آخر نكات صدام في المحكمة

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

يبدو أن الدكتاتور السجين صدام لا زال مصدقا بأنه كان عسكريا كبيرا وقائدا للقوات المسلحة العراقية خلال فترة حكمه الإستبدادي للعراق، علما إنه لم يخدم العسكرية في أية فترة من حياته، ولكنه كان يرتدي الباس العسكري فقط، دون أية معرفة بالعلوم العسكرية وفنونها، وكان يقلد نفسه بين الحين والآخر الأوسمة والنياشين العسكرية الرفيعة.

ولكن أن صدام قد طلب خلال أحد جلسات محاكمته بتاريخ 26 تموز 2006 من القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن، في حالة إصدار حكم بحقه، بأن تكون عقوبته الإعدام رميا بالرصاص بدلا من الشنق، لأنه عسكري كما يدعي صدام، فلذلك يجب أن يعاقب إذا ما أدانته المحكمة ( رميا بالرصاص لا شنقا مثل بقية المجرمين ) هكذا قال صدام في المحكمة

ومن المعروف للجميع أن صدام وأعوانة الذين إستولوا على السلطة بالقوة والقمع والإستبداد في 17 تموز 1968، هؤلاء الذين تقلدوا أرفع المناصب الحكومية والسياسية والعسكرية والعلمية، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، العريف في الجيش علئ حسن المجيد، الذي أصبح وزيرا للدفاع وسمير الشيخلي الذي لم يحصل على الشهادة الثانوية وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي وغيرهم الكثير والكثير

حقا أن ما قاله صدام في المحكمة هي آخر نكته من نكات هؤلاء، الذي سمعنا عن نكاتهم كثيرا عندما كانوا في الحكم، ونسمعها اليوم منهم وهم في السجن، إنهم لا يخجلون ولا يستحون، وکأنهم يعيشون في عالمهم الخاص وبعزلة تامة عن البشر، حيث يصرون على إنهم لا زالوا القادة الشرعيين لحكم العراق وليس غيرهم

يتحدثون في المحكمة وکأنهم أبرياء لا ذنب لهم، وأنهم كانوا من المخلصين للعراق والعراقيين، حيث قال صدام في نفس جلسة المحاكمة، بأنه قد وقع على حكم الإعدام بحق المجرمين والمتآمرين دفاعا عن ( العراق والشعب والمسيرة )، وکأن كل هؤلاء الآلاف والآلاف من الضحايا والشهداء كانوا لا يدافعون عن الوطن والشعب إلا صدام وأعوانه !

هؤلاء القتلة الذين تركوا ورائهم المقابر الجماعية، والكثير من المفقودين والمغيبين والمعوقين والأيتام والأرامل والمآسي والضيم وخراب الوطن ودماره، لا زالوا يتبجحون بأفعالهم الإجرامية من خلال المحاكمة الإستعراضية التي على ما يبدو لا نهاية لها قريبا

فمتى سيحاكم هؤلاء على حروبهم العدوانية وجرائمهم الوحشية، والتي لا تحتاج الى المزيد من الشواهد والبراهين والإثباتات، لأنها موثقة بوثائقهم التي تركوها خلفهم أصلا، ولا زالت آثار جرائمهم المدمرة في كل بيت عراقي؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com