|
عقلية الطربوش وتركفوبيا تجاوزهما الزمن ناجي ئاكره يي (نحن نعيش في اكثر بلدان العالم ديموقراطية، أقصد تركيا. التركي هو السيد وصاحب الحق الوحيد في هذه البلاد، اماالذين لا ينتمون الى العرق التركي النقي فلهم حق واحد وهو ان يكونوا خدما وعبيدا، دع الصديق والعدو يعرفان هذه الحقيقة ودع الجبال تعرفها أيضا). الطوراني محمود أسعد بوزكورت استاذ القانون ووزير العدل في عهد أتاتورك
(من الواضح أن هناك من هم أحرار بالطبيعة، كما هناك آخرون عبيد بالطبيعة، والعبودية بالنسبة لهؤلاء مربحة وعادلة في نفس الوقت). ارسطو في كتابه السياسية
(الطوراني يعني ألغاء الآخر بالغدر وبالشر وبالظلم وبالدمار، والتعيس هو الذي يعيش تحت سطوته)
ناجي ئاكره يي
دولة تركيا تتكون شعوبها من أكثر 32 قومية ودين ومذهب، وظهر للعلن نتيجة عدم قبولها في الأتحاد الأوربي لحد لآن، عن وجود وهن عام متأصل في البيئة الأجتماعية التركية بأركانها العسكرية والأمنية والأقتصادية، وانعكست بالتالي على بيئتها الثقافية والسياسية، والتي ولدت اختلال في سياستها الداخلية والخارجية وأنكشف ابتذال ثقافتها التي تتباهى بها. و بما ان التاريخ هو تراكم الأحداث لتتابع الأزمنة، يتشكل في العقل السليم لدى الأنسان الصادق وعي علمي ليميز الحاضر عن الماضي ومدى تفاعل ذلك التمييز مع الواقع، من هنا تكون الرؤية واضحة ليعي الأنسان الأختلالات ومصادرها في كافة اوجه الحياة، بحيث تؤدي الى قيام النخبة الواعية عن كشف الواقع بسلبياته وايجابياته، عن طريق النقد الموضوعي تمهيدا لوضع اسس التغيير نحو الأفضل، ولا يبقى في هذه الحالة اي مصوغ للتبريرات غير المنطقية، لأن الصراع بين النقد الموضوعي والتبرير غير المبرر يكون واضحا وجليا. بهذا الألمام يمكننا أن ننطلق للحكم على الثقافة التبريرية سلبا، والتي ظهرت خلال الحكم العربي والأسلامي، وخلال سيطرة البابوات على ارادة الشعوب الغربية المسيحية بتسيير الكنيسة لشؤون السلطة، وتجلت الثقافة التبريرية في أبشع صورها ابان الحكم العثماني الأستعماري وأستمرت ولا زالت في حكم الدولة التركية الحديثة، التي ما برح الأتراك الطورانيون خلال تأريخهم العنصري الأسود، أضافة الوان وردية جميلة على حكمهم الأستبدادي الجائر والظالم، وقياس تلك الألوان القاتمة في حقيقتها على مفاهيم عصر استعمارهم للشعوب، والطلب من الشعوب التعامل مع غرائزهم البدائية الجافة والمنحطة، الموروثة من قبائلهم الهمجية المتوحشة التي غزت اراضي الآخرين، ورغم مستجدات العصر لا زالت الحكومات التركية الطورانية المتعاقبة، تحاول الأثراء من خيرات الآخرين والهيمنة على الشعوب. وتأريخهم يشهد ومنذ القرن الرابع عشر من الألفية الثانية حينما بدأت غزوات المغول والعثمانيين لاحقا ولحد تأريخه يتفقون ويتعاملون وفق القاعدة التي ذكرناه، فالى جانب القتل والتدمير نشرت هذه الفئة الضالة من البشر السحر والشعوذة ولاحقا شجعت الفرق الصوفية وتكيات الدراويش، للسيطرة على وعي الشعوب بالخرافات اوعن طريق وعاظ السلاطين، لخلق واقع معلول لدى الشعوب المضطهدة، ومنعت التعليم وحجرت الثقافة والتقدم عن الشعوب التي تحكمها وجعلتها قاعدة في تعاملها معهم، ويتذكر المعمرون من الكورد والعرب والأرمن وغيرهم من المحكومين، فتاوي وعاظ السلاطين ولا حقا وعاظ اتاتورك ووارثيه، التي تعتبراي تجديد بدعة مخالفة للأسلام يستوجب محاربتها، وكان السذج من الشعوب المبتلية بحكم الطورانيين حينما يشتمون شخصيا يقولون له يا فرنك، كأن العملة الفرنسية شتيمة بدون معرفة مصدر ومعنى الكلمة، ومنعوا القبعة الغربية على اساس انها تحجب رؤية رحمة الله التي تأتينا من السماء، وأخترعوا بدلها الطربوش الذي يجسد بحق اسباب استعمالها وتعميمها من قبل الأتراك التقوقع المزري في التخلف والوقوع في الفخ الطوراني بأسم الدين. فتعامل الأتراك مع الأخرين اقصائية وفق مصلحة أنانية، ونظرتهم الى الشعوب نابعة من أمجاد كاذبة ومن جغرافية متخيلة يجسد أستبدادهم، وظاهرة المخادعة والمخاتلة وظلم الشعوب والقسم والحلف الكاذب عند التعامل مع الآخرين ديدنهم، وتغيير الجلد في السياسة لأستغلال الظروف لأستعباد الشعوب معدنهم، هذه الصفات متجذرة في التكوين الوراثي الطوراني التركي القديم منه والحديث، لذا نجد الأقلية الطورانية التركية في الأناضول وفي الدولة التي تسمى تركيا، وذيولها وجالياتها في خارج تلك الدولة المصطنعة، أمثال ما تسمى الجبهة التركمانية في العراق والطورانية في قبرص وغيرها من الأماكن، شعاراتها مخادعة وأحزابها مضللة ومؤسساتها المدنية مزيفة، لأنها مرهونة لعاملين عامل الوراثي الصيروري لطبيعة الطوراني التركي الغازي والقاسي والمستبد والسادي بالتلذذ في تعذيب الأخرين (هولاكو وجنكيزخان وتيمورلنك وسليمان القانوني المخادع وسليم الأول الرهيب وسليم الثالث المجرم الذي أباد الشيعة والأزيديين ومراد الخامس المجنون وغيرهم حيث ان كتب التاريخ حافلة بجرائم الأتراك الهمج)، والعامل الآخر النموذج التركي الكولونولي المتجسد في أفكار وطروحات الشاذ اللقيط أتاتورك الفاشي، حول أفضلية الدولة التركية وزعامتها (النازية) للشعوب والأدعاء بفوقيتها عليهم. يقول المؤرخ والكاتب بينيتو بيريث غالدوس : تضمحل الأمبراطوريات وتنحط الأجناس ويضعف الأقوياء والجمال يتلاشى بين التجعد والشيب، الحياة لا تعطل وظيفتها الأزلية، ومع الأسباب التي تقود الى الشيخوخة تتقاطع طرق الفتوة نحو مسارها الأعلى، هناك امبروطيات عظمى وأجناس شديدة القسوة وأمثلة عليا وجمال ذو طراوة أصيلة، فالى جانب بالوعة الموت ثمة منابع المنشأ المتواصل والخصب.... الخواء القومي الطوراني غير انساني في مضمونه، لذا لم ولن تتراجع عن مذابحها الجماعية للآخرين رغم الظروف العالمية المستجدة، لأن خواءها القومي ناتج عن فراغ الفكر الأنساني لدى النخبة التركية، فالحروب التي أشعلتها القبائل التركية الغازية ضد الرومانيين والأغريق وضد البلغاريين االيونانيين والعباسيين والفرس برروها بحجج واهية غير منطقية، وفي مرحلة الدولة العثمانية والدولة التركية الحديثة، أصبحت حروبهم على شكل مذابح جماعية ضد العرب والكورد والأرمن والصربيين والقبارصة والآثوريين غيرهم، لأنهم وظفوا لها العامل الديني والقومي لتبرير وتمرير تلك الجرائم، اي حصلت تلك المجازر من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والتهجير والتدمير، بأسم الدين الأسلامي والشريعة كان عمودها الفقري، وفي حقيقتها كانت من افرازات خوائها القومي العنصري، ففي مذابح الأرمن خرج شيخ الأسلام مفتي السلطنة العثمانية المقبور مصطفى خيري بك، يدعو لتطهير بلاد المسلمين من الكفرة قائلا : أن مآثر العدو جلب علينا غضب الله.. بزغ النور في وجه شعب محمد لكي يقوموا بواجبهم الديني للدفاع عن تاج الدولة، واذا قمنا بالواجب فأن مملكة محمد مضمونة... الخ. و عند ابادة الكورد أفتى وعاظ السلاطين بأنهم خرجوا من اطاعة ولي أمر المسلمين، مدعين بأن أطاعة ولي الأمر هو من أطاعة الله ورسوله، في الوقت الذي كان ولي أمر المسلمين ملتهيا بمعاشرة الغلمان والجواري ومدامنة الخمر، وبعد سقوط حكم الخلافة الأسلامية التي كانت أسيرة الأتراك، ظهرت حقيقة التوجهات القومية العنصرية للأتراك، وخاصة في قبرص والعراق والشام ومن خلال موقفهم من اليونانيين والأكراد وغيرهم. أثر الأنتخابات التركية الأخيرة التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية كتبت مقالة في جريدة الزمان اللندنية، عدد 1373 في 25/11/2000 بعنوان (هل تستطيع الحكومة التركية تجاوز مواريث عنصرية متراكمة ؟)، ذكرت فيها بأن الطورانية متجذرة في عقلية النخب السياسية التركية، وان ما زرعه كمال اتاتورك من أفكار عنصرية في المجتمع التركي واضحة في ممارسات الحكومات التركية المتعاقبة، بتنصيبه جنرالات الجيش التركي حراسا على العلمانية، بذلك قلب المعادلة المتعارف عليها بأن يكون للدولة جيشها، بل خلق للجيش التركي دولته، من خلال تدخله في جميع مرافق ومفاصل الدولة التركية، لذا يكون من الصعوبة على حكومة حزب االعدالة والتنمية، ان تستطيع فك أسر الشعوب التركية من قيود الجيش التركي ومن تدخلات أجهزته الاستخباراتية.... الخ نعيش في عالم زاخر بذكريات جهود الأنسان لرفع الظلم والجور عن كاهله، والشعوب المضطهدة في منطقتنا تحملت العبء الأكبر لردع هذا الظلم الجاثم على منكبيه، وكان لنا نحن الكورد حصة الأسد من تحمل الجروح التي أحدثتها أنياب الطغاة والظالمين من عنصريين وشوفيين في جسد أمتنا المغبونة، ورغم حصول تطورات دراماتيكية في المنطقة والعالم، نجد بأن هذه الأنياب لا زالت تحاول تثخين جروحنا، ومنها وأخطرها الأنياب التركية الشرهة لأمتصاص الدماء، ولا زلنا نسمع بين فترة وأخرى التصريحات النارية لساسة الترك والجنرالات الجيش التركي حول الكورد وكركوك وحول العراق وحول الفيدرالية، ونجد أيضا وقاحة بعض أعضاء الحكومة التركية الذين يلعبون نفس الدورالذي يلعبه جنرالات الجيش، وفي مقدتهم رئيس الوزراء ونائبه وزير الخارجية ووزير العدل، تصريحات جوفاء مثل طواحين الهواء، وأتذكر بأن الوقاحة التركية وصلت في أحدى مراحلها بأن طالب وزير الخارجية التركي الحالي، في أحدى اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار حول العراق، الذي انعقد في القاهرة بالوصاية على العراق من قبل دول الجوار، وحينما لم يفلح أخذ يتكلم عن كركوك وحقوق الجالية التركية والناطقين باللغة التركية، مما اضطر وزير خارجية العراق السيد هوشيار زيباري الى الرد عليه قائلا، هل تقبل بأن أتدخل أنا كوزير عراقي في شأن مدينة ديار بكر (آمد) ذات الأغلبية الكوردية. زرعت الكمالية خلال عقود في أوساط المجتمع التركي، بان العنصر التركي هو السعيد والسيد، وأفرزت هذه الأفكار العقيمة طبقة من العنصريين الطورانيين، يدعون العلمانية والحضارة وينكرون ثقافات الآخرين، في حين يقول التاريخ بأن الترك كانوا عبئا على الكثير من الشعوب، من هذه العقدة قام ويقوم بعض الساسة الأتراك بتحريف الحقائق ويبدلون مواقفهم وتحالفاتهم كتبديلهم لثيابهم، لأن العقلية الطورانية بعيدة عن المنطق السليم فهي تريد ان تضع الترك وجالياتها في قبرص وفي العراق واينما وجدوا فوق رأس الشعوب، عليه أستبعد ان يقوم الأتراك بمصالحة الذات وترتيب بيت الشعوب الدولة التركية وفق متطلبات العصر، من واجب الأسرة الدولية حجر هذه العقلية الشوفينية وبتر هذا السرطان. لأن العقلية التركية الغازية هي نفس العقلية التي ورثوها من غزوات أجدادهم في القرن الرابع عشر الميلادي حينما بدأت غزواتهم لمنطقتنا، لم ولن يستوعبوا بأن العالم يشهد تطورات متسارعة، هذا العالم الذي يشهد تزايدا في الدور الدولي وتأثيره في مجريات الأحداث بفعل تراجع مبدأ السيادة الوطنية لحساب حقوق الإنسان ولحساب فض المنازعات من اجل الاستقرار والسلام، والسياسة الدولية الراهنة أفقدت من دول كثيرة صفة التجريد والعمومية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بات المجتمع الدولي قادرا إلى حد ما على توجيه وردع السياسات الخاطئة (يوغسلافيا وكوسوفو وتحرير الكويت وتحرير العراق مثلا)، وبعد أحداث 11 سبتمبر التي حصلت في أمريكا شكلت تلك الأحداث معطيات جديدة للبيئة الدولية في زمن القطب الواحد، وان كنا نجد في حالات معينة نوع من الكيل بمكيالين. لا توجد في السياسة اشياء ثابتة والعالم يعيش كما قلنا عصر المستجدات والمتغيرات وعصر التقدم في مجالات الاتصالات والأعلام وتواصل الشعوب، لكن الحرس القديم والقوميون الطورانيون والنخبة التركية بعيدون عن المنطق، أعماهم التعصب وجعلهم يسيرون وهم نائمون تغذيهم نزعة التسلط والسيطرة على مقدرات الآخرين، لا يمكنهم ان يستوعبوا ما يجري من تحولات داخلية وإقليمية ودولية، وسوف يستمرون في قمع الداخل وتهديد الخارج، تأريخ الدموي للأتراك وحكوماتهم المتعاقبة خلق الاستعداد لدى المجتمع القومي التركي كراهية الآخرين، والأداء الاقتصادي والأمني والمعيشي المتهالك والفساد الأخلاقي والأداري على مر تاريخهم، جعلت دائما أوضاعهم قريبة من الأنهيار، فتجبلوا على الطمع في نهب خيرات الأخرين بالأستقواء. هناك استحقاقات عديدة داخلية وإقليمية ودولية تقيد تحرك الأطماع التركية، هذه الأطماع الجشعة هي نفسها تمنعها من مواكبة العصر، والخروج من قوقعة الأزمات التي تخنق حياة المجتمعات الدولة التركية في جميع المجالات، تلك الأزمات التي تحولت إلى أخطار حقيقية عانت منها الشعوب غير التركية، لذا تبلورت لدى الشعوب والقوىغير التركية أصحاب الحريات المخنوقة، حالة من الشعور بالأضطهاد والبحث عن من يحس بآلامها، هؤلاء المضطهدين الذين لم يتنفسوا لا هم ولا اباؤهم ولا أجدادهم هواء الحياة خلال تاريخ حكم الأتراك للمنطقة، لأن الأتراك يفسرون مجرد المطالبة بالحقوق بأنها مخاطر حقيقية تجابه هيمنتها العنصرية. معروف عن اتاتورك بأنه كان معجبا بالنزعة القومية الجرمانية، وفي نفس الوقت كان يهادن الماسونية العالمية، لم يستطيع التكيف مع الاتجاهين، ولا زال بعض الساسة وكذلك جنرالات الجيش، يعيشون في نفس الأحلام والهواجس التي ورثوها من معلمهم، مما خلقت عندهم حالة التعلق الزائد بالإرث التاريخي لأتاتورك، وبالتالي اغرقوا بلدهم خلال عقود في مشاكل داخلية وخارجية منها حقيقية ومنها مفتعلة، حاربوا وسوف يحاربون أية صيغة خارجة عن تلك السياسة العقيمة، رغم تفاقم الأزمات والمشاكل عرضت وستعرض كيان دولتهم الهش إلى هزات عنيفة. سياسات الحكومات التركية وسجلها في مجال حقوق الإنسان، كانت وراء عدم قبول تركيا في النادي الأوربي، الحكومات التركية المتعاقبة أوصلت أوضاع البلد إلى حافات التدهور، حتى أصبحت متخاصمة مع نفسها وجيرانها ومحيطها، إن لم يصبح أداء الساسة الترك منسجما مع معايير معطيات كوبنهاكن، فسوف يضاف البعد الإسلامي كحجة إضافية لعرقلة دخول تركيا إلى الاتحاد الأوربي، وهذا ما نجده في تصريحات بابا الفاتيكان وغيره من المسؤولين الغربيين، ونتيجة لمطامع الحكومات التركية في خيرات أراض الآخرين، كانت هناك أصوات لإستراتيجيين عالميين تدعوا إلى تقليص الدور التركي وتهميش مساهماتها في أحداث المنطقة، ودائما ينصحون الحكومات التركية عدم الاندفاع، وان يختصر دورها في النظام الإقليمي وفق رؤى ديمقراطية غربية بحتة، لأن هناك جبالا من المشاكل وتعقيدات عديدة وعميقة في المنطقة، سوف تتمخض عنها سلبيات وردود أفعال عنيفة ان لم تكون نتائجها في صالح الشعوب والقوميات المضطهدة. قلنا بأن الحكومات التركية المتعاقبة دائما متخاصمة مع نفسها وجيرانها ومحيطها الأبعد، ضربت بعرض الحائط 23 قرارا وتوصية صادرة من مجالس الأمن حول المشكلة القبرصية، ولها مشاكلها مع جارتها اليونان ومنها مشكلة المياه الإقليمية في بحر ايجة، الحكومات السابقة والحالية كانت تتدخل أيضا في الشأن العراقي، وصل الأمر ببعض المسؤولين الأتراك في حكومة أجاويد المطالبة بكوردستان العراق (شمال العراق)، كأننا نعيش في زمن الوصاية وعهد الدولة العثمانية، تلك الادعاءات كانت نابعة من سوء تقدير وقصور في فهم الواقع العراقي بصورة عامة وللواقع الكردي بصورة خاصة، أما محاولاتها للعب دور إقليمي والتشبث ببعض الأوهام بذريعة أمنها القومي، كانت لغرض تمرير إرهاصات مشاريعها المشوهة والمشبوهة، أدينت في حينه عراقيا ودوليا، حتى أن الاتحاد الأوربي عنف حكومة أجاويد عن طريق القنوات الدبلوماسية، وقالوا بان دخول شمال العراق ليس نزهة عابرة. أما عنتريات الدونكشية الأخيرة للجيش التركي هي مثل ذلك الشخص المفلس الذي يريد تكوين رصيد له عن طريق لعبة البوكر، فالأتراك يضعون اوراقهم في سلة وهمية في العراق، يتشبثون ببعض الأوهام لتهويل وتضخيم مطالبة الأكراد بحقوقهم القومية، ويفسرون أية خطوة يخطوها أكراد العراق نحو الاتفاق والتوافق والحصول على حقوقهم، على أنها خطوة مشبوهة الغاية منها إقامة الدولة الكردية، كأن ليس من حقنا ان نشكل دولتنا على ارضنا اسوة بشعوب العالم الا بضوء أخضر تركي !!!. الكورد وغيرهم من ضحايا الأستعمار التركي العنصري سيظلون شبحا تطارد عقولهم المريضة، هذه الأوهام والمزاعم التركية عن الدولة الكردية، رد فعل بائس نتيجة ترتيب البيت الكردي تمهيدا للدخول إلى الخيمة العراقية الكبيرة المنشودة في العراق الكونفدرالي الديمقراطي. مواقف السلطات التركية نحو أكراد العراق حالة غريبة وشاذة، دولة تتصرف وتقول بأنها لا توافق على الحقوق القومية لشعب آخر يسكن ضمن دولة أخرى، بحجة وجود أقلية من ذلك الشعب ضمن الدولة التركية، يسكن على ارض آبائه منذ آلاف السنين وقبل مجيء الأتراك إلى المنطقة، والأعجب في بعض سياساتهم انهم كانوا حينما يجدون شخص ينطق بإحدى اللغات واللهجات التركية في أية دولة في العالم، فأنهم يطالبون برفع مظلة على رأس هذا الشخص ليتميز عن الآخرين، وهذا ما حصل في قبرص وكسوفو وبلغاريا وهذا ما يريدونه في العراق، هذه التصرفات وضعت الدولة التركية في صورة مخالفة لما تحاول أن تغرسها في عقول العالم عن علمانيتها وحضارتها، وعلى الشعوب والقوميات غير التركية داخل الكيان التركي، توحيد جهودها لبتر هذا السرطان المستشري في أجسادها بالكي وزلزلة هذا الكيان الدخيل في المنطقة، وبدون ذلك سوف تبقى هذه الشعوب والقوميات رهينة لأطماع الأتراك وتحت أستبدادهم وجورهم، ولايمكن الشفاء من هذا السرطان ولا يفيد معه سياسة الأخذ والعطاء والليونة لأن ارثها لا تلائم روح العصر. وتتناقل الشعوب ترهاتات الترك من أمجاد كاذبة وجغرافية متخيلة وبطولات فارغة ومعلومات استخباراتية ملفقة كنوادر في باب الفكاهة، وآخرها كانت زعمهم بأن قوات الكوماندوز التركية قامت بأنزال جوي (حلم تخيلي مرسوم على الورق) لأعتقال سيادة رئيس أقليم كوردستان الأخ مسعود البارزاني، كأن أعتقالة سهل مثل السياحة في جادة التقسيم في اسطنبول، متناسين من اي طين من الشجاعة جبل الكورد وما هوتأريخ صمود قادتهم وزعماؤهم الأبطال، وأعماهم الحسد والتشفي فنسواايضا تضحيات البيشمة ركة الأشاوس الذين قارعوا أعتى الديكتاتوريات في التاريخ الحديث، في حين هم يعرفون قبل غيرهم لو لا المؤامرة الدولية والأقليمية والمخابرات العالمية لما تمكنوا من مس شعرة من رأس البطل عبد الله أوجلان، الذي جعل من بضعة ألاف من قواته شوكة في خاصرة الأتراك. نعم السيدين الطالباني والبارزاني وبقية قادة وزعماء الكورد الأشاوس قدأعتركواالحياة بتضحياتهم وشجاعتهم، لا يمكن ان يكونوا لقمة سائغة يبتلعهم الترك الهمج من خفافيش الظلام مصاصي الدماء، وسيضل الكورد جميعا أبطال السهول والوديان والجبال حنظلا في بلعوم المجرمين الطامعين في كل زمان ومكان، وسوف يبصق أطفالنا قبل نسائنا على العقلية الطربوشية التركية، بعد ان كسرالكورد بكفاحهم حاجز الخوف وخاصة من تركفوبيا العقيمة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |