|
يوميات معيدي بالسويد .. العسل المر هو الطعم ككل مرة شبعاد جبار تسري حمى الاجازة الصيفية في ربوع قسمنا لا بل في ربوع السويد كله ..واظن ان هذه الحمى ايضا بدات ترتفع عندنا في السنوات الاخيرة وعندما اقول عندنا اقصد العراق فانا جزء لا بل قل ذرة لا أريد لها ان تنفصل عن العراق في تقديري على الاقل من الناحية المعنوية وذلك أضعف الايمان..لكن المفارقة اننا بالعراق نهرب من الشمس والحر وهنا في السويد يهربون الى الشمس ..ولو \"صاير براس العراق خير\" ..لكانت الشقراوات الان تتبضع من سوق البنات..وربما يستحمن في نهر دجلة ويتعمدن في نهر الفرات..اويمطرن احدهم بالضحكات.. فيما مشحوفنا يطر الهور.. واليوم صيدتنا طيور وبدلا من ان يطيح بهم تسونامي في كل مرة في جزر اندونيسيا حيث الشمس والدفء ربما سيقبل الكثير منهم لزيارة معالم الميزوبتاميا والتعرف الى حضارة وادي الرافدين من شماله الى ابعد نقطة له في الهور مرورا ببيت النبي ابراهيم عليه السلام..احلام احلام احلام تمنيناها ان تتحقق ولكن قوى الظلام الكثيرة المتشعبة الايادي تضرب بعنف فلا نجد من وطننا وطن ولا من اهلنا احبة عددنا قليل في الدائرة نظرا لاستمتاع الاغلبية بدفء الشمس ولونها البونزيالذي ياملون ان تصطبغ به اجسادهم على احد السواحل شرط الا تكون سويدية والا لاتعتبر لدى البعض اجازة.. لذا فالمواضيع الدائرة في فترة الاستراحة تكاد تكون موحدة ,استمعت اليوم لاحداها ولم اشارك ولم انبس ببنت شفة \"ليس خوفا من الا اشطح بعيد وهذا يحصل احيانا\"ولكن لاني شعرت بغبن وظلم وقهر وطبعا معروف على اي شعب ..احدهم ياسادتي استاجر \"سمر ستوكَا\" بيت صيفي وليس في هذا غرابة اغلبهم يذهبون الى بيوتهم الصيفية حتى في عز الشتاء ليبتعدوا عن ضوضاء المدينة \"على الرغم من عدم وجود ضوضاء السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والجثث المفخخة\" وكذلك ليبتعدوا عن كل التكنولوجيا الحديثة بما فيها الكهرباء والكومبيوتر وويعيشوا لفترة على ضوء الشموع..\"لاتتحسرون انتم هاي مطبقيها \"صار لكم ستة عشر سنة تعيشون على ضوء الفانوس ومبتعدين عن التكنولوجيا الحديثة بفضل الحروب والحصار وال\"مقاومة\" التي لايطيب لها ان تقاوم الا بتخريب البنية التحتية للعراق ..ولكن ماادى الى استغرابي انه اجر بيت صيفي\" على مود الكلب\" حتى يستطيع حضرة الكلب السباحة على الساحل لانه ليست كل السواحل مسموح فيها السباحة للكلاب..بيني وبينكم انا استغرقت في تفكير عميق وتصورت ان الكلاب راح تعمل مظاهرة تحتج فيها على منعهم من ممارسة حق طبيعي لهم وهو السباحة على اي ساحل من سواحل الوطن ان تميزهم بهذا الشكل يؤدي الى يور بلوكَري وهذا ياسادتي هو قانون كنت قد شرحته سابقا حيث ممنوع تعريض الحيوان باي حال من الاحوال الى اي الم وايضا لوكنت محاميا شاطرا كنت ادرجته في باب الالم النفسي وساربح القضية واطالبهم بتعويض ودفع اجور المحامي وفي طريق عودتي الى البيت لايشغلني الطريق بمناظره الجميلة ولا الورود بالوانها المختلفة \"وبعضها ولكن ليست كلها ذات روائح طيبة اما ورود بلادي فكلها زكية الرائحة\"..مايشغلني حقا سؤال طرح هنا او هناك..حادثة..قضية فتظل تسير معي طول الطريق تحاورني واحاورها وفي كثير من الاحيان اهز كتفي واقول ما انا بمحلل سياسي وما انا سوى ناشط بيئي اتوخى نشرالمعلومة البيئية بشكل مبسط فلماذا ازج بنفسي في مواضيع اخرى..ولكن شريط الاحداث لايستثنيني فاجد نفسي مرغمة على الحوار مع نفسي اولا ومع من يطيب له ان يقرا لي ثانيا..قد اخطا وقد اصيب..وقد تختلف وجهة نظري عن وجهة نظر اناس اخرين وممن اكن لهم محبة وتقدير عظيمين ..ولكن اختلاف وجهات النظر لايفسد للود قضية وهذا مالمسته في احدى الرسائل التي تسلمتها تعليقا على مقال\"ولمن يسئ للمعدان نقول\"..نعم استلمت وجهتا نظر مختلفة احدهم مؤيد واخر معارض ولكن كلاهما لايبتعدان عن النقاش الموضوعي ..احاول في المقال القادم ان استعرضهما كليهما هل نحن سذج..هل من السهل خداعنا..هل من السهولة ان نبتلع الطعم ..وهل يعف الاعداء نقاط ضعفنا الى هذه الدرجة وبهذا الوضوح فيتمكنون منا بسهولة..كل هذا فكرت به وفكرت كيف استطاعوا القضاء على العراق بسنوات الحرب والحصار وباستخدام ديكتاتور كان يدهم الطولى في تركيع شعب ابي..فكانت المقابر الجماعية والمجازر والتجويع والتهجير ديدنه حتى صار التخلص من الديكتاتور اشبه بالحلم..رفعوه عاليا..محاولات اغيال لاتحصى فلت منا..دعايات تبث بين صفوف الشعب بانه لايمكن ان تصل اليه يد ..ثم جاء من يقول لنا نحن ننقذكم فلقد ضقنا ذرعا به وهم من انتخبوه رجل العالم ورجل العام والرجل الانيق والرجل القوي وساحر النساء وحارس البوابة الشرقية وو.. عبر استفتاءات لاتحصى ولاتعد ..عرفوا نقاط ضعفه ..غذوها وغذوها حتى صارت فقاعة كبيرة قاربت على الانفجار و..فجروها ومن \"اكلها\" الشعب العراقي المسكين ولاغيره يبدو ان هناك طعما اخر ..لقد فرحنا بانتصار حزب الله والمكاسب الكبيرة التي حققها باسترجاعه الجنوب اللبناني من يد الاعداء ..لاادري لم اطرح على نفسي هذه الاسئلة وبعنف اليوم..هل فعلا كان حزب الله من القوة بحيث انتزع الجنوب اللبناني عنوة؟ هل كانت اسرائيل فعلا ضعيفة وتخلت عن هذا الجزء؟ هل لم يعد بمقدورها لتصدي لجزء من العرب المتمثل بحزب الله وهي التي وضعت كل الدول العربية بجيبها ولكنها عجزت امام هذه القوة الجبارة؟ هل ملت من الحرب ولجات الى السلام فعلا؟ ام ان هذا ايضا طعم كالطعم الذي ابتلعه صدام حسين بغزوه الكويت فكان وبالا على العراق وكان رجوع الفرع الى الاصل والفتية التي امنت بربها ماهي الا مقدمة لاحتلال العراق ..اتساءل ان كان الطعم هو هو كل مرة \"عسلا مرا\" وان تحرير الجنوب ماهو الا مقدمة وطعما كان يراد به احتلال لبنان كل لبنان..الله يستر
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |