|
ألأسلمة .. وألأمر عمر السراي وانا اتصفح طوابير القنوات الفضائية التي وهبنا اياها الستلايت ..توقفت راحلتي عند نشرة اخبار كانت تبثها احدى هذه القنوات العراقية .. وضمن تغطية هذه النشرة كان هناك خبر يشير الى اجتماع ٍ عقد اخيرا لحزب الدعوة ( تنظيم العراق ).. وكان الاجتماع ( حسب ما جاء في الخبر ) قد عقد برئاسة الامين العام للحزب الاستاذ هاشم الموسوي .. فاستبشرت خيرا لما لهذا الحزب من دور كبير في تحرير العراق .. وما له من رصيد عريق من الشهداء الذين سوروا الوطن على مر ّ السنوات الماضية .. وهو حزب يؤمن بالديمقراطية من خلال انظمته المتبعة في اختيار الاعضاء .. والانتخابات .. وهو من القوى السياسية المهمة التي تشارك في بناء العراق الجديد .. ومن اوائل المشاركين في تفاصيل الحكومة منذ السقوط الى الآن .. الا ان ما اثار استغرابي ..وقلقي .. وخوفي .. هو ان هذا الاجتماع اسفر عن برنامج من المؤمل ان يتبعه الحزب في الايام القادمة .. ومن ضمن فقرات هذا البرنامج .. العمل على اسلمة المجتمع.. والامر بالمعروف .. وطبعا ما يتعلق بهاتين المفردتين الاخيرتين .. من نهي عن المنكر .. أما استغرابي .. فسببه هو كيف يمكن لحزب يشارك في دولة عراقية قائمة على نظام علماني .. يفصل بين السياسة والدين .. وهذا الحزب شارك في كتابة دستور يكفل في احدى فقراته الحريات الشخصية للمواطنين وعدم سن اي قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية .. رغم وجود فقرة اخرى تنص على ان لا يجوز سن اي قانون يتعارض ومبادئ وثوابت الاسلام .. وكيف يمكن التوفيق بين هاتين الفقرتين .. هذا ما اتركه للقانونيين لحل اشكاله .. عموما كيف يمكن لحزب يدرك ان الاتفاق ينص على عدم اسلمة الدولة او المجتمع .. ويسعى لهذا الامر من خلال مقرراته التي ينبغي ان تصب في نفس اتجاه الدولة ومقرراتها ..؟ أما قلقي فمردّه الى مخيلتي التي اخذتني الى أن من الممكن لحزب الدعوة المشارك في الحكومة ان يسعى لتنفيذ مقرراته عن طريق التأثير على هذه الحكومة .. باتخاذ قراراتها .. مثلا الاصرار على جعل يوم الجمعة يوما محظور التجوال .. من الساعة (11) صباحا الى الساعة (3) ظهرا _ مع عدم مراعاة ارزاق اسواق لا تعمل الا يوم الجمعة _ تطبيقا للآية الكريمة " اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ....." او غير هذه الامور .. وأما خوفي فسببه هل ان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر سيطبق من باب الحديث النبوي الشريف " من رأى منكم منكرا فليغيّره ...." او عن طريق فرض قانون العقوبات الاسلامي .. كقطع يد السارق .. وجلد الزاني .. او رجمه .. والابتعاد عن قوانين المحاكم العراقية تدريجيا .. هل يعني اللامر بالمعروف .. واسلمة المجتمع .. اننا سوف لن نحلق اللحى ..؟ ابدا .. وسيسعى الحزب لتغيير هذه التوجهات فينا .. ؟ او ان يسعى لأمر الفتيات بالحجاب ومقاطعة الاختلاط والسفور ..لتحقيق هذين المبدأين المقررين في الاجتماع ..؟ لا ادري قد اكون مبالغا في حجم مخاوفي .. الا اني اؤمن بان العراق بلد اعتاد على الحريات بدرجة تساوياعتياده على احترام الاسلام وخصوصيته .. فقلقي ومخاوفي .. هي مشاعر واحاسيس نسبة كبيرة من الشعب العراقي .. الذي لا يأمل ان يعيش في بلد اسلامي .. كما لا يأمل ان يعيش في مجتمع متفسخ الاخلاق .. وترى هذه الشريحة من الشعب .. ان الامور لا تسوّى بالدعوات لأسلمة المجتمع .. ولا تأتي بالامر بالمعروف .. والنهي عن المنكر الا بالحسنى .. وعلى ان لا تتجاوز حد النصح البسيط .. ويأمل الشعب بدولة تسودها قيم القانون .. فحلاله هو ما تجيزه الدولة .. وما يجيزه الدستور .. وحرامه .. ما يعاقب عليه القانون العراقي .. والعراقي فقط.. أضع هذه التساؤلات في سلة ٍ صغيرة امام الجميع .. آملا ايجاد الاجابات ممن يهمه الامر .. والامر بالمعروف ...... فقط..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |