|
لتصمت بعض الأفواه الطائفية أو البعثية المغرضة وليدعوا البصرة وشانها
وداد فاخر* / النمسا
عجيب أن ترتفع بعض الأصوات النشاز لغرض طائفي بحت، أو لكونها أصلا كانت ولا زالت احد منابع البعث المقبور ووجدت فرصتها عند هجرة ملايين العراقيين تدلو بدلوها وتتخذ من المعارضة أيام حكم الفاشست حرفة ووسيلة للوصول إلى مبتغاها بالاصطفاف مع معارضي النظام من العراقيين المخلصين، لتتجسس عليهم إثناء حكم الفاشيين ولتدس السم بالعسل إن كان طائفيا أو وسيلة دعائية للبعث الساقط بعد انهيار ( مملكة البعث ) الفاشية . والملاحظ إن نفس الأبخرة الخبيثة السامة التي تتصاعد من فتحات مجاري ومستنقعات مواقع البعث والموالين لهم أخذت تنبعث من البعض الذين اخذوا يتسللون إلى المواقع الوطنية العراقية . واستطاع البعض منهم دس السم بالعسل على طريقة ( طيب الذكر ) معاوية الذي اشتهر بقوله المعروف ( إن لله جنودا من عسل ) . فجائنا الآن من تلبسوا بلباسه، وطبقوا نظريته وراحوا يدسون السم بالعسل بحجة حب العراقيين والدفاع عنهم .وهاكم احدهم وهو يكتب ( ملتاعا ) عن البصرة، فاخذ يتلوى وكأنه لدغ من جحر أفعى، وأصبحت البصرة كما صورها للقراء قطعة من إيران والعملة المتداولة فيها هو ( التومان )، بينما يجري وفق نظره ( الحصيف ) إلحاق البصرة كولاية تابعة لإيران . وحجة هذا ( النبيه الحصيف ) إن هناك تهجير لأسر سنيه في البصرة، كذلك ما جرى من تهديد لأبناء الفرقة الشيخية من قبل البعض . وحتى لا يقع البعض في ( حيص بيص) كما يقال فإن عمليات التهديد جرت حقا من قبل عصابات معروفة، وتم الإعلان عن إلقاء القبض على بعضها لمن يتابع أخبار البصرة والعراق ككل . فهناك علاوة على بقايا ازلام البعث والإرهابيين من استغل فرصة غياب الأمن للفترة الأولى من سقوط نظام العفالقة وشكل عصابات للسرقة والنهب والسلب والابتزاز والخطف وغير ذلك، ليس في البصرة وحدها بل في مختلف أنحاء العراق، علاوة على ما أطلق النظام الفاشي من مجرمين قبل سقوطه المحتوم . وقد حدث قبل عامين أيضا للطائفة الشيخية أن خطف احد أتباعها وهو مهندس وطولبوا بفدية عنه، وكان من قام بذلك نفس عصابات المعدان الذين وفدوا عند احتلال البصرة مع القوات البريطانية المحتلة كـ ( بيت رويمي ) من عشيرة ( الكرامشه )، وقاموا بسرقة البنك المركزي وعاثوا في البصرة فسادا ولا زالوا للآن يعبثون بها . كذلك هناك من بدل زيه السابق المتمثل بـ( زيتوني وقلمين ) بآخر هو عبارة عن ( عمامة ومحبسين ) واندسوا بين صفوف الأحزاب الدينية الشيعية .، وكذا هو الحال في الأحزاب والجماعات السنية ولا أريد أن أعطي مثلا للبعض ممن اعرفهم في البصرة بالذات ممن يتواجدون في صفوف أهل السنة فالمثل يخدش الحياء إذا تحدثت عمن دخل في صفوفهم وكذلك بعض الأحزاب الشيعية . والحديث عن مستغلي الفرص وراكبو الموجه يحتاج لمجلدات كبيرة وجهد طويل . فقد وصف انجلز هؤلاء وصفا دقيقا في كراسه ( حرب الفلاحين في ألمانيا ). وأطلقت عليهم النظرية الماركسية وخاصة اللصوص والسراق والقتلة من منتهزي الفرص إثناء الثورات، أو عمليات التغيير الكبيرة في المجتمعات وعند تحولها من نمط لنمط أخر بأنها ( حثالة البروليتاريا )، أو ( البروليتاريا الرثة ) التي كانت السبب الرئيسي لفشل وسقوط العديد من الثورات الشعبية المعروفة . وليهديء روع ( كاتبنا الحصيف )، فالبصرة ستظل عراقية، ولكنها ياسيدي كباقي أجزاء العراق ليست مقتصرة على العرب فقط كما ذكرت ملتاعا وتحدثت عن إن ( الصفويون يهددون شيعة عرب البصرة بالرحيل عنها ؟) . فلا صفو يون في البصرة ولا تداول للتومان . ولو زرت إيران منذ أن خلق الله الكيان العراقي الحديث لوجدت إن الإيرانيين يبيعوك أية سلعة حسب سعر صرف الدينار العراقي وكذلك يحدث هذا في بلاد الشام وخاصة في السيدة زينب، حيث يتم البيع بأية عملة وخاصة العراقية والإيرانية . أتعرف لماذا ياكاتبنا الحصيف ؟، لان كل المدن السياحية تحاول أن تكون سلسة مع زوارها بقصد البيع والربح السريع وخاصة في المواسم السياحية والدينية . أما الفرقة الشيخية أو ( الحساويه ) أو ( أولاد عامر )، وليس الطائفة، فقد كانوا هم من غرس معظم نخيل البصرة منذ أن كانت إمارة البصرة تمتد للاحساء والقطيف وتشمل كل ساحل الخليج المتصالح كما كان يطلق على بعض القرى والمدن الصغيرة التي أصبحت قبل فترة وجيزة دولا ً وإمارات . ويسكن كذلك في البصرة أهالي القطيف والبحرين، وقد قام النظام الفاشي بتسفير العديد من العوائل البصرية العريقة من أصول بحرينية كون شهادات ميلاد أجدادها تقول إن ولادتهم كانت في مدينة المحمرة، رغم إن النظام ادعى إن المحمرة عربية وقتها وقد كانت فعلا بيد حاكم عربي هو (الشيخ خزعل الكعبي ) قبل إلحاقها بإيران . ولم يكن أي من تفكير أهل البصرة إن هناك نسبا مئوية للشيعة أو للسنة كما ذكرت في مقالك بـ( أن أهل السنة يشكلون نسبة عالية من سكان البصرة )، بل إن أهل البصرة الأصليين وليس كما هو موجود الآن إن معظم سكان البصرة ممن نزح إليها من مدينتين جنوبيتين مهمتين هما العمارة والناصرية ن شكلوا مع كل الطيف العراقي داخل البصرة نسيجا جميلا شارك الجميع كل أفراحهم وأحزانهم ومآتمهم وجلسات العزاء الحسيني، وطبخ الهريسة . فقد كان أهل منطقة العشار يقصدون صبيحة يوم العاشر من محرم بيت الصيدلي الارمني المعروف ( ادور سركيس )، أو ( عمو أدور ) صاحب صيدلية العراق لأخذ الهريسة، وهو نذر كان يؤديه الرجل سنويا، والمذكور أخ الشخصية الوطنية العراقية ومرشح الجبهة الوطنية الانتخابية لعام 1954 ( ادكار سركيس ) . فالمعروف إن البصرة مدينة يقصدها النازحين طلبا للرزق لما فيها من مكابس للتمر وحركة عمرانية، ووجود شركة نفط البصرة والميناء وباقي المعامل وثاني جامعة في العراق هي جامعة البصرة . وقد بدأت عملية النزوح للبصرة تتوالى منذ خمسينيات القرن الماضي وتصاعدت مع بداية الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم الحصار الاقتصادي . فلا قلق مطلقا على البصرة فلن تتحول ( مدينة البصرة العراقية العربية إلى مدينة إيرانية فارسية ) فجل سكانها الآن من عرب الجنوب، ومن عشائر عربية معروفة، وكما قلت لك فالعراق الآن لا ينظر لنفسه بلدا مقتصرا على العرب فقط فهم جزء من سكانه أو يمثلون الجزء الأعظم من السكان لكنهم جزء من كل اسمه ( الأمة العراقية ) التي لا تقبل القسمة على أي رقم آخر مطلقا، وقد ذهبت نغمة ( العروبة ) مع أصحابها من الشوفينيين والفاشيين العروبيين .أما الإخوة الشيخية فهم لا يتبعون لأي مرجع عربي أو فارسي كما تدعي فلهم علمائهم الخاصين، وهم لا يفرقون بين مرجع شيعي إن كان عربيا أو أعجميا، وللعلم فالعديد من المراجع ليسوا بفرس كالسيد الخوئي الذي يرجع لأصول تركيه إيرانية فهو إيراني وليس فارسي، ومعظم حكام إيران الحاليين ليسوا بفرس بل ترك أو آذريين كالسيد الخامنئي، ويعتبر التهجم على بعض القيادات الإيرانية على طريقة البعث ووصمهم بالفرس هو توجه وتقليد بعثي عن جهل تام بماهية الشعوب والقوميات المتعددة التي يتكون منها الشعب الإيراني . والإخوة الشيخية في البصرة جزء من أهل البصرة منذ مئات السنين، وهم مندمجين مع أهل البصرة الاصلاء اجتماعيا وعن طريق التزاوج العائلي، وليس كل الأحسائية هم ضمن الفرقة الشيخية فجزء كبير منهم ضمن الشيعة الأصولية . وهناك عوائل كبيرة من الاحسائية من أهل البصرة لها امتدادات في الكويت كبيت أبو خمسين وبيت الاربش وبيت الشواف وبيت الصحاف وغيرهم الكثير . والشيخية هي حركة خرجت من رحم الطائفة الشيعية وعلى من يجهل ذلك مراجعة التعريف التالي لها ( تعتبر الشيخية جزء من الشيعة ألاثني عشرية وليست فرقة مختلفة عنها وإنما نسبت إلى الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي بسبب تبنيه مدرسة خاصة في الحكمة والفلسفة المتماشية مع حكمة وفلسفة أهل البيت ونبذه لكثير من الأفكار المستمدة من الفلاسفة الإغريقيين والرومان والتي كانت منتشرة ومتبناة لدى أغلبية علماء عصره، والتي يظهر فيها الاختلاف الكبير عن حكمة وفلسفة أهل البيت وقد أطلق خصومه على أتباع هذه المدرسة اسم الشيخية من باب التنابز بالألقاب وألا فإن الشيخ الاحسائي وتلامذته لم يدعوا تبنيهم لهذه التسمية وقد ظهرت هذه المدرسة في اواخر النصف الثاني من القرن الثالث الهجري على يد مؤسسها الذي يعتبر من أعظم علماء الشيعة الإمامية الإثني عشرية بشهادة أكابر علماء الشيعة الإمامية فقد تمت إجازته من أكابر علماء عصره من أمثال الشيخ حسين آل عصفور والشيخ آل كاشف الغطاء وقد انتشرت أفكار هذه المدرسة في كثير من مناطق الشيعة لقربها من المنابع الرئيسية وهي أقوال وسيرة أئمة أهل البيت حتى أن الشيخ كان المقدم في بلاط الشاه و انقسمت الشيخية بعد زمان الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي إلى الركنية بقيادة الحاج محمد كريم خان الكرماني و الكشفية .)- ويكيبديا- أما أن يدلو البعض بما ليس لديهم من علم بالأمور فتلك الطامة الكبرى، ووسيلة من وسائل فرقة الشعب الواحد، والحماس المطلق لشتم هذه العائلة أو تلك بما لا يقبل الله به من سلطان . فمع اختلاف البعض منا مع السادة من آل الحكيم في الطرح السياسي، إلا إن السياسة ليست شتم وسب وقذف للآخرين، والسادة آل الحكيم اجل من ذلك بما قدموه من تضحيات جمة للعراق والعراقيين . وهي بالتالي نفس أساليب ازلام وفلول البعث التي تنبعث دائما من مستنقعاتهم ومواقعهم العفنة التي رددت فيها نفس العبارات التي ذكرها الكاتب، ولا زالت تتردد باسم الدفاع عن العراقيين و ( مقاومة ) المحتلين . فلا غرو أن يجاهد البعض بترديد نفس العبارات الممقوتة السقيمة فقد قيل قديما ( الإناء ينضح بما فيه ) .
آخر المطاف
: في كتاب الورع لأبي بكر الـمَرُّوذِي ص184:
* شروكي من حملة مكعب الشين الشهير، ومن بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |