سياسة التكريد، جنازة جرجيس فتح الله نموذجاً

كاتب اشوري كلداني يلف جثمانه بعلم مشروع كردستان!؟

نتوجه إلى الأخوة الأكراد بهذا السؤال البسيط : ماذا عساها تكون ردة فعلكم لو شاهدتم (لا سمح الله طبعا) جثمان الزعيم الكردي عبدالله اوجلان ملفوفا بالعلم التركي؟؟؟

 

أريو الخابوري

ornamoo@hotmail.com

أتحـفـتـنا قناة "عشتارستان" الفضائية الكردية قبل أيام بمشاهد جديدة، تضاف إلى قائمة المشاهد المثيرة التي دأبت المحطة على عرضها ضمن خطة تسويق الحكومة الكردية على أنها أمّ الديمقراطيات في العصر الحديث، وفي الشرق الأوسط الجديد تحديداً، وضمن مشروع "سياسة تكريد الأخضر واليابس" المقرر في غرف الظلام السرية، والمنفذ على أيدي بعض الأدوات المسيحية المستــكردة، وبنفس الطريقة الهوليودية التي انتهجتها المحطة في إخراج بعض أبطال الكرتون الذين فرضوا زعماء على الجهلة وقليلي العقل من أبناء شعبنا .

ففي سياق تغطيتها الشاملة لأخبار كردستان (وهي بالمناسبة لا تبث من هذه الـ "كردستان" أي خبر يتعلق بأبناء شعبنا رغم أنها محطة "محايدة جدا !!!" و"مستقلة جدا !!!") قدمت عشتارستان برنامجاً خاصاً لرحيل الكاتب والمؤرخ الآشوري الكلداني جرجيس فتح الله، صاحب المساهمات الكبيرة في تاريخ القضية الآشورية لعل آخرها كتابه الموسوم "أضواء على القضية الآشورية . مذابح سيميل نموذجا" . ولا تكمن الغرابة في هذا الخبر بتغطية عشتارستان له، فزعيم المحطة وأبوها الروحي وممولها والمكلف بتسيير أمورها كان حاضراً في مراسم العزاء، ومن الطبيعي أن يصطحب الرجل كاميراته الشخصية ومخرجيه ومحرريه الشخصيين معه إلى هذا المكان . لكن الغريب الذي يدعو للذهول والاندهاش والاستغراب والانكسار والألم والخيبة والقلق والرعب والجنون، ويتعمد الاستهتار بمشاعر الملايين من الآشوريين الكلدان السريان الذين كانوا يتابعون خبر وفاة أحد كتابهم الكبار (سواء اتفقنا مع أفكاره ورؤاه أم لم نتفق) الغريب هو أن يلف جثمان كاتب وناشط كلداني آشوري بعلم أمة أخرى ليست أمته، ويكفن بشعار شعب آخر ليس شعبه، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ نرى فيها مشهداً على هذه الدرجة من الغرابة والقبح يكاد يصيب المرء بنوبة هستيريا جنونية وشيزوفرينيا حادة تفقده صوابه !!!!!!!

رغم احترامنا الشديد لعلم وشعار الشعب الكردي الصديق، وتقديرنا الكبير لشعارات ورموز كل الشعوب في المنطقة والعالم، إلا أننا نتوجه إلى الأخوة الأكراد بهذا السؤال البسيط : ماذا عساها تكون ردة فعلكم لو شاهدتم (لا سمح الله طبعا) جثمان الزعيم الكردي عبدالله اوجلان ملفوفا بالعلم التركي؟؟؟ وجثمان شيفان برور مكفنا بالعلم الآشوري ؟؟؟ أستحلفكم بعلمكم وشعاراتكم ومقدساتكم، ماذا ستكون ردة فعل الشارع الكردي على مشاهد كوميدية كهذه ؟؟؟ أليس هذا استهتاراً جلياً بمشاعركم القومية ؟؟ أليس انتقاصاً من قيمة المتوفى وقيمة العلم في آن معا ؟؟ بصراحة وشفافية مطلقتين أقول، أن يُـلـفّ المرءُ، بعد نضال مرير من أجل إعلاء شان علمه، بعلم شعب آخر فهذه هي أم المهازل . 

لكن السؤال المحير والمقلق والمفزع الذي يقفز الى ذهنك مباشرة وأنت تتابع هذه المشاهد المخزية هو : كم يا ترى يبلغ حجم المبالغ التي قبضها هؤلاء "المطارنة؟؟" و"القادة!!" الذين نفذوا هذه الجريمة البشعة بحق هذا الكاتب، والذين - بالمناسبة - غالبا ما تظهر شخصياتهم على الشاشة ضمن فريق عمل واحد متكامل منظم وموجه ومدرب . أي صفقة هي تلك التي تجعل المرء يتبرأ من قوميته وحضارته وشعاره وعلمه ذوات السبعة آلاف عام ليتآمر على مناضل من أبناء قوميته فيلف جثمانه بعلم شعب آخر ؟؟؟؟

ماذا عساه يجيب جرجيس فتح الله يا ترى لو كان قد سئل عن رأيه في هذا المشهد وهو صاحب كتاب : "أضواء على القضية الآشورية، مذابح سيميل نموذجاً" .

هل تراه يكتب مؤلفاً جديداً ويعنونه : أضواء على سياسة التكريد، جنازتي نموذجا!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com