النظام السوري وامريكا والخدمات ألامنية

ياسر سعد

yassersaed1@yahoo.ca

فيما يقترب العدوان الاسرائيلي الاجرامي على لبنان من إسبوعه الثاني إكتفى النظام السوري بدعم المقاومة اللبنانية بالاغنيات الحماسية والاهازيج الوطنية مهددا على استحياء بإحتمالية دخوله الحرب إذا ما إقترب الجيش الاسرائيلي من الحدود اللبنانية-السورية. النظام السوري والمفترض فيه أنه حليف قوي للمقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله كما أنه الداعم الرئيسي للحود ولإعادة انتخابه في تعديل الدستور الشهير أضف الى ذلك الطروحات الاعلامية السورية وخطابات الاسد الصغير والذي تتحدث عن الثوابت القومية ومواقف سورية المبدئية والتي لا تقبل تفريطا بالحقوق العربية ولا ترضى بالتنازل عنها. ولا يفوتنا ان نذكر خطاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اجتماع وزراء الخارجية العرب –سئ الذكر- والذي عقد مؤخرا في القاهرة والذي تحدث فيه الوزير السوري عن الاحلام الممنوعة في الوحدة والتضامن العربيين.

 سورية النظام بطبيعة الحال تكرر ومن خلال العقود الاربعة الماضية سلوكياتها في الباطنية السياسية, إذا جد الجد وحمي الوطيس, والتي تلوك وتسمعك قولا جميلا فيما التصرفات على ارض الواقع تتميز بصفقات ما وراء الكواليس وتقديم التنازلات الكبيرة والتهافت في مقابل الحصول على دعم غربي وامريكي تحديدا وان كان صامتا في البقاء على سدة حكم دكتاتوري يفتقر لإي شرعية ويفتقد تماما للقبول والرضا الشعبيين. الجيش الاسرائيلي والذي استدعى الاحتياطي استعدادا لما يبدو اجتياحا جديدا للبنان, موقن تماما ان جبهة الجولان ستبقى كعهدها دائما هادئة هانئة وإن احترقت غزة او دخل الجيش الاسرائيلي في المستنقع اللبناني وغاص في رماله المتحركة. فالنظام السوري لا تحركه لا اتفاقيات الدفاع العربي المشترك ولا علاقاته "المميزة" مع حزب الله ولا هو مستعد لإكثر من جعجعاته الفارغة وشعاراته الهوائية وكأن حال امريكا واسرائيل معه: قل ما تريد وأفعل ما نريد.

النظام السوري لم يكتف هذه المرة وقد تخلى فعليا عن حليفه الاساسي في لبنان بالمواقف السلبية عمليا بل إنتقل خطوة أخرى عارضا خدماته وخبراته على الامريكيين والذي يدعمون بلا هوادة عملية الاغتيال الاسرائيلية الوحشية للبنان الوطن والامة ويقدمان للاسرائيلين الغطاء والدعم السياسي غير المحدود. فقد نقلت شبكة سكاي نيوز البريطانية عن وزير الاتصالات السوري عمرو سالم ان بلاده مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة في تحديد مواقع تنظيم القاعدة في لبنان، وذلك بهدف ان تكون وسيطا مع ايران و تؤدي دورا مهما في العراق. ونقل مراسل سكاي نيوز عن الوزير قوله نعلم اين هي (مواقع القاعدة) ونستطيع ابلاغكم بذلك. واضاف المراسل نقلا عن الوزير ان سورية تملك معلومات فعلية ملموسة . كما اقترح سالم بحسب الشبكة البريطانية ان تكون سورية وسيطا بين ايران والولايات المتحدة وبإنها يمكن تؤدي دورا مهما في العراق. النظام السوري يسعى للبقاء على الخارطة السياسية في المنطقة ولو تقزم دوره ليصبح مخبرا للامريكيين وهو يسعى مقابل البقاء في السلطة الى تخفيف الضغط عن الامريكيين إن كان في كشفه لخلايا "القاعدة المزعومة" في لبنان او في إدائه دورا مهما في العراق حسب الوزير السوري, يمكن تقديره برأيي الشخصي بإرسال قوات سورية للقيام بدور دروع بشرية للمحتل الامريكي او اختراق فصائل المقاومة العراقية امنيا لصالح المحتل الامريكي.

نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد كان قد اكد من قبل استعداد دمشق لفتح حوار مع الولايات المتحدة لمعالجة الازمة في لبنان. لكن السفير الامريكي في الامم المتحدة جون بولتون رفض الاحد العرض الذي طرحته سورية، مؤكدا ان سورية لا تحتاج الي حوار لتعرف ما عليها القيام به. وهكذا تتوالى عروض النظام السوري -والذي يفترض فيه بأنه قلعة الصمود العربية- بإتجاه الادرة الامريكية ليكفر عن ذنبه بدعم المقاومة اللبنانية ولو اعلاميا وقد خرجت عن خطوط الصراع الحمراء , ربما مكرهة او مضطرة, بقصفها مدن إسرائيلية في سابقة في الصراع العربي-الاسرائيلي.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com