|
فعلها المالكي .. فهلاّ يفعلها!؟ الحاج غفار العفراوي رغم الملف الأمني الساخن والحرائق المشتعلة في البلد ، ورغم تهديدات الحرب الأهلية التي يخيّم شبحها على عقول وقلوب أبناء الشعب العراقي ، ورغم سياط الإرهاب المفخخة ومخالب النواصب الخبيثة التي مزقت أوصال العراقيين وفرقتهم وجعلتهم شعوبا وقبائل يتقاتلوا بدل ان يكونوا شعوبا وقبائل ليتعارفوا ، رغم كل ذلك ، ومع النداءات والنصائح المتكررة من قبل القادة السياسيين والدينيين ، ركب رئيس الوزراء نوري المالكي الموج المتلاطم وغادر العراق متوجها الى واشنطن مخلفا ركاما من الجثث والدماء والقتل والصراعات السياسية والاعتقالات العشوائية .. نعم ، لقد فعلها رجل الدعوة الإسلامية وذهب الى موطن الشر والتخريب والتدمير، الى حاضنة الإرهاب العالمية ، ذهب ليلتقي مع إخوة الشيطان بوش وجيني ورامسفيلد والشمطاء رايس ... ذهب تاركا مبادرته للمصالحة الوطنية تعصف بها رياح الطائفية والحزبية والبعثية ، ذهب وهو يعلم انه تارك أصوات ودعوات ونصائح من أوصله الى هذا المنصب بموقف لن ينساه هو والتاريخ السياسي على السواء. فهل حقا يستطيع كرسي الحكم ان يغير المباديء و القيم والمثل العليا التي طالما عهدناها بالرجل مذ عرفناه ، وهل ان الضغوطات الزلماوية والتوافقية والعلاوية والطلبانية قد فعلت فعلتها فما استطاع مقاومتها ، هل من المعقول ان ذو العقل الراجح والفكر الثوري المتقد ينخدع بكلمات الإطراء والمديح والتملق الديماغوجية الخبيثة التي أطلقها بعض السياسيين (الإخوة الأعداء) والتي هي نفسها كانت السبب وراء الإطاحة بالدكتور الجعفري في يوم السقيفة العلمانية ! وهل نسي من قال انه ابن الصدرين ما تعهّد به حين كان عضوا في الجمعية الوطنية وما تعهّد به بداية تسنمه منصب رئاسة الحكومة ! أسئلة عديدة نسمعها ولا ندري كيف نجيب عليها وهل يمكن ان تجاب بأسئلة وتساؤلات أخرى؟ فهل نقول ان للرجل أجندته الخاصة التي لا يريد إعلانها الا في الوقت والمكان المناسبين ، هل نقول انه يريد تفجير المفاجأة الكبرى في بيت الشر(الأسود) وأمام الكونغرس الاميركي ليعلنها مدوية ويعطي لكلّ ذي حقّ حقه ويمارس اكبر الجهاد عند الله ويقول كلمة الحق عند السلطان الجائر ، هل سيطالب بالحقوق المسلوبة من مغتصبيها ، هل سيقول للحكومة الاميركية وللحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي اخرجوا جنودكم من العراق فهو قادر على حل مشاكله بنفسه ، هل سيطلب من بوش ورامسفيلد ورايس وغيرهم عدم الدخول الى العراق كاللصوص ! هل سيطالب بإخراج المعتقلين الأبرياء من السجون الاميركية العراقية ، وهل سيتطرق الى مظلومية الشيعة المستمرة سابقا وفي الوقت الحالي ، هل سيذكر أمامهم رمز العراق الشهيد الصدر كما فعلها الجعفري حين اقضّ عروش ( الصهاينة العرب) في مؤتمر القاهرة ، وهل سيطالب بإنهاء مسرحية محاكمة الطاغية وزبانيته وإصدار حكم الإعدام فيهم ، هل سيفعلها فيكون علامة بارزة ورمزا وطنيا ناصعا في عقول وقلوب كل الشرفاء في العالم وكل شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) ؟ انا اعتقد انه لن يخسر شيئا إذا فعل ذلك بل أتمنى ان يفعلها فلا بديل لاحتمالين لا ثالث لهما : الأول : استجابة الاميركان لهذه المطاليب وهذا هو النصر والفوز الكبير . الثاني: زعل وامتعاض الاميركان ومن ثم قتله وهذا هو الفخر في الدنيا والآخرة له ولحزبه وللتشيع وللإسلام عموما . وفي كلتا الحالتين فهو منتصر ونحن منتصرون وستكون حينئذ الضربة القاصمة لكل مخططات الاستعمار لأنه سيعرّيهم أمام الرأي العالمي وأمام شعوب العالم بأسره كما فعلها المجاهد العظيم السيد حسن نصر الله بانتصاره الكبير على الصهاينة اليهود في معركة الوعد الصادق .. فهلاّ فعلتها يا مالكي إكراما لدماء الصدرين
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |