|
بشاعة الأرهاب في العراق د. أحمــد عبدالله لعل المجزرة الرهيبة التي شهدتها مدينة المحمودية صباح الأثنين الماضي وأستهداف مدينة الكوفة المقدسة بسيارة مفخخة يوم الثلاثاء، والتي ذهب ضحيتهما العشرات من الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا الفقراء الكادحين، تلقي بظلالها على المسلسل الأجرامي المرعب الذي يجلل أرض العراق منذ أنهيار النظام الصدامي الفاجر. اليوم يصدح صوت الشعب العراقي مجلجلا:كيف تجري عمليات التصفية الجسدية والعنصرية هذه بدم بارد وبهذا الشكل الأستفزازي والتحدي المباشر، وحتى المهين، للحكومة واجهزتها؟!هل تجري عمليات القتل المبرمج هذه بتدبير وتنسيق من بعض أجهزة الدولة الرسمية المخترقة لتوفير الغطاء اللازم لها؟ هل تبذل دول الجوار العراقي دون أستثناء كل مافي وسعها لقتلنا دون مسوغ؟! ماسبب العجز الحكومي: قلة الرجال أم السلاح أو الأستخبارات أو هيمنة المحتل الأمريكي؟! متى تتم مكاشفة الشعب عن مايحصل بكل شفافية؟! أسئلة عويصة لاتجد لها أجابات شافية حتى هذه اللحظة. لله دركم ياعراقيون ياصامدون ياأبطال. هل ثمة شعب آخر على هذه المعمورة يتعرض الى مآس كبرى ونكبات متوالية وأستهدافات مروّعة فيظل متمسكا بأرضه عاضا على النواجذ واقفا متحديا مثل نخل العراق السامق؟ ونقول لأجهزة الحكومة الأمنية المعنية: الى متى تتواصل مثل هذه المأساة أمامكم؟ ركزوا أهتمامكم على الأطراف المجرمة المستفيدة من الأوضاع المتفجرة في البلاد. أنهم عتاة الأجرام والتطرف الديني المقيت مجتمعين معا. أنهم ذئاب صدام المجرم الأول الذين تعودوا على الفتك بالعراقيين طوال عقود عاتية قاسية متآزرين مع مجرمي القاعدة ولصوصها القادمين من فيافي أفغانستان ورمال السعودية وغيرهما لقتل أهلنا دون وازع ضمير. أزاء الدم العراقي البريء المراق يوميا أقول: ليقف العراقيون جميعا وقفة واحدة قوامها الوطنية العراقية في مواجهة هذا التسونامي المجرم. ومادام القتلة يستهدفوننا جميعا فعلام الركون الى الموقف السلبي الذي نحن فيه الآن؟ يتعين علينا أذن أ ن نتخذ موقف الهجوم المتواصل ونناصر قوتنا الأمنية التي لابد أن يسعى السيدان وزيرا الداخلية والدفاع الى تطهيرهما وتشذيبهما من الأدران الكثيرة التي أندست فيهما. كما أننا ندعو القوات الخاصة وقوات حفظ النظام الى وضع خطط أستخباراتية محكمة وصارمة والعمل الجاد على تعقب الغربان والثعالب النمتربصة والتعامل معها بكل شدة وصرامة وقبضة حديدية. أما محاكم العراق المقصرة فنقول لها: لماذا كل هذا السبات والتردد المريب؟! أنكم ترون ابناء شعبنا الأبي يتساقطون الواحد تلو الآخر والمجرم القاتل يمثل أمامكم غبر مبال، فلماذا الخوف وأنتم مستهدفون أيضا؟ أنها معركة المصير الواحد فأما نكون أو لانكون كما قالها شاعر الأنكليز الأكبر وليم شكسبير منذ قرون عديدة. لنضيّق الخناق على المجرمين ولنضع الخطط اللازمة، شعبا وحكومة، لوضع حد لأجرام المجرمين حتى يسطع نجم العراق مرة أخرى في هذا العالم المتناقض.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |