|
(حكومة الأنقاذ الوطني) ... مؤامرة دنيئة أخرى د. أحمــد عبدالله بعد أن اسدل الستار على آخر فصول النظام الدكتاتوري البعثي في عام 2003 تنفس المواطنون العراقيون الصعداء وبدأوا يحلمون بغد مشرق لابد أن يحمل لهم الشيء الكثير للتعويض عن الظلمات التي جللّتهم في العقود الأربعة المنصرمة. وقد تعززت الآمال بعد أن وفد الى أرض الوطن السياسيون العراقيون الذين طالما ظلوا يقارعون النظام البائد من خارج البلاد سيما وأنهم أكتسبوا خبرات متقدمة فضلا عن التأهيل العلمي العالي لعدد ملحوظ منهم. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت الأمور تنجلي والحقائق تتفتح، فقد برزت الصراعات الشخصية والحزبية تطفو على السطح حتى في ظل حكومة الأحتلال الأولى (حكومة بريمـر)، الأمر الذي دفع الحاكم المدني الأمريكي الى تأنيب السياسيين الجدد على توجهاتهم الضيقة والأنانية! وقد كان ذلك أيذانا بفتح ابواب الجحيم على العراقيين البسطاء لذين بدأوا من جديد يتحملون ويلات القتل العمد حتى هذه اللحظة. ولربما تجلت المأساة بكل شفافية أثناء أستكمال مقومات حكومة السيد المالكي التي ظلت تنازع لأكثر من خمسة أشهر أثر الأعتراضات غير المسوّغة وغير المسؤولة للأحزاب السياسية المتنافسة التي ظلت تجاهد لتحقيق مآرب ذاتية ومكاسب آنية على حساب أرواح الآلاف من المواطنين الذين سقطوا صرعى وجرحى على أيدي الأرهابيين المجرمين فاقدي الضمير. ومع تدفق الدم العراقي البريء بدأنا نسمع هذه الأيام نغمة جديدة تدعو الى تشكيل حكومة أنقاذ وطني أثر أشتداد عمليات قتل الناس بشكل عشوائي وعلى مدار الأيام. ولاندري أن كان الداعون الى مثل هذه الحكومة المريبة يعرفون أنهم هم السبب في كل مايجري من خلال تصريحاتهم التحريضية غير الناضجة وبكائياتهم الني تدعو للتساؤل ولقاءاتهم التلفزيونية المتشنجة التي لاتنم عن شعور بالوطنية العراقية الحقة أو الحرص على أرواح العراقيين. لقد كنا نتوسم من الأطراف التي دخلت حكومة السيدالمالكي أن تكون جزءا منها وأن تتحمل المسؤولية معها وأن تبتعد عن العزف على الأيقاع الطائفي المقيت. كنا نتوقع منها مواقف وطنية تعزز مكانتها لاأن تكشف عن المزيد من نواياها غير الطيبة. نحن نشعر اليوم أن مؤامرة كبرى تحاك في الظلام أطرافها ليست غائمة تماما وأرتباطاتها لم تعد خافية! أن هؤلاء يبذلون جهدا (خارقا!) لتقويض العملية السياسية الجارية بصعوبة وتؤدة مثلما فعلوا في السابق في محاولة (سرقة) نتائج الأنتخابات التي شاركوا هم فيها وراقبوها! ولأن الدعوة الى تشكيل حكومة أنقاذ وطني في هذه الأيام تتسبب في مقتل عشرات العراقيين يوميا بدم بارد فأننا ندعو شعبنا الصابر الصامد الى رصد التحركات المريبة والشروع بشجب أي تحرك مضاد لأرادة الناس. كما أننا ندعو الحكومة الى اليقظة والحذر الشديدين والعمل على كشف الأوراق عند الضرورة والركون الى قوة الشعب متى أصبح ذلك لزاما عليهم. دعوة مخلصة الى القوى السياسية كافة للعمل على تقوية الحكومة التي نريدها للعراقيين كافة دون أدنى تمييز وعدم السباحة ضد التيار في هذا المفصل التاريخي الخطير الذي تكالبت فيه الدول الأقليمية والكبرى معا على بلدنا العزيز. لنضع العراق نصب الأعين ولنعمل جميعا بكل أخلاص ونكران ذات لأنقاذ مواطنينا الأبرياء الطيبين من براثن الأرهابيين والتكفيريين وغلاة التدين وشراذم الصداميين.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |