|
الرياضة في العراق خلقت لتبقى المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة يعتبر العراق من اقدم الاقطار التي مارست الالعاب الرياضية في محيطه العربي والاقليمي حيث تأسست اللجنة الاولمبية الوطنية في عام 1948 التي تعتبر من منظمات المجتمع المدني وتعمل وفق مبادىء العمل الاولمبي العالمي بشرط عدم تقاطعها مع سياسة الحكومة العراقية لانها لجنة عراقية وهي تسعى لنشر الوعي الاولمبي والاشراف على تنظيم الانشطة والمسابقات الرياضية من خلال الاتحادات المنضوية تحت لوائها واعداد المنتخبات الوطنية للمشاركات الخارجية اضافة الى الاعداد والتنظيم للبطولات التي يكلف العراق بتنظيمها . تنفصل اللجنة الاولمبية عن وزارة الشباب والرياضة الجهة الحكومية المسؤولة وفقا" لقانونها عن الانشطة الشبابية والرياضية والفنية والثقافية بل هي مسؤولة عن تهيئة البنى التحتية لهذه الانشطة والفعاليات مع ذلك فأن الوزارة واللجنة لا بد ان يتمتعا بعلاقة متينة من اجل تطوير الشباب والرياضة في مختلف المجالات مع ان الرياضة ترتكز على نشاطات المجتمع الرياضي بصورة اشمل وأوسع لانها الجهة الحكومية المسؤولة عن ذلك . ولو عدنا بالزمن قليلا" الى الوراء لوجدنا ان اللجنة في زمن النظام البائد وبالذات عندما هيمن عليها ابن الطاغية ((عدي)) حيث انه ابتعد بها عن كامل اهدافها وسخرها لمأربه الشخصية ونزواته الطفيلية حيث استغلها لجمع المال والسطوة وانتهاك حقوق الرياضيين والتنكيل بهم في سابقة تعد الاولى من نوعها في تأريخ الرياضة العراقية . وبعد سقوط النظام وتخلص الشعب من جلاده في 9/4/2003 كان الامل والتمني كبيرين في ان تتخلص الرياضة من الادران التي لحقت بها وتنهض من جديد بعد ان تنفض عنها غبار الايام المريرة ليكون جهد الجميع موحدا" ومنصبا" في تهيئة الرياضيين لتحقيق الانجازات ليستعيد العراق دوره المفقود عربيا" واقليما" وعالميا" ولكن ظروف التغيير وبروز التناقض والتصارع من اجل الاستحواذ والهيمنة قد جعل مسألة توحيد الصفوف بأتجاه هدف واحد امر في غاية الصعوبة فضلا" عن عدم اجراء تغيير يذكر في منهجية وتوجهات وتعاملات اللجنة الاولمبية بعد انتخابات ضيقة النطاق التي جرت بأشراف اللجنة الدولية عام 2004 في دوكان التي كان الجميع يتمنى توسيع قاعدة الانتخابات بما يضمن المشاركة الاعم والاشمل لكل العاملين في الوسط الرياضي ولكي تسقط كل الحجج القاتمة والمعوقات التي كانت تطفو وتلقي بظلالها السلبي على الوسط الرياضي كما كان الامل والتمني بان تشق القيادة الجديدة للجنة لنفسها مسارا" مغايرا" لذلك المسار المبني على اسس الهيمنة الواهية وعدم غضها الطرف عما في حوزتها من ممتلكات لوزارة الشباب وهذا ما لا نرضاه لهم مثلما لا ترتضيه دولة القانون والمؤسسات التي نبذل النفوس رخيصة من اجل بنائها . ان الاحتقان والتقاطع اللذين القيا بظلالهما على الوسط الرياضي لا يعدو كونهما افرازا" من افرازات الخلافات والاختلافات المنظورة والشخصية والمعلومة من قبل المنصفين واصحاب الرأي الثابت والنفوس المطمئنة ولكنه في الوقت ذاته جاء متطابقا" وتطلعات النفس البشرية التي تلهث وراء المكاسب والغنائم بعيدا" عن عمق النظرة للمستقبل وما ستؤول اليه نتائج هذا الاحتقان . ان ما تمر به اللجنة الاولمبية اليوم وما تعرضت له من اختطــــــــاف لابرز رموزها _ فرج الله عنهم بالقريب العاجل ليمارسوا دورهم الريادي _ ما هي الا طعنة غدر ترمي لشل الحركة الرياضية في العراق الجديد دون تفريق بين اللجنة والوزارة . وان الوزارة تدعو اللجنة الاولمبية في هذا الظرف الحساس ان تعي مسئولياتها وتسمية رئيسها وتشكيلتها الجديدة وفق الاسس المعاير المعمول بها وبقيادة تتلائم مع الوضع العراقي الخاص بحيث تكون قيادة ميدانية متواجدة في العاصمة بغداد للقيام بمسؤولياتها وان أي اجراء لا يتماشى مع ذلك يعتبر خروجا" على الشرعية ومحبطا" للجميع لان اللجنة هي ملك لكل الرياضيين وان قيادة الانشطة الرياضية لا يمكن ان تدار من خارج العراق حيث ان امانة المسؤولية تخولنا التدخل من اجل وضع الامور في نصابها الصحيح بما يخدم الحركة الرياضية في هذا الظرف حيث اننا على اتصال مستمر مع اللجنة الاولمبية الدولية لحل هذا المأزق . ونرى ان الواقع الحالي يحتم علينا ان تكون الاسس واللبنات في البناء الرياضي مدروسة وفق ضوبط علمية لا تقبل اللبس والغموض محكومة بضوابط وقوانين حقيقية لا قوانين الحبر على الورق وبمشاركة جماعية فاعلة دون التفرد بأتخاذ القرارات التي لا تصب في المصلحة الحقيقية للوطن والرياضة ووفق صيغ القانون. فأحترام القانون والالتزام به يعكس صورة صاحبه وختاما" نأمل ان تذوب الخلافات والتقاطعات في الرأي في بوتقة الوحدة والبناء من اجل ترصين الوسط الرياضي وخلق قاعدة رياضية قادرة على صنع الانجازات وتحمل المسؤولية التي ترفع من شأن العراق عاليا" في المحافل الدولية تيمنا" بقول الجواهري الكبير .
أنا امة خلقت لتبقى وأنت دليل بقياها عيانا
فالعراق هو الصرح الذي يجب ان يستدل ونستدل عليه وهكذا يجب ان يكون الرياضيون وهكذا يجب ان تكون الرياضة .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |