من الاحزاب العلمانيه ولو ان الفساد المالي قد وصل الى مراحل متقدمه في عهدها (الاحزاب العلمانيه) ولكن ما هواكثر مدعاة للاحباط ان الاحزاب والحركات الدينيه هي الاكثر تأثيرا على الشارع العربي والاسلامي فنتيجة للحكم الاستبدادي الذي مارسته حكومات قمعيه باسم العلمانيه والتي عملت عقود طويله من الزمن لتستطيح الجماهير وابعادها عن ادراك مساوئ الحكام وبقي الجامع المنقذ الوحيد لتطلع الجماهير مما حدى بالمتصيدين وبغفلة سذاجه من الاستحواذ على عقول الكثير من ابناء شعبنا الذين تربوا على قيم دينيه واجتماعيه عاليه والاستحواذ على عواطفهم ومن ثم تخندقهم ضد مصالحهم و تمترسهم فكريا ضد اسباب التطور بمفاهيم خاطئه بعيده عن روح الاسلام السمحاء والتقاليد الانسانيه في التعاون والمحبه. ولعجز الاحزاب الدينيه والعرقيه عن وجود اجنده تغيير اقتصادي سياسي اجتماعي ترتفع الى مستوى التطور الحاصل على مستوى العالم المتمدن .حسب طبيعة ونمطية التفكير السياسي الايديولوجي لهذه التيارات والاحزاب تاريخيا باستثناء النظام العلماني في تركيا الذي تميز بخصوصيه افكار مصطفى اتاتورك وشجاعته في منهجيته واعادة خارطة تركيا بعد ان مزقتها حروب الامبراطوريه العثمانيه التي كانت تمتد الى اكثر من قارة انهارت بلحظة تخلفها وغيبية قيادتها التي اسست لمستنقعات الجهل والتسطيح الفكري . ان نضرب مثلا باتاتورك كون تركيا الدوله الاسلاميه التي انتزعت من جسمها شرنقة التخلف الفكري لكنها دوله اسلاميه على صعيد تعداد الدول الاسلاميه الاخرى لها حقوق ما لغيرها على الصعيد المحيط الدولي الاسلامي. واستطاعت ان تتخلص من التشرذم الطائفي بغض النظر عمن يعترض على بعض السلوكيات هنا او هناك وكلها قابله للتصحيح كونها دولة مؤسسات لادولة هذا الحزب الديني او تلك الطائفة كما حصل في لبنان والذي ساتوقف عنده بعض الشئ كون خلط الاوراق يجب ان لايكوّن غشاء على بصيرة الباحث صحيح ان اسرائيل تمتلك اسلحة فتاكة وقدرة عسكريه تفوق بقدرتها اضعاف مايملكه حزب الله وحتى الدوله اللبنانيه.ولكن صحيح ايضا ان لاسرائيل مخططا اكبر من ضرب حزب الله ولبنان على حد سواء وهذا ما يفرض على حزب الله التزامات ومسؤوليات تصنع منه كيان سياسي ديني بمستوى الحدث وهذا لم يحصل ابدا ولم يحتسب او يتعظ من مغامرات الحكام العرب وفشلهم الذريع بعد ان كلفوا الشعوب العربيه ارواحا واموالا كثيرا جراء مزايدات لن نجني منها الا الجهل والتخلف والفساد بالاظافه الى المواقف الانتهازيه بين قطبي الصراع الدولي الاتحاد السوفيتي السابق الذي انهار هو الاخربعد ان ملآ العالم بثقافة النظام الرأسمالي (نمر من ورق) التي ألت بالنتيجة الى سقوط المعسكر الاشتراكي كنظام عالمي بواقع فاق جميع التصور ولم يكتفي نظام العولمه الامريكيه بهذا الحد بل خرست اصوات من عبأ العالم الاسلامي بثقافة الشيطان الاكبر وجعلت الكثيرمن انصاره يبحثون عن موطئ قدم في عالمه لجني مصالح خاصه منه .وهذا لا يعني ان النظام الجديد بلا شرور ولكن على القوى الدينيه ان تحتسب لردود الافعال الاخرى ومنها حزب الله وان لا تجافي منطق العقل والحكمه وعل الشكل التالي .ونبقى في الشأن اللبناني: 1- يجب ان يكون الخطاب داخل البرلمان اللبناني ويخضع للمشروعيه الديمقراطيه في تحمل الحكومه اللبنانيه مسؤولية ما يحدث كونها معنيه لا متلقيه ومسؤولة عن السياده والارض والشعب والكرامه اللبنانيه. 2- يمكن ان يصار الى تحرك لبناني على الصعيد العربي والامم المتحده وتحميل الاسرة الدوليه مسؤولية الانتهاك كونها معنيه بتهديد السلم وحقوق الانسان وهذا لايمنع الدفاع عن النفس والرد المناسبيين بعد ذلك. 3- اذا احتلت اسرائيل الشريط الحدودي الجنوبي سيكون ذلك مبعث قلق وتوتر دائم واستنزاف بشري ومالي وستكون له اثاره السلبيه البليغة. 4- ماذا سينجم عن هدم البنيه التحتيه وسفك دماء الابرياء من الشعب اللبناني ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟ كل ذلك لايعني ان العالم سيقدم لاسرائيل اكاليل من الزهور بل سيحصل مايلي: 1- زيادة مشاعر التطرف الديني والقومي العربي ضد اسرائيل التي ستجعل من التطور سبّه واسيجة للتخلف التي ادمنت شعوب الشرق على تسويغها وعنصر رفض ضد الاستثمارات التي يمكن ان تكون وئام بينهم من خلال ورش العمل المشتركه وعامل جذب لخلق بيئه حضريه تتناسب ومعطيات العولمه لاعنصر رفض واداة لتقوية الارهاب وتغذيته. 2- خسارة اسرائيل الكبيرة جراء تهورها بالرد غير المقنع على خطاب لايخلو هو الاخر من انفعال غير محسوب مسبقا ان كان هذا الخطاب لبنانيا خالصا ولم يحتسب لدولة لها من المغامرات ماكلف العرب كثيرا من الخسائر جراء خطابات فارغة الا من الحماس الناري الملتهب بمشاعر اججها اعلام الانتفاخ الاجوف. 3- ستكون اثارها مدمرة لاسرائيل اذا ما علمنا ان الشعب الاميركي بدأيستغيث جراء الضرائب التي تفرض عليه ومن بينها اخر صرخات الكاتب الاميركي المعروف(توم مالثز) في 12 تموز 2006 ومقاله القيم الذي ينتهي ب(انا غاضب لان مجموع ما قدمه الشعب الاميركي لاسرائيل قد وصل الى 133,93 مليار دولار التي هي اكثر ازدهارا اقتصاديا من معظم البلدان الاخرى في العالم وتستعمل معظم اموالها لتقوية جيشها واضطهاد الشعب الفلسطيني). واخيرا علينا ان لانجعل من عوامل الاضطراب والقلق عملا مبررا للاحباط ولكن بشرط ان نتعامل مع الواقع ليس من منطلق الاقرار به كواقع حال ان كان سيئا بل بالعلم والعمل على تغيره مع الاخذ بنظر الاعتبار كل اسباب التطور والعمل باصرار غير قابله للتاويل المتخلف باعتبار الانسان قيمه عليا وهدف سام وبرامج اقتصاديه وسياسيه وخدميه وحقوق مدنيه تهدف الى اسعاده بغض النظر عن لغته ومعتقده ولونه وجنسه ودينه وان لانكون اوصياء على طريقة تفكيره .وهذا لم ولن يتحول الى حقيقه مالم تتجذر الديمقراطيه كنظام يشرف على مؤسساتها من يؤمن بها.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |