ياخالدة .. أمهاتنا نذرنّا الى الوطن

أبو نصرالله الجبلاوي

aljablawi@hotmail.com

وطني الجريح .. من ذا الذي يحمل همومك ويستريح ؟ .. من ذا الذي يداوي جراحك وعنك الهموم يزيح؟ من ذا الذي يشفي صدور أمهاتٍ ثكالى تندب أبنائها وتصيح ؟ من ذا الذي يمد لك أيادي السلام بأغصان الزيتون الذبيح؟ قتلوك ياوطني وبأسمك وهذا قمة الجسارة والنذالة والفحيح .. نعم أفاعي تلف بأجسادها فوق رقاب الشباب المليح .. فتقتلُ هذا وتذبحٌُ ذاك بأسمك ياوطن .. فمتى من ذبحك ياوطنى نستريح؟ وأسفي والله أني أقولها وأعاتبكَ وأنت منها بريء براءة الذئب من دمِ يوسف ..

ياخالدة .. نحن نحب الوطن لأننا وطنيون .. لأننا أنسانيون .. لأننا آدميون .. لأننا متآلفون .. ومن حبنا للوطن نضحي بماتملك النفوس وماتجيش الخواطر ولسنا عن دربنا صادون ولا عن قرارنا راجعون .. نحبك ياوطن فمن أجلك أغلى الأشياء تهون .. لاعتبي عليك لأنني أعرفك كنت لنا ملاذ .. تحضننا .. تحملنا تدفننا لو أنتهت بنا الحياة ولم تتركناأبداً في الفلاة .. مثلما يفعل الجناة ..

عتبي وهل يفيد العتب بالقتلة الحفاة؟ .. ياخالدة أمهاتنا منذ أن جئنا للحياة أرضعننا حب الوطن .. وعندماحان الفطام كان الهواء والغذاء حب الوطن .. نذرنّ أرواحنا من أجل الوطن .. فطمنّّا على حب الوطن .. نعم الجزع بادي على الوجوه لأن القاتل يعيش على أرضك ياوطن .. يتنفس هواءك ويشربُ من ماءك .. وبأسمكَ العزيز يقتل الأبناء ..لهذا كان الألم .. لهذا كان البكاء .. كان الجزع .. كان الهلع .. لأن قاتلك خائن تغذى منك وتنكّر لك ياحبيبي ياوطن ..

ياخالدة.. أمهاتنا الطيبات لم يعرفن نساءاً أو يدركن بأن هناك نساء لم يفطمن أبنائهن على حب الوطن .. لذا تملكهن العجب وبدت الحيرةَ على محياهن من هذا العمل الصعب .. أبن الوطن يلدغ بمكر أخاه !! أيُّ عمل هذا الذي يفعله الجناة وبأيِّ ذنب؟ هذا عن العراق .. عن نساءه .. عن شبابه .. عن المحن التي تلحقُ بالوطن ..

أما عن الجريح لبنان فالحال لايختلف وكلكم رأيتم بأعينكم كيف الأشقاء في أخيهم قد أختلف ؟!!.. فهذا يسمي ضحاياه بالقتلى وهو بفمه من أسرائيل يزدلف .. ماالفرق بينكِ ياحماس قتيلكِ ببنادق العدو عن حزب الله مختلف .. فهذا شهيد وهذا قتيلٌ محترف ؟ .. ياأسفي على الديار تحمل فوق تربها كل أنسانٍ حقودٍ متعجرف ..

ياخالدة .. لكل هذه تبكي أمهاتنا .. ولكن بأرواحنا وبتضحياتنا نبني الوطن ..

ولأجل عيون الأمهات ولأجل حنين الأمهات نضحي بالأرواح من أجلك ياوطن .. ومهما أتسعت رقعة الذئاب فوق أرضك ياوطن .. تتسع صدور الأمهات وتكبر أثداءها بلبن الطهر الذي يغذي أبناء الوطن .. فلتعش ياوطن وتبقى سالماً ومادموع أمهاتنا الآ من أجلك ياعزيز ...

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com