|
الى شبابنا احلام عبد الرحيم / السعودية (تاروت) في الوقت الذي نتحدث فيه عن الإصلاح السياسي والتقريب بين المذاهب وبذل الجهود من كافة شرائح المجتمع من مسؤلين ومثقفين وغيرهم الكثيرون ممن يشغلهم ويجمعهم مصلحة أبناء الأمة الإسلامية. تغافلنا عن جانب مهم حقيقة لم نعطيه حقه بالطرح والموضوعية والصراحة, والجلوس على مائدة الطموحات والهموم المشتركة. الا وهو التسعير الجنسي التي يتعرض له شبابنا والذي يجتاح وبكل قسوة وألم بيوتنا، ويهدد قيمنا وعاداتنا الأصيلة.. ويكاد ان يأكل اخضرار قلوبهم ليتركهم صرعى تناوشهم الكلاب المسعورة من كل جانب. ويقضي على زهرة شبابهم ويجعلهم لقمة سهلة المتناول بيد عدونا. وما نسمعه ونشاهده من الإغراءات والاثارات الجنسية سواء عبر الانترنت او آخر الصر عات البلوتوث. وغيرها من المجلات الماجنة والتي تصدر للأسف الشديد من دول تدعي الإسلام والإسلام بريء من أفعالهم, لهو الخطر بعينه. أنا أقول بحسرة وشجن ساعد الله شبابنا في هذا الزمن المحفوف بالشهوات، وفي هذه الأيام الحالكة، فهم اقرب للإصابة بهذا الداء الخبيث من أي وقت مضى. فكل الوسائل التي من شانها ان تثير فيهم غريزة الجنس متاحة بين أيدهم، وللآسف الشديد قد يفقد الآباء المقود بسبب عدم القدرة على السيطرة في صد هجمات الغرب ضد شبابنا المؤمن. والتي تتوالى عليهم من كل جانب. ونجد أن هناك اسباب كثيرة تدعوا بعض الشباب التوجه نحو مشاهدة الأفلام وخاصة الجنسية وكذلك الأغاني العربية والأجنبية وتصفح المجلات الماجنة، بالإضافة إلى الارتباط بالفتيات بشكل غير شرعي ليس لغرض الحب.. وما كل ذلك إلا نتاج التأثر بالاعلام الغربي وعدم وجود الرقيب والبديل الذي من شانه يحاكي شباب وميول هذا الجيل.. ما اكتبه ليس قلم بين اناملي جسد فكرة تدور بخلدي ابدا, بل هو حبر الم ونزف قلب... عندما اسمع او أشاهد ما يدور خلف الكواليس حول بعض من شباب وعماد المستقبل الذي بات لا يشغله سوى هذا الجانب ألغرائزي الجنسي.. يصبنا الغبن والألم... من ينقدهم من ياخد بايدهم؟! اصرخ معهم ألا هل من ناصر ينصر شباب الإسلام وناصريه. الآهل من يرسخ في أرواحهم النقية معنى السعادة الحقيقية، معنى التقوى الفضيلة وان إطلاق العنان لحرية الغريزة الجنسية لهي من اكبر المشاكل في العالم.وفي عالمنا الإسلامي بشكل خاص.. وقد حذر الكثير من العلماء من خطورة الجنس وأثره على الحياة الاجتماعية والاقتصادية فهذا أحدهم يقول: «إن خطر الطاقة الجنسية قد يكون في نهاية المطاف أكبر من خطر الطاقة الذرية....!!»[1] ، وآخر يقول: «والواقع أن مستقبل الأجيال الناشئة محفوف بالمكاره، ربما يتحول أطفال اليوم إلى وحوش عندما تحيط بهم وسائل الإغراء المتجددة بالليل والنهار! إن تشويها كبيرا سوف يلحق البشر حيث كانوا....؟»[2] ، ويلفت المؤرخ أرنولد توينبي «النظر إلى أن سيطرة الغرائز الجنسية على السلوك والتقاليد يمكن أن تؤدي إلى تدهور الحضارات».. ومع تلك الخطورة على الإنسانية بشكل عام وجدنا مجموعة كبيرة من البشر لا يكلون ولا يملون من الدعوة إلى انتشار الجنس وخاصة بين المسلمين فحال الشرق الإسلامي لن يستقيم تبعا لأهوائهم إلا بانتشار الجنس بين أفراده وسيطرة الشهوة على تحركات هؤلاء المسلمين. فهذا أحدهم يقول «لن يستقيم حال الشرق مالم تخرج المرأة سافرة متبرجة»، وآخر يقول: «كأس وغانية تفعلان بأمة محمد مالا يفعله ألف مدفع»، وآخر يقول: «يجب أن يتضامن الغرب المسيحي شعوبا وحكومات ويعيدوا الحرب الصليبية في صورة أخرى ملائمة للعصر (الغزو الثقافي) ولكن في أسلوب نافذ حاسم». إنا أعدائنا ليسوا من الخارج فقط أنهم أيضا ممن يتلبسون عباءة الإسلام، فهاهم يأخذون من الإعلام الغربية برامجهم الساقطة وتهيئتها وتقديمها بصبغة شرقية، برامج غنائيه تستعرض فيها المراه مفاتنها ونعلم جميعا مايراد منها. إذا نحن بحاجة الى تكاتف ورص الصفوف ومجابهة أسلحة الأعداء أن نعطي جميعا ان لا نكون اسرى بسجن حب الذات نكون قوة روح واحدة وكما قال نبينا الأكرم «ان المسلمون هم كالبنيان اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمى». ان لا تقول هذا ابني وليس ابنك او تلك فتاتك وليس فتاتي وأمرهم لا يهمني.. تلك فلسلفة الماديين ونحن ان شاء الله امة محمد يجمعنا هم واحد وقلب واحد وامل واحد هو الرقي بفكر شبابنا وتطهير نفوسهم من درن الشهوات لييكون الهدف نحو عالم تهفو اليه القلوب. وننتظره بشغف لمصافحة املنا ومهدي الوجود ، ولا يكون ذلك الا بلغة الحب والتواصل مع الشباب ومشاركتهم همومهم والعمل على حل مشاكلهم النفسية منها والاجتماعية. اختم قولي بعيق من مسك الامام علي يقول «طوبى لمن غلب نفسه ولم تغلبه وملك هواه ولم يملكه». وتقبلوا مني اجل التحايا.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |