|
إشكاليات الحوار الشيعي الشيعي د. وليد سعيد البياتي المقدمة: خلال اكثر من عشرين عاما شغلتني فكرة توحيد الخطاب الشيعي في ضوء تطورات الحدث التاريخي، فقد كان الحوار الشيعي الشيعي من المسائل التي شغلت الكثير من مفكري وفلاسفة شيعة أهل البيت الاطهار عليهم السلام، لكن تسارع الاحداث عبر حركة التاريخ، وظهور هذه الافكار في مراحل تاريخية تشكل بطبيعتها منعطفات تاريخية هامة، كل ذلك ادى الى عدم تبلور مواقف تساعد في انضاج فكرة الحوار الشيعي الشيعي، او ايجاد نقاط متفاهم عليها لتشكيل محاور الحوار، لعل طبيعة الحوار الشيعي الشيعي، ونوعيته تتعلق بالمرجعية العامة بشكل وآخر وهذا ما حداني في موقف آخر ان اناقش موضوع مأسسة المرجعية والذي خصصت له ابحاث خاصة ناقشت بعضها مع عدد من المراجع المحترمين، او ممن هم لهم علاقة بالمرجعية بشكل خاص، وحيث ان عنوان بحثنا هذا هو اشكالية الحوار الشيعي الشيعي، فاننا سنحاول وعبر نظرة واقعية مناقشة عدد من المحاور منها: موجبات الحوار الشيعي الشيعي، مناهج الحوار، غاياته، مناقشة ذاتية للجوانب الايجابية والسلبية لهذا النوع من العمل من خلال دراسة ابستمولوجية تناقش جوانب اجتماعية وسياسية وتاريخية وحتى اقتصادية في نفس الوقت، اضافة الى ان هذا المشروع يمكن ان يكونة اللبنة الاساس في تحقيق شعار الوحدة الاسلامية مع البحث في امكانية الفشل والنجاح بخاصة في مجال الوحدة الاسلامية التي في تصوري لن تتحقق الا في عصر ظهور الامام الغائب الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.
من واقع المرحلة تتحدد اشكاليات فهم الخطاب الشيعي حاليا لدى بعض الاطراف الشيعية من نقطة الشعور بالنقص وفق مفاهيم عدد الشيعة في العالم الاسلامي (مما يؤسف له انه ثمة سوء فهم بان من يمثل الشيعة هم فقط الشيعة الامامية الاثني عشرية من اتباع المذهب الجعفري – نسبة الى الامام جعفر بن محمد الصادق سادس الائمة عليهم السلام- متجاهلين بقية الطوائف الشيعية التي تشكل بمجملها قوة عددية لايستهان بها وعلى رأسها الاسماعيلية والتي اذا تم التفاهم والتقارب معها لتم تشكيل جبهة قوية) غير ان ما ندعو اليه الان هو الحوار الشيعي الشيعي لدى اتباع نفس الطائفة الاثني عشرية باعتبارهم خلاصة الفكر الرسالي، وخاصة بعد التحولات التاريخية في عراق الحاضر، ففي ظل حكومات طاغوتية امتاز الخطاب السياسي الشيعي بالكثير من المهادنة حفاظا على وحدة اللحمة الاسلامية من جهة، وصيانة الدم الشيعي من جهة اخرى، فمثلا وخلال مراحل انهيار الدولة العثمانية السنية الاتجاه، وقفت المرجعية الشيعية ومن خلفها عدد كبير من العلماء والمفكرين والساسة مع الدولة العثمانية المسلمة السنية ضد الاستعمار البريطاني، باعتبار الحفاظ على الكيان الاسلامي، وبالتاكيد لن ينسى التاريخ مواقف السيد المجاهد آية الله العلامة محمد سعيد الحبوبي الذي ارسل السيد محسن الحكيم رحمهما الله وكيلا عنه لتبيان الموقف الشرعي من الجهاد ضد الانكليز وقتها حاول العلماء الشيعة على الدوام توحيد اللحمة ولو على حساب مصالحهم الشخصية او المصلحة الشيعية بشكل خاص باعتبار تقديم المصلحة الاسلامية العامة اولا، غير ان بقية الاطراف لم تنظر الى هذا الامر الا باعتباره ضعفا في الاتجاهات الفكرية لدى الشيعة الامامية!! غير ان كل هذه الجهود الشيعية لم تؤت ثمارها بدلالة الشواهد التاريخية الكثيرة عن المظالم التي تعرض لها الشيعة، وبقي الدم الشيعي يراق، بعد ان قدموا صورا عن الضعف والتشرذم وتقبل عنف الاخر عبر تلقي السيوف بنحورهم بشكل مستمر، فكان الدم الشيعي هو الرد الوحيد لاشعار اتباع مدرسة الخلافة (السنة) بأننا ما زلنا موجودين في الساحة!! غير ان هذه المفاهيم لايمكن الاعتماد عليها باعتبارها مباديء لايمكن لها ان تتزحزح، او ان لاتطور نفسها، فتاريخ الشيعة مليء بالثورات والانتفاضات فمن ثورة الامام الحسين عليه السلام الى انتفاضة زيد بن الامام علي زين العابدين عليه السلام، الى التاريخ المعاصر. ما نحتاج اليه الان هو الخروج من حالة السكونية والرتابة التي اوقعنا انفسنا فيها عبر تجاذبات السياسة، وضياع المصلحة الشيعية العامة بعد طغيان المصالح الشخصية والانية على حساب المصلحة الشيعية العامة، فنحن بحاجة الى مشروع تاسيسي يكون بداية لثورة قيمية في تحقيق التفاهم الشيعي الشيعي، وتوحيد الخطاب الشيعي فكريا، وسياسيا، واعلاميا في تجربة مستقبلية التطلع، ففي المرحلة الحالية شهدنا ضياعا أخر للحق الشيعي، ففي الوقت الذي يحسب فيه على الشيعة استلامهم للمناصب القيادية في الحكومة، والبرلمان، وتقديم الشخصيات الشيعية بانها هي المسؤولة عن ادارة الدولة واتخاذ القرار، نجد ان الوضع السياسي برمته يشير الى العكس من ذلك، فالتحالفات السنية الكردية، تحت الغطاء الامريكي قد سحبت البساط من تحت اقدام رجال الحكومة من الشيعة، حتى فقد الشيعة خصوصية الاكثرية بعد ان تم اللجوء الى الصفقات والمحاصصات لتمرير العملية السياسية الهشة، والسريعة الاختراق من قبل من يشاء (وذلك باعتراف السيد ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق في الندوة التي حاضر فيها في مؤسسة الابرار – لندن 13/7 /2006 ردا على مداخلتي" الى متى يمكن تسيير سياسة العراق الداخلية عبر الصفقات بين الاطراف؟؟" ) وبالتالي يتساءل رجل الشارع عن جدوى الانتخابات وفوز قائمة الائتلاف التي صوت لها الاغلبية.
موجبات الحوار الشيعي الشيعي لايمكن انكار الصعوبات التي ترافق اي حوار بين جماعات او افراد تتبنى مواقف متباينة، أواتجاهات فكرية قد يناقض بعضها بعضا، ولكن حوارا داخل مجموعة ترتبط مع بعضها الاخر ارتباطا عقائديا ترسخت جذوره عند عقيدة الولاء لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام وامتدادا بعدئذ في الائمة من ولده الاطهار، فان هذا الارتباط يمكن بكل جدارة ان يكون كافيا لتوحيد الاراء والمواقف والافكار تحت سقف واحد، فارتباط بعض الشخصيات بمرجعيات معينة يكن لها الجميع كل التقدير والتبجيل لا يعني انفراد هذه الجماعات بأراء تخالف أراء جماعات تبنت مرجعيات جليلة اخرى، أو انخرطت في احزاب سياسية أسست لها افكارا وقضايا لا تخرج في النهاية عن الحس والواقع الشيعي لكن هذه التعددية قد اضرت بالصالح الشيعي، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان التعددية احد الادلة على الاتجاه الديمقراطي في التفكير، فالمظلومية الشيعية واقع معاش، وتحقيق الهدف بالتوحد الشيعي الشيعي حاجة تاريخية للخروج من نفق المظلومية، تاسيسا لعصر ظهور الحجة بن الحسن عجل الله فرجة الشريف، ومن هنا يمكن تلخيص موجبات الحوار الشيعي الشيعي بما يلي: أولا: العوامل العقائدية: أذا آمنا ان الفكر الشيعي يمثل خلاصة الاسلام الرسالي، وبان كل الاتجاهات الفكرية لدى الشيعة الامامية الاثني عشرية ترتكز على قاعدة الامامة التي تنادي بها طائفة الشيعة الاثني عشرية، وحتى من غير الاثني عشرية، فان توحيد الخطاب العقائدي يجب ان يكون جزءا بنيويا في الفكر الشيعي، واعتقد ان ماطرأ عليه من تباينات، وتعدد الطروحات ما هو الا نتاج لارهاصات المرحلة التاريخية المبنية على التناقض، وظهور مدارس فكرية شيعية حاولت كل منها احتلال الموقع الاول في التصدي لحركة التاريخ، وتفسيرها. ثانيا: العوامل السياسية: لايمكن انكار الشواهد الفعلية للمساهمات الشيعية في الحياة السياسية عبر حركة التاريخ، غير ان كل هذه المساهمات كانت تبدو وكأنها نتاجا لردود الافعال، او انها مجرد ردود افعال لحدث ما، وبالتالي يمكن للاخرين استلاب الجهد الشيعي وتضييعة مما سيؤدي حتما الى ضياع الحقوق التاريخية للشيعة، وتفويت فرص الانتصار، ومن هنا يصبح توحيد الخطاب السياسي الشيعي ضرورة تاريخية لايمكن تفويتها وخاصة في المرحلة الحالية من حركة التاريخ، فان تنسيق الجهود السياسية وتوحيد الكلمة، والخروج دائما ببيان واحد يمثل الاتجاه الشيعي سواء في السياسة الداخلية، او الخارجية، سيعطي مصداقية للقوة الشيعية، يضاف الى ذلك ضرورة الاصرار على المواقف، وعدم الانجرار عاطفيا وراء احتمالات حاجة الاطراف الاخرى، او تفضيل مصلحة الاخر على المصلحة الشيعية، ولاجل تحقيق ذلك يجب ان تصبح المصلحة الشيعية عنوانا للمصلحة الوطنية. ثالثا: العوامل الاقتصادية: جغرافيا وتاريخيا امتازت وعرفت المناطق الشيعية في العراق بانها ارض السواد، فالجغرافية الشيعية في العراق زراعية بالاصل قبل اكتشاف البترول، وهي تمثل المساحات الجغرافية الاكثر خصوبة في العراق، وكان من البديهي ان تهمل هذه المواقع من قبل الحكومات السابقة باعتبارها مراكز للتجمعات الشيعية وبخاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار الجوانب القدسية لبعض المناطق مثل النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكوفة والكاظمية وسامراء، فكل هذه المناطق تقع على ضفاف الانهار، وتشتهر بكثافتها الزراعية على الرغم من ان بعضها يجاور الصحراء مثل النجف وكربلاء والكوفة، غير ان الجانب الاقتصادي لايكمن في الزراعة فقط، فهذه المناطق من اشهر مزارات المسلمين في كل انحاء العالم وبخاصة ابناء الطائفة الشيعية بمختلف مدارسها، ويكفي ان نعلم انه في موسم واحد من مواسم كربلاء المقدسة وبخاصة في اربعينية الامام الحسين عليه السلام ان عدد الزائرين يتجاوز الثمانية مليون انسان، مما يؤشر حركة اقتصادية عالية المستوى، هذا غير ما يفترض ان يصل الى المراجع العظام من حقوق شرعية، مما يكشف عن واقع اقتصادي نشط. لكن يبقى التساؤل قائما: هل تم توظيف هذا الاقتصاد الهائل في خدمة القضايا الشيعية لاجل توحيد الصفوف ورفع المعاناة المأساوية عنهم؟؟ أن توحيد المواقف الشيعية سيعني بالضرورة توحيد الجوانب المالية والاقتصادية مما سيطرح مشروعا شيعيا تنمويا يتجاوز رأس ماله بضعة مليارات سنويا، إن توحيد الاقتصاد الشيعي سيعني قوة اخرة تضاف للقوة السياسية التي نطمح اليها وفق الشريعة السمحاء. رابعا: عوامل الاعلام والثقافة: شكلت القنوات الفضائية قوة اعلامية يتم من خلالها طرح المواقف السياسية التي تتبناها الجماعات المالكة لها، وبالتالي يتم توجيه ذهنية رجل الشارع وفق ما يتم طرحه من آراء، او ما يتم تبنيه من مواقف، فالاعلام اصبح احد اهم الاسلحة في حالات السلم كما في حالات الحروب والصراعات، بل ان الكثير من خبراء الستراتيجية العسكرية صاروا يعولون على الجوانب الاعلامية في خططهم، وانا لا انكر وجود بعض القنوات الاعلامية الاسلامية، كالمنار والكوثر، والعالم وغيرها، وعلى الرغم من انها تمثل جهات شيعية محددة الا انها تسد جزءاً من الفراغ الاعلامي الاسلامي الشيعي، لكن قنوات متطرفة مثل الجزيرة استطاعت بسبب التمويل المالي اللامحدود ان توجه الشارع السني، مع الاخذ بنظر الاعتبار انه لايمكن اعتبارها قناة اسلامية سنية، وهكذا تظهر الحاجة الى قناة اعلامية شيعية عراقية تغطي الفراغ الاعلامي، يتم من خلالها توحيد الخطاب الاعلامي الشيعي واكسابه المزيد من الواقعية والعقلانية مما يمكن ان يشكل اتجاها جديدا في المناهج الاعلامية الحديثة، فنحن بحاجة الى ان يكون خطابنا الاعلامي متناغما مع الخطابين السياسي والعقائدي بحيث انه يمكن الاعتماد على كل من الاطراف الثلاثة في دعم احدهم الاخر. خامسا: العامل المستقبلي: يملك الشيعة العديد من الدوافع المستقبلية لتوحيد الجهد الشيعي الشيعي، فاذا كان الانتظار (انتظار المهدي عجل الله فرجه الشريف) جزءاً من العقيدة التي آمن بها الشيعة الامامية الاثني عشرية، فان هذا الانتظار لم يكن عاملا عاطفيا خارج التأطير الشرعي والمفاهيمي، وهو ليس نظرة سلبية نحو المستقبل، بل انه يقدم فهما واقعيا لحركة التاريخ يؤكد ان الانسان لا يسير نحو الفراغ، وان لمسيره غاية، ولذا فان الانتظار هنا مبني على الواقع وليس (كالمثالية الهيجيلية) وحيث ان الامام المهدي عليه السلام كائن واقعي عاصر حركة التاريخ بسبب غيبته، وهذه المعاصرة تعني خبرة تراكمية في متابعة ومعايشة الحدث التاريخي اضافة الى الاشتراك في صناعة الحدث وتوثيقه، فان الانتظار يصبح حركة انسانية لتحقيق مستلزمات ظهوره الشريف، فالرؤيا المستقبلة يجب ان تتوحد باتجاه تحقيق الاسباب الموجبة لتعجيل الفرج، وبالتاكيد فان هذا لا يمكن ان يحدث في حال التشتت والتباعد وتناقض الافكار، كما ان التفكير المستقبلي يعد جزءاً اساسيا من العقيدة الاسلامية باعتبارها العقيدة الخاتم.
مناهج الحوار ان الاحزاب السياسية والتنظيمات الجماهيرية وخاصة الشيعية منها، التي وجدت قبل سقوط النظام الطاغوتي، وبعده كلها تحمل افكارا تنحو نحو ايجاد مستقبل آخر للعراق بعيدا عن الاتجاهات التي تبنتها الانظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق لعقود عديدة، لكن هذه الافكار والرؤى تتباين من حيث العمق وسعة الافق، ومنهجية التعامل مع تطورات الحدث التاريخي، بعضها يتبنى فلسفة اسلامية، والاخر علماني الاتجاه، وبعضها بين هؤلاء وهؤلاء، ونحن لا ندعي انه من السهولة بمكان توحيد كل الاتجاهات الفكرية وجمعها في سلة واحدة، وهذه امنية نتمنى لها ان تتحقق، ولكن الوصول الى القواسم المشتركة انطلاقا من فكرة الولاء لاهل البيت الاطهار عليهم السلام والاعتقاد بامامتهم، وبأننا نعاصر اخر أهم الاحداث التاريخية المؤدية الى ظهور عصر الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف، فإن كل هذه يمكن ان تعد ارضية واقعية للتحاور والتقارب والاتحاد، وحتى لمن يتبنى فكرا علمانيا فان خلفيته الشيعية ستقدم له عقيدة يقينية بالحاجة الى التوحد مع بقية القوى الشيعية. إن المنهجية في هذا النوع من الحوار ستنطلق من أسس عقائدية، تاريخية، فلسفية، وانسانية، وهي بالتالي ستنحو باتجاه تقييم الموقف التاريخي للشيعة الامامية، التي ستقود الى ظهور الحاجة الى توحيد هذا الموقف في صياغة تمثل الاتجاه الشيعي في التعامل مع الحدث وتفسيره. ان الخروج من القوالب الكلاسيكية في الحوار، والارتقاء بالحالة الشيعية الى مستويات، تحقيق الغايات وليس فقط تقديم الطروحات والاراء لكفيلة بتحقيق الهدف، ومن هنا فإننا نحتاج الى تحويل الافكار الى افعال تتناسب وحركة التاريخ، للخروج من حالة الرتابة الى حالة التفاعل مع الواقع دون السقوط في فخ اشكاليات الواقع نفسه.
الغايات لايدعي اي من الفلاسفة ان تحقيق الغايات يمكن ان يقع خارج الجوانب المعرفية، والانسانية، او انه من السهولة بمكان كقطرة ماء تنساب بهدوء على منحدر سلس، فاذا كانت البدايات صعبة وقاسية، فان النهايات بالتأكيد لا يمكن ان تكون الا نتاجا لمخاض شديد، ولهذا فان ما يمكن ان يتحقق سيكون نتيجة لعملية تراكمية يكون لعامل الزمن فيها حصة واضحة، لكن هذه الخبرات المتراكمة يمكن ان تختزل الجوانب السلبية في عامل الزمن، والاستفادة من العوامل الايجابية فيه. فما هي الغاية التي نسعى للوصول اليها عبر التأكيد على الحوار الشيعي الشيعي؟؟ إن نظرة واقعية لتطورات الحدث التاريخي فكريا وسياسيا واجتماعيا وحتى نفسيا، تحكم بضرورة توحيد الكلمة وتوحيد الاهداف بعد ان عرفنا ان المباديء الاسياسية للشيعة قد توحدت في اطر الولاء لاهل بيت النبوة الاطهار عليهم السلام، ففي الوقت الذي كانت الاطراف السنية تحسد الشيعة الامامية على وجود المرجعية الدينية التي كانت على الدوام قادرة على توجيه الشارع الشيعي عقائديا وسياسيا في نفس الوقت، فان اتباع مدرسة الخلافة سعوا الى ايجاد مرجعية دينية لهم عبر تجمع سني (هيئة علماء المسلمين) ظهر عنه ديوان الوقف السني تشبيها بديوان الوقف الشيعي، غير ان هذه التجمعات السنية اوجدت صيغا للتحالف مع الجماعات السلفية بل ان قيادات سنية في السلطة اصبحت تمثل الاتجاه السلفي التكفيري، والذي اشاع الفوضى التدميرية في العراق عبر التاييد غير منقطع النظير للارهاب وتمويله وايجاد الحاضنات له، وتغطيته سياسيا واعلاميا، فاذا كان الشيعة يرغبون في الاستمرار بامساك السلطة في العراق عليهم ان يتحدوا وان يوحدوا اهدافهم ومناهج عملهم لتكوين قوة فعلية، وهذه لن تكون الا بتوحيد خطابهم السياسي والاعلامي والديني والخروج من مأزق التجزأة والتفرق تحت قيادات متعددة، الى واقع الاندماج والتوحد، وهذا الخروج من التشتت لايعني بالتاكيد الاتكال على قوى لها مصالحها الخاصة التي تريد تنفيذها على حساب المصلحة الشيعية بل على القوى الشيعية ان تدرك ان حسابات المصالح يجب ان تكون متبادلة دون التفريط بالحق الشيعي.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |