|
كوردستان العراق .. غزو الشركات أم غزو العسكر التركي!؟ منوليا الوندي من يزور كردستان العراق يندهش من عدد المشاريع الكبيرة والصغيرة وأغلبها تنفذ من قبل شركات تركية مختلفة ، وعلى حدودها الشمالية يلحظ المرأ جيش مجنزر قوامه خمسين ألف جندي تركي محتل ينتظرون أشارة الجنرالات للبت في أجتياح لا يشبه الاجتياحات السابقة التي أنتهكت حرمة شعب وأرض كوردستان ، والحالتان تلك متعاكستان بكل ما للكلمة معنى ، حيث أن حكومة أقليم كوردستان بأمكانها العقد مع شركات أخرى غير تركية لتنفيذ تلك المشاريع التي تدعم وتساند الاقتصاد التركي الهزيل الذي يحوم على هاوية الانهيار دائما بسبب الفساد الاداري والسياسي والحكومي المعروف في تركيا ، ، ولهذا كانت على الدولة التركية أن تنظر بعين الوفاء الى تلك المبادرة الكريمة من جارتها الجنوبية التي قفزت على عداء جارتها القوية ومدت لها غصن الزيتون بدلا من ردود فعل صبيانية ولكن هذه الجارة ربما تفسر الاشياء من مبدأ العظمة التي تربت عليها ساستها منذ تشكيل هذه الدولة اللقيطة على يد بانيها مصطفى كمال أتاتورك المشكوك في أمر دينه وأخلاقه وقيمه الاجتماعية حسب المصادر المختلفة فتطلق بين الفينة والفينة تصريحات صبيانية بالهجوم على المنطقة المستقرة الوحيدة في الشرق الاوسط ألا وهي منطقة كوردستان العراق والامر أعلاه أيضا مدعاة للعجب حيث يلاحظ المراقب أن الاقليم الصغير الذي يحمل أسم كردستان العراق والمشكل حديثا أي أن قادتها يفتقرون الى التجربة الميدانية والنضج الادراي غير أنهم يتصرفون بحكمة من يملك تجربة قرن من الحكم والممارسة السياسية ولكن الدولة التركية التي مضت على تشكيلها تسعة عقود من الزمن وتلهث بالدخول الى النادي الاوروبي ( أي أنها تعتبر نفسها أكثر نضجا وتقدما من جميع الدول و الحكومات القاطنة في منطقة الشرق الاوسط ) تتصرف وكأنها عصابة ة من عصابات قطاع الطرق المعروفة بأستخدام سطوتها لابتزاز الآخر ولا تهمها القيم والاعراف والقوانين الدولية ، فالعلاقة التي تربط كردستان العراق ودولة الاستبداد التركي تكتنفه الكثير من الغموض والاشكالات التي نشير اليها في مقال لاحق أذ أن حكومة أقليم كردسان مدعوة الى المعاملة بالمثل في تعاملها مع الاترك وألا سيمضي الترك في تصعيدهم مادامهم يفسرون الاشياء بغير مضامينها ومعانيها الطبيعية الى ان يصفي الامر في مخيلاتهم المريضة أن كردستان ليست الا تابعة ذليلة ( حاشاها من الذل والهوان والتبعية ) عليها إنتظار أشارات الاتراك في كل ما يقررونه . مبرر الاترك في أجتياحهم المرتقب هو متابعة مقاتلي قوات حماية الشعب الكوردي ( الجناح العسكري من حزب العمال الكوردستاني ) والتي تعسكر في جبال قنديل وحسب ما أدلى قائدها الدكتور باهوز أردال أن أعدادا قليلة من تلك القوات تعسكر في جبال قنديل وهي قوات إدارية لا علاقة لها أبدا بالقوات التي تنشط في ميدان نشاطها الفعلى أي في عمق أراضي كردستان تركيا ، فيكون قميص عثمان تركة العثمانيين قميصا وهميا لا يشبه حتى قميص الخليفة عثمان بن عفان الذي أستخدمه معاوية وبني أمية في الصعود الى دفة الحكم وأنهاء الحكم الفعلي للاسلام في حينه ، فالامر معروف للجميع ، أن تركيا تريد ضرب الاستقرار والامن في كوردستان وهي تريد تعويض حماقة حكامها حينما فشلوا في أيجاد موطأ قدم لتركيا في العراق الجديد عندما بنوا الآمال على عملاء صغار لهم في الجبهة التركمانية الذين لا يهشون ولا ينشون في أي جزء من العراق لا الان ولا قبل سقوط نظام صدام حسين أذ أن حقدهم الدفين على كل ما هو كردي جعلهم ينسون اهمية كل من مسعود البارزاني وجلال الطالباني الذين لهما الثقل الاكبر لا في العراق فحسب بل في عموم الشرق الاوسط والعالم ، رغم وجود علاقات للاثنين مع معظم قادة تركيا حتى قبل سقوط الطاغية فخسروا العراق الجديد وشاهدوا ان أيران جارتها الجنوبية الشرقية قد أحتلت معظم العراق عن طريق قدامى حلفائهما من المعارضين العراقيين ويعرف كل من له أطلاع على أوضاع العراق كبر النفوذ الايراني في العراق فهانت لتركيا هذا المنظر وخاصة حينما يتذكر المرأ تأريخ الحساسية الموجود بينها وبين إيران عبر التاريخ وهي حساسية ولدت يوم كانت العداء في أوجه بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية فالاولى كانت تقود المذهب السني والثانية تقود المذهب الشيعي الاثني عشري ، المهم هذه السيرة العرجاء لا تبلغها الى أهدافها الحقيقية التي لا يعلن عنها وهي معلومة لدى القاصي والداني وسياستها هذه أشبه بسياسة النعامة التي تغرز رأسها الصغير في الرمل ظنا منها أن الاخرين لا يشاهدونها ، فنحن حينما ننظر المشهدين _ مشهد العسكر وهو يتخندق لضرب التجربة الكردستانية ومنظر الشركات وهي تمتص دماء الفقراء والشهداء والمؤنفلين لقاء تنفيذ أعمال عمرانية هشة لا تصمد أبدا أما عامين من الزمن نلفت نظر الحكومة الى حقيقة مجردة ونقول : _ عجبا ، كيف لم يطلع مسؤولي كوردستان الذين يعقدون مع الشركات التركية على سيل الاتهامات التي وجهت الى نفس هذه الشركات أبان الزلازل الطبيعية التي ضربت مناطق في تركيا وخلفت عشرا ت الالاف من القتلى والجرحى بسبب رداءة الابنية والشقق والعمارات التي بنتها تلك الشركات ، فكيف لنا ونحن نقرأ آخر خبر من محافظة دهوك وهي عقدت مع شركة تركية لبناء خمسة مائة شقة سكنية بيمبلغ 150 مليون دولار ، فضخامة المبلغ تجعلنا نشك كثيرا من عمليات دبرت في الليل بين مسؤولين أكراد وممثلي تلك الشركة فيا حكومة أقليم كوردستان أنت مسؤولة أمام الشعب أزاء ما تصرف من أموال كوردستان فنورينا ببيان واضح الخطوط والمعاني وبكل الشفافية التي عاهدتمونا عليها عن ما يحدث بين الشركات التركية ومسؤوليكم في محافظات كوردستان ، أظن أنني كمواطنة كوردستانية من حقي أن أسأل ولكن ليس من حقكم أن تغضوا الطرف عن الجواب.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |