|
لماذا الكوفة ؟ لماذا العراق ؟ سارة الطائي / بابل
عرفت مدينة النجف بفضلها واشراقتها على العالم الاسلامي من خلال ضريح سيد المتقين امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام )وايضا من خلال جامعتها الدينية العريقة بعلومها وادابها كذلك للنجف جذور تاريخية عريقة عندما كانت جزءا من مملكة الحيرة التي تربع على عرشها المناذرة وبنو فيها منازلهم وقصورهم وذلك لما تمتع به هذه البقعة من طيب المناخ وحسن التربة واعتدال الهواء وصدق الشاعر اسحاق بن ابراهيم الموصلي إذ وصفها: لم ينزل الناس في سهل ولاجبل أصفى هواءاً ولا أغدى من النجف وما الكوفة إلا جزء من مدينة النجف المشرف ولها من التاريخ والعلم والخصائص الأخرى مثل ما للنجف فلماذا يستهدفها اليوم الإجراميون والتكفيريون ويدمرون معالمها ويقتالون أبناءها بدم بارد.لقد استهدفت الكوفة خلال هذا الشهر بهجومين أحدهما أعنف من الآخر الهجوم الأول كان قرب ضريح الصحابي الجليل (ميثم التمار) وذهب ضحيته من ذهب من نساء وشيوخ وأطفال لتتزلزل اليوم بأنفجار آخر هز أركان هذه المدينة الوديعة. لقد استهدف القتلة هذه المرة من لاحول له ولا قوة أستهدفوا مجموعة من العمال الذاهبين إلى عملهم اليومي مكللين بدعوات الأهل ليعودوا بسلام لأحضان أحبائهم ولكن هيهات كانت عيون الإرهاب والإرهابيين لهم بالمرصاد فما أن وصلوا إلى مكان تجمعهم حتى دوا انفجار هائل ليحصد أحلام البسطاء من الناس انفجار خرت له المساجد باكية وزلزلت لهوله الكنائس إذ أن الإرهابيين في الكوفة لم يغتالوا هؤلاء العمال وحسب بل قتلوا مع كل شهيد من هؤلاء عائلته وذلك أن لكل عامل منهم عائلة هو مسؤول عنها فبمجرد استشهاده ضاعت أحلامهم وآمالهم وأصبحوا في مهب الريح. ويكفي هؤلاء المترتزقة أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا هذا إن كانوا يفقهون ولكن لا حياة لمن تنادي. إن ما حدث في الكوفة هو نموذج قد يكون مصغرا لما يحدث في العراق الجريح كل يوم يحدث في الحلة ... يحدث في كربلاء... يحدث في الموصل... وغيرها من مدننا الحبيبة في عراقنا الحبيب. ويبقى سؤالٌ حيران على شفاهنا وشفاه أطفالنا يطلب الإجابة من كل من امتهن سفك دمائنا وارتزق من أشلاء موتانا لماذا الكوفة؟!... لماذا العراق؟!...
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |